الديوان » أحمد جنيدو » إذا غصَّتْ بقلبٍ هزائمُ

أَتَتْ  لَحظةُ التَّأنيبِ  والذَّنبُ عَاصِمُ.

تلوَّتْ على  ميلِ  الـسُّـقوطِ   تُهَاجِمُ.

فقَاربْ   أَنينَ  الذَّاتِ   تَنجُو  براءةً،

تداعى القضا ، بَانتْ بعَقلٍ  قَوَاصِمُ.

سـيَهزِمُكَ الخَوفُ  المُعَتَّقُ  فاسـتَعَدْ

لحَربٍ  إِذا  غَصَّتْ    بقَلبٍ  هَزَائِمُ.

ستَغلِبُكَ الذِّكرَى  تَصَوَّرْ حُضُورَها

قيوداً  منَ  المَأسَــاةِ  بَاءَتْ   تُلازِمُ.

ستَسقي  تُرابَ  النَّشأِ  مَاءَ   طَهارَةٍ

وعِندَ  قِطافِ القَولِ  شحَّتْ مَواسِـمُ.

مَرايَاكَ   يا كُلَّ   النَّقَائِصِ  تَستَوِي

بأَعماقِ   قَلبٍ   و المُجالِدُ     هَائِمُ.

تَمُدُّ  إِلى   مَولاكَ    حُزنَ   جَنائِزٍ،

ومَولاكَ  في الأَمواتِ  عاثَ يُداوِمُ.

يَعِبُّ  مِنَ  السَّـكرَى شَـقيَّ  مَرَارةٍ،

ويَبقَى  بذُلِّ   المَضغِ  وَجداً  يُنادِمُ.

تَضُمُّ   خَيالَ   الحُبِّ  في سَكَرَاتِهِ،

تُعانِقُ   إِجحَافَ   الخَيالِ النَّســائِمُ.

بَقيتَ على الدَّربِ  الطَّويلِ  قَصيدَةً

يَمُرُّ بِها   الغَاوُونَ والحَـرفُ  نَادِمُ.

شَكَوتَ  إلى مَسـعَاكَ  تندبُ  تَوبَةً،

وشَـكواكَ  بالإِحقَاقِ  تَاهَتْ  تُقَاوِمُ.

أَيا  شَـاعرَ  المَثوَى تعالتْ مَتاهَةٌ،

يُقَلِّدُ    أَوصالَ  الجِراحِ    تَشـاؤُمُ.

يَعِزُّكَ   تَاريخُ  القَرِيضِ   فتَحتَفي

بقَولٍ ونِصفُ الصَّمتِ  بَارَ يُزاخِمُ.

مَلَكتَ  فُلولَ  الضَّائِعينَ  لتَنتَشِـي،

شِفاهُكَ   صَحراءٌ  تكزُّ  غَنائِمُ.؟!

تُجَدِّبُ رُوحَ  الشِّعرِ  في خَلَجَاتِهِ،

يَقينُكَ   مَسـفُورٌ    و لُبُّكَ    لائمُ.

تَعودُ  فتَسـتَجدي فَراغَكَ صَاخِباً،

ونَجواكَ  بالزَفرِ  البليدِ   تُـقاسِــمُ.

أَيا رَجفةَ الإِحسـاسِ ما لي ظَنَنتُها

ضَميراً  يَفِزُّ  الحَقَّ  والرَّدُّ   نَائِـمُ.

نَشِـــيجُكَ  مَغفُورٌ وجُرحُكَ  خَالِدٌ،

يُسَــطِّرُ  لَيلاكَ   العَمِيقَةَ   سَــاهِمُ.

يُجاحُ  بِكَ الإِسـهَادُ فاحذرْ تَخَبُّطاً،

بمُنتَصَفِ النَّجوَى صَحَوتَ تُجاثِمُ.

يُغَنُّونَ  إِشـرَاقَ  العِرَاقِ  مَشَـانِقاً،

وتُدمِي  تَوَارِيخَ    العِراقِ عَمائِمُ.

يُبَدِّلُ   إِنسَـــانَ  البُلوغِ    مُنَافِقٌ،

وتُعمِي عُيونَ الصِّدقِ زَيفاً حَزائِمُ

على  الأَمَوِيِّ الفَاسِــقونَ مَذاهِبٌ،

تَلُوكُ  رَحيقَ اليَاسَـــمينِ  جَرائِمُ.

دِمشقُ وإنْ غَنَّتْ طُقُوسَ شُجونِها

تَنامَتْ على طَرْفِ السَّماءِ مَزاعِمُ.

ويَستَنشقُ التَّارِيخُ  نَقشَ حُرُوفِها،

فيُولدُ  مِنْ  أَوصَالِها     مُتَعَاظِمُ.

ومَا  بَينَ  أَنتِ  المُشـتَهاةُ  تَعُدُّني

إلى  بَرَدَى العَطشَانِ  مَاءً خَمَائِمُ.

بكُلِّ  احتِمَالٍ  قَـدْ مَرَرتِ  محلِّقاً،

أَيا  طِفلَةَ  الأَعيَادِ  فَرَّتْ  حَمائِمُ.

تَصومُ عَنِ الإِنجَابِ تَحزِمُ خَيلَها،

فتُحرِنُ صَوتَ الخَوفِ فِينا عَزائِمُ

خُذِيني  إلى  الفَيحَاءِ  أَلثُمُ  خَدَّها،

فصَبري عَظيمٌ  والقُلوبُ مَباسِـمُ.

إِليكِ   تَرَاتيلُ   الضِّياءِ   مَحَجَّةٌ،

طَوَافي غَرَيبٌ  والمُعِزُّ  خَصائِمُ.

لأَحضُنَ شِـريَانَ الغِيابِ بأضلعي

منَ الأَمسِ والإِحسَاسِ طافَ يُداهِمُ

فوَجهُكِ مَحفُورٌ بقَاعِ  مَشـاعِري،

و شَــعرُكِ  مَنثُورٌ  ولَيلُكِ   غَائِمُ.

أُرَمِّمُ   مَعنَاكِ   الحَميمَ    بدمعتي

فصَلِّي على الأَسمَاءِ رَمزاً يُلاحِمُ.

وبَعضيَ  أَشياءٌ مَرَرنَا  بضَعفِها،

صَحَتْ  رَغبةُ المَوتَى تَقومُ تُناقِمُ.

نَـشِـدُّ   وَعِيدَ  العَابِرينَ   مَنابِراً،

ليَقرَأَ منْ نَزفِ المَريضِ مُسَـاوِمُ.

إِليكِ  تَسَــابِيحُ  الصَّباحِ   تَقُضُّني

أَنا  الفَارغُ المَلآنُ  والفَجرُ عَاتِـمُ.

كَفَرتُ بعِشقِ الشَّامِ  والكُفرُ نَاسِكٌ

لِماذا  تُمِيتُ  القَلبَ  ظُلماً  غَنائِمُ.

دَمي في كُؤُوسِ الحَاكِمينَ نَبِيذُهمْ

وطِفلي مَداسُ الحقدِ والدَّربُ قَائِمُ.

فلا  تُنـشِــدِ الأَحلامَ  في  لَعَنَاتِهمْ،

فبَعضُ الوَصَايا   للسَّـبيلِ  لَوَاجِمُ.

سيَصحُو عِراقُ الرَّافِدَينِ  بشَامِنا،

يَقولُ  بمِصرَ  المُرتَجَى  يَتَرَاحَمُ.

يَقولُ: فِلسطينُ  الحَزينةُ   طفلتي

إِليها يَحِجُّ  الحَقُّ  والدَّمُ    قَاسِـمُ.

آب/ 2023

 

 

 

 ديوان شعورٌ أجوفٌ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد جنيدو

أحمد جنيدو

32

قصيدة

شاعر سوري له اثنتا عشرة ديوان مطبوع بين شعر الخليلي العامودي وشعر التفعيلة

المزيد عن أحمد جنيدو

أضف شرح او معلومة