الديوان » أحمد جنيدو » ما لمْ يقلْهُ دمُ الحسين(خريفُ التِّينِ)

عدد الابيات : 46

طباعة

سِفْرٌ طَويلٌ غاصَ عُمقَ الأَسئلَهْ.

والخَيرُ يَكبرُ في تَوارثِ سُنبلَهْ.

سَردٌ يُتَوِّجُ فَهمَهُ منْ عِبرةٍ،

والعَبرةُ الحَرَّى تَسيلُ مُهلْهلَهْ.

العَارفونَ يُبدُّلونَ لِحاءَهمْ،

كانتْ تَعابيرُ الوُجوهِ مُجدْولَهْ.

سَبعٌ عِجافٌ لا يَطولُ جَفافُها،

فالمَاءُ منْ كَفِّ الصَّغيرةِ جَدْولَهْ.

بلِطافِ رُؤياهمْ سِمانٌ سَبعةٌ

بجُنونِ رُؤيانا عُجولٌ مُنحلَهْ.

قَدَرٌ أَتَى و أَضاعَ فِيكمْ عَبدَهُ

في تَوهةٍ حَرقُ السَّنابلِ مَنجَلَهْ.

ستَمرُّ أيَّامٌ نَجوعُ قَداسةً،

في عَتمةِ الأَعماقِ فَاحتْ مَزبلَهْ.

الأمُّ في التِّسعينَ تَحبلُ طِفلَها،

والعَجزُ يُحملُ من خَطايا مُخجلَهْ.

منْ أوغلَ الأحداثَ صَوتَ عَدالةٍ،

يا بَابلَ العُلَماءِ جَاعتْ أَسئلَهْ.

تَتَجاذبُ الضَّوءَ الأَخيرَ تَشدُّهُ،

و تُعيدُ أَجرامَ الحُقوق مُكلَّلَهْ.

أينَ الإجابةُ؟! مصرُ عَرشُ أُلوهةٍ

فَلَقَتْ بِحارَ الصَّخرِ قبلَ الزَّلزلَهْ.

طَافتْ نُبوءتُها أَديمَ رِمالِها،

يَتَراقصُ التَّاريخُ مَشْيَ الحَنجلَهْ.

ويَطوفُ سَعيٌ في الغَرائزِ مُجهداً،

للعَصفِ مَأكولٌ لسَطوةِ مُوغلَهْ.

أرضٌ مقدَّسةُ الضِّياءِ بأَهلِها

سَعفٌ وعُرجونٌ يُدَعْكلُ عَرجلَهْ.

و لَهمْ مَناتٌ ما لنا بمَناتِهمْ،

فَسدٌ يَئنُّ على الصِّواعِ مُجَوقلَهْ.

الرَّأسُ وَحشٌ في قَوامِ هَزيلةٍ

لتَقومَ في قَرعِ الطُّبولِ مُخلْخلَهْ.

يا بِنتَ فَاعلةٍ تَحيَّةَ فَاعلٍ،

رَضِعَ الحَليبَ منَ الضُّروعِ المُخجلَهْ.

قدْ ضاجعَ الأوراقَ عَترٌ وانتهى

فوقَ القَصيدةِ لَمحةً مُتَرَهِّلَهْ.

أَحداثُها مَرَّتْ كَأنَّكَ عَابرٌ،

بَينَ الثَّواني لَحظةٌ مُتَسَلْسلَهْ.

مُتَجَدِّدٌ سِفْري العَثورُ مُحاولاً،

إِرضاءَ حَرفٍ يَستمدَّ المُوحِلَهْ.

و يَصدُّ أَركانَ الرَّسائلِ يَنتمي

لخِواءِ مُبهَمةٍ تُجافي مَفصلَهْ.

هَجَعَتْ تَهَجَّدتِ الليالي خِلوةً،

حتَّى تَناهتْ في بَهيمِ المَسألَهْ.

لولا الصَّبابةُ ما تَباهتْ مُقلتي،

تَشتاقُ أَحرفَها العَميقةَ مَجهلَهْ.

فأَصُبُّ في كَأسِ الصَّباحِ مَباسماً

منْ زَعترٍ منْ كَوثرٍ منْ أُنملَهْ.

وأَعُبُّ شَوقَ المُبعدينَ مَحَجَّةً،

كطَوافِ مُوسى في سَنا إنْ يجهلَهْ.

أنا فَارغٌ لَملمتُ نَثرَ مَصائرٍ،

في بُضعِ تَفسيرٍ أُثيرُ الحَوقلَهْ.

عِرنينُ شِعرٍ قدْ يُصفصِفُ نَبضَهُ

في فَاقةِ العترٍ الكَظيمِ مُجَلجلَهْ.

وهَرَمتُ أَجتاحُ انتشاءَ حُضورِها

كالحُلمِ في وَجَعِ التَّشَرُّدِ أَرملَهْ.

تُخفي ثِيابَ المَوتِ في أَعطافِها

و بصُرَّةٍ منْ ذِكرياتٍ مُثقلَهْ.

وتَعجُّ في صَحنِ الكَفافِ عَقيدةً،

عينُ الصَّغيرِ تَرى على الدَّمِ مُذهلَهْ.

فسَألتُ منْ قَتَلَ الحُسينَ ولامَنا

أهو القَتيلُ أمِ الشُّعوبُ المُهملَهْ.

فحَصَدتُ خَمسينَ اغتراباً في الوَرى

ولربَّما جَمَعَ انتحابي مُسدلَهْ.

كانَ السُّؤالُ مُفسَّراً بجَهالةٍ،

غَابتْ إِجابتَهُ و أَبقتْ بَلبلَهْ.

السَّاعةُ الأولى على تَكوينِنا

السَّيِّدُ المَأفونُ يُخفي أرجلَهْ.

في الشَّامِ غَطَّى المَوتُ جِذوةَ نُورِها

لَيتَ انطفاءَ المَوتِ فيها مَرحلَهْ.

سَفَرٌ طَويلٌ في الشَّآمِ صَغيرتي،

ما عَادَ في مَعنى القَصيدةِ أَخيلَهْ.

نَامي على سُحُبِ الخَيالِ تَكاثري

في الحُلمِ نَحتاجُ الشَّجاعةَ مَشعلَهْ.

نَامي على صَدري تَرانيمَ الشَّذا

إنِّي أُحلِّلُ في الغَرامِ المُعضلَهْ.

نَامي برِفقٍ في عُيوني طِفلتي

وانسي الحَروبَ وما تَفيضُ الوَلولَهْ.

واغفي بعَصرٍ فالحسينُ مروَّضٌ

دمُهُ النَّقيُّ لمَرجعيَّةِ مَقتَلَهْ.

جَعَلَ الحَياةَ خَرائباً و نَوائباً،

كي تُسعدَ المَجنونَ هذي المَهزلَهْ.

في كُلِّ ثَانيةٍ يَموتُ بمَوطني

حَسَنٌ حُسينٌ أَحمدٌ أو حَنظلَهْ.

سَأَلوا دَمي عنْ ذَنبهمْ عنْ قَتلِهمْ

لا تَسألوني فالسُّؤالُ ل حَرملَهْ.

جُرِعَ السُّقامُ تَجَرَّعَتْ شَاميَّتي

في المَوتِ تَرتَشفُ الدُّهَاقَ البَسملَهْ.

فهنا تَعطَّلَ كُلُّ شَيءٍ حَالمٍ،

إلَّا الدِّماءِ على سُيوفِ المَقصلَهْ.

19/2/2022

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد جنيدو

أحمد جنيدو

32

قصيدة

شاعر سوري له اثنتا عشرة ديوان مطبوع بين شعر الخليلي العامودي وشعر التفعيلة

المزيد عن أحمد جنيدو

أضف شرح او معلومة