الديوان » القس جوزيف إيليا » اجلسْ بعيدًا

ذكر أبو الفرج الأصفهانيّ في كتابه الشّهير الأغاني أنّ
أحد الأشخاص قد تجاسر في مجلسٍ من المجالس
وقد أُنشِد فيه شِعرٌ لأبي العتاهية فقال عمّا سمعه من
بعض شِعر أبي العتاهية بأنّه ضعيفٌ هزيلٌ .
 
وجسارته هنا ظهرت في أنّه قد قال هذا القول عن
الشّاعر الّذي نُعِتَ بأنّه ليس أشعر الإنس وحسب وإنّما
هو أشعر الجنّ أيضًا
 
والّذي قال عنه أبو نوّاس وهو من هو وقد قيل له
يومًا بأنّه أشعر النّاس فأجاب قائلًا :
 
أمّا والشّيخ حيٌّ فلا .
 
وعنى بذلك أبا العتاهية 
 
والّذي قال هو نفسه

لو شئتُ أن أجعل كلامي كلّه شِعرًا لفعلتُ 
 
وقال أيضًا : 
 
أنا أكبر من العروض .
 
فأحببت وقد قرأت عن هذه الحادثة أن أستعير هنا
لسان أبي العتاهية لأردّ به على هذا المتجاسر الجهول
وأشباهه من الّذين عن غير عِلمٍ بأسرار الشِّعر وعوالمه
يتطاولون على من برعوا فيه وأجادوا وأحسنوا  قائلًا

 
 
 
تطعنُ  في  شِعري  وأنتَ  جاهلُ؟!
إنّكَ    عن    كلِّ    صوابٍ   مائلُ
 
تصفِّقُ   الدّنيا     لرقصِ   لفظتي 
وتحتفي     بما     لساني    قائلُ 
 
فاصمتْ لحجمِكَ الضّئيلِ عُدْ فذا
غيمُكَ   خدّاعٌ    وغيمي   هاطلُ 
 
واجلسْ  بعيدًا  عن معاركِ الرّؤى 
فأنتَ    فيها     عاجزٌ     وخاملُ 
 
وأنا     فيها      بطلٌ    مستبسِلٌ 
جيشي    لأجلِ    صونِها   يقاتلُ 
 
تزرعُ     شوكًا       وأنا     سنابلًا 
لا  يتساوى   الشّوكُ     والسّنابلُ 
 
ما  قد   كتبتُهُ    سيبقى    خالدًا 
وقولُكَ      الهشُّ     لقبرٍ     نازلُ
 
الشِّعرُ     إنْ   كانَ   نقيًّا     ثابتٌ 
وإنْ    خلا   مِنَ   الجَمالِ    زائلُ 
 
 
٢٧ / ١٢ / ٢٠٢٢

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القس جوزيف إيليا

القس جوزيف إيليا

353

قصيدة

شاعر سوري يكتب الشعر العمودي والتفعيلة

المزيد عن القس جوزيف إيليا

أضف شرح او معلومة