عدد الابيات : 15
أَيَا مَنْ أَبَاحَ الْأَرْضَ قَهْرًا وَجَائِرَا
وَأَرْعَدَ فِي بَيْدِ الضَّلَالَةِ زَاعِرَا
أَحْرَقْتَ دُورَ اللَّهِ، يَا شَرَّ ظَالِمٍ
وَجَعَلْتَ صَوْتَ الْحَقِّ بِالْأَرْضِ نَادِرَا
أَهَنْتَ كِتَابَ اللَّهِ حِقْدًا وَضِغْنَةً
وَكَفَرْتَ بِالْآيَاتِ قَوْلًا وَمَظْهَرَا
هَدَمْتَ بُيُوتَ اللَّهِ وَهِيَ مَنَارَةٌ
لِلنُّورِ، فَصِرْتَ ظَلَامَ حَقٍّ مُزَمْجِرَا
وَأَرْسَلْتَ أَتْبَاعًا غِلَاظًا قُلُوبُهُمْ
كَحِجَارَةٍ، بَلْ هُمْ مِنَ الصَّخْرِ أَقْسَرَا
أَهَانُوا نَبِيَّ اللَّهِ، زَادُوا تَجَبُّرًا
عَلَى خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ طُغْيَانَ مُنْكِرَا
فَأَيُّ شُرُورٍ فِي نُفُوسِكُمُو سَرَتْ؟
وَأَيُّ بَلَاءٍ فِي عُرُوقِكُمُو اسْتَقَرَّا؟
تَجَرَّأْتَ يَا خِزْيَ الزَّمَانِ عَلَى الَّذِي
رَفَعَ السَّمَاءَ وَزَادَ بِالْخَيْرِ مَعْصَرَا
بِأَيِّ لِسَانٍ سَوْفَ تَلْقَى إِلَهَنَا؟
إِذَا جَاءَ يَوْمٌ يُظْهِرُ الْحَقَّ ظَاهِرَا
وَيَا شَبَحَ الْإِجْرَامِ، كَيْفَ بِوَجْهِكُمْ
إِذَا النَّارُ صَارَتْ لِلظَّلَامِ مَسَامِرَا؟
أَغْرَقْتُمُ الْأَطْفَالَ دَمًا وَأَدْمُعًا
وَجَعَلْتُمُو الْأُمَّ الثَّكُولَ مُكَابِرَا
وَفِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ الَّذِي صَارَ شَاهِدًا
تَنَاثَرَتِ الْأَرْوَاحُ مَوْتًا مُبَكِّرَا
فَيَا وَيْلَكُمْ مِنْ رَبِّ عَرْشٍ قَهَّارٍ
يُحْصِي عَلَيْكُمْ كُلَّ ظُلْمٍ وَمَكْرَرَا
سَتَصْحُو قَرِيبًا، إِذْ يُفِيقُ مَوْطِنِي
وَيَرْجِعُ بِالنَّصْرِ الْمُبِينِ مُظَفَّرَا
فَوَيْلٌ لَكُمْ مِنْ يَوْمِ عَدْلٍ مُؤَجَّلٍ
سَيُبْدِي لَكُمْ مَا كُنْتُمُوهُ مُسَرَّرَا
1393
قصيدة