يَا نِزَارَ
يَا مَنْ شَيَّدْتَ
لِلْعِشْقِ مَعْبَدًا
وَزَرَعْتَ فِي صَدْرِ الْمَدَى
كَلِمَاتِكَ
أَنَا مَنْ تَرَكْتَ
وَرَاءَ أُسْطُورَتِكَ أَسْئِلَةً
مَا بَيْنَ حَدِّ السَّيْفِ
وَانْكِسَارِ أَحْلَامِكَ
تَقُولُ: الْحُبُّ مُسْتَحِيلٌ؟
بَلِ الْمُسْتَحِيلُ أَنْتَ!
تُجْهِدُ الْقَمَرَ خَلْفَ غَيْمِكْ
لِيُضِيءَ أَيَّامَكَ
وَأَنْتَ مَا زِلْتَ تُعَانِقُ
ظِلَالَ الْخَوْفِ
كَطِفْلٍ يَخْشَى
أَنْ تُبَدِّلَ الشَّمْسُ
أَحْلَامَكَ
مَا الْمُسْتَحِيلُ؟
أَنْ نُحِبَّ؟
أَمْ أَنْ نُشْعِلَ صَحْرَاءَ الْقَلْبِ
فَنَصِيرَ نَحْنُ أَسْيَادَ
مَلَكَاتِكَ؟
أَمْ أَنْ
نَقْتَحِمَ أُفُقَ الْبُعْدِ
نَحْوَ مَسَاءٍ
تُقِيمُ فِيهِ حُزْنَكَ
وَتُبْعِدُ لَحْنَ
أَوْتَارَكَ؟
يَا شَاعِرَ اللَّيْلِ
الَّذِي عَلَّمَنَا
أَنْ نَبْكِيَ الْقَمَرَ
وَأَنْ نُبَدِّلَ
مِنْ دُمُوعِنَا أَبْحُرًا
وَأَكْوَانًا
يَا عَاشِقَ الصَّبْرِ
دَعِ الْقَيْدَ
وَانْطَلِقْ
فَمَنْ يُحِبُّ
بَحْرُهُ لَا يَخْشَى
طُوفَانًا
أَعَلِمْتَ أَنَّ الْحُبَّ
فِي جَوْهَرِهِ أَعْظَمُ
مِنْ جِدَارِكَ؟
وَأَكْبَرُ مِنْ قُيُودِ الشِّعْرِ
مِنْ أَحْزَانِكَ؟
الْحُبُّ
نُورٌ أَضَاءَ فِي الظَّلْمَاءِ
أَكْوَانًا
وَبِالْكَلِمَةِ
قَدْ رَفَعَ السَّمَاوَاتِ
أَرْكَانًا
أَنَا لَا أُؤْمِنُ بِالْمُسْتَحِيلِ
يَا شَاعِرَ الْأَمَلِ
الْيَتِيمِ
لِأَنَّ الْعِشْقَ
هُوَ الْكَوْنُ
وَنَحْنُ مِجْدَافَاهُ
الْعَظِيمُ
فَإِنْ شِئْتَ
أَنْ تَرَى النُّورَ
دَعْ خَوْفَكَ
وَانْطِقْ
بِاسْمِ الْحُبِّ
لَعَلَّ قَلْبَكَ يُسْتَقِيمُ
1341
قصيدة