لمْ يمُتْ 

 
 
 
ويسوعٌ 
لمْ يمُتْ 
كانَ قويًّا وعظيمًا 
صوتُهُ كالرّعدِ 
قد هزَّ دهاليزَ الظّلامْ 
 
قائلًا : 
لا 
ليدٍ تفسِدُ حلوى 
وتصبُّ النّارَ 
في عشِّ الحَمامْ 
 
وتقصُّ الوردَ في حقلِ حكاياتٍ 
سمعناها كثيرًا 
وعشِقْنا سردَها عند المنامْ 
 
وترشُّ الرّملَ في أعينِنا 
حين إلى الجنّاتِ نرنو 
وبعنفٍ تضربُ الأضلاعَ منّا 
وتغطّينا بأكوامِ الحُطامْ 
 
قائلًا للذّئبِ : 
لا 
هيّا فكن مفترِسًا نفْسَكَ 
وارجعْ لبراريكَ 
وعشْ وحدكَ
دعنا 
لنغنّيْ فرَحًا ما نشتهي مِنْ أغنياتٍ عذبةٍ تنمو 
عليها ليس يقوى سيلُ قُبْحٍ وسقامْ 
 
ولمن أخرجَ سيفًا
 قالَ : 
أرجِعْهُ إلى الغمدِ 
وعُدْ طفلًا نقيًّا وجميلًا 
راكضًا خلف فراشاتِ الرّوابي 
نحوَهُ ينظرُ ربُّ الكونِ مرتاحًا سعيدًا 
قالَ : 
لا 
لمْ يغْزُهُ الصّمتُ 
وألقى أجملَ القولِ على النّاسِ 
وصلّى 
ليسَ كالكُهّانِ مِنْ قلبٍ تقسّى كالرُّخامْ 
 
لمْ يمُتْ مَنْ هدَّ قبرًا 
ومحا جهلًا عتيقًا وجديدًا 
ورمى سهمًا إلى صدرِ رياءٍ 
ونأى عن مدنٍ مِنْ قشِّ وهمٍ 
ورأى ما ليس يفنى 
وسقى ظمآنَ رؤيا 
غازيًا سُوْرَ الغمامْ 
 
لمْ يمُتْ
ما زالَ فينا 
راسمًا لوحاتِ معنى ونقاءٍ وسلامْ 
 
لمْ يمُتْ 
لا 
إنّهُ 
مِنْ قبرِ دنيا 
لمْ تكنْ دنياهُ قامْ 

القس جوزيف إيليا 
٨ / ٤ / ٢٠٢٣

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القس جوزيف إيليا

القس جوزيف إيليا

353

قصيدة

شاعر سوري يكتب الشعر العمودي والتفعيلة

المزيد عن القس جوزيف إيليا

أضف شرح او معلومة