عدد الابيات : 16
يَا قَائِدًا حَازَ آفَاقَ الْعُلَا فَفَرَا
وَغَرَسَ فِي أُمَّةِ الْأَحْلَامِ مُزْدَهَرَا
مُحَمَّدُ الْعَزْمِ، فِي عَيْنَيْكَ تَأْرِيخَةٌ
تُجَدِّدُ الْمَجْدَ حَتَّى يُورِقَ الشَّجَرَا
رُؤْيَا الثَّلَاثِينَ، يَا دُرَّ الزَّمَانِ، وَمَا
لِرُؤْيَةٍ غَيْرُ حِكْمَتِكَ الْعُظْمَى أَثَرَا
أَنْتَ الَّذِي كَسَرَ الصَّخْرَ الْمَنِيعَ، وَقَدْ
أَشْعَلْتَ فِي ظُلُمَاتِ الدَّرْبِ مُسْتَعِرَا
بِكَ السَّمَاءُ عَلَتْ، وَالْأَرْضُ قَدْ تَزَيَّنَتْ
بِاسْمٍ تَعَطَّرَ حَتَّى أَنْبَتَ الثَّمَرَا
إِذَا النُّجُومُ تَلَاشَتْ، كُنْتَ تَحْمِلُهَا
وَإِذَا الزَّمَانُ بَغَى، أَسْرَجْتَ لِلْهَدَرَا
تَبْنِي الْغَدَ الْمُشْرِقَ الْفَيَّاضَ فِي هِمَمٍ
وَتَرْسُمُ الْحُلْمَ لِلطَّامِحِ وَالْفَقَرَا
وَرُؤْيَةُ الْعَزْمِ فِي عَيْنَيْكَ مَا غَرَبَتْ
تُحْيِي طُمُوحًا، وَتَبْنِي لِلْعُلَا جُدُرَا
وَالْوَطْنُ فِي كَفِّكَ الزَّهْرَاءِ زَاهِرُهُ
يَفُوحُ حُبًّا وَيَشْدُو حِينَ يَزْدَهِرَا
يَا صَاحِبَ الْعَزْمِ، يَا مَنْ جُودُهُ شَرَفٌ
كَالسَّيْلِ يُغْدِقُ حِينَ الضِّيقِ مُنْتَصِرَا
وَإِنْ أَتَتْ أُمَّةٌ تَشْكُو مَآسِيهَا
كُنْتَ الرَّجَاءَ وَفِي الْأَعْمَاقِ مُنْتَظَرَا
حَلِيمُ قَوْمٍ، إِذَا الْأَعْدَاءُ قَدْ سَعَرُوا
تَكُونُ سَيْفًا يُزِيلُ الْجَوْرَ وَالْكَدَرَا
وَإِذَا الْحَيَاةُ بِنُورِ الْوُدِّ مُبْتَهِلَةٌ
كُنْتَ الْوَفَاءَ، وَنُورُ الْعَاشِقِ ازْدَهَرَا
بَرُؤْيَةٍ بَارَكَ التَّارِيخُ مَجْدَهَا
أَضَاءَتِ الْأُفْقَ حَتَّى أَنْبَتَتْ زَهَرَا
مُحَمَّدُ الْعَزْمِ، يَا بَحْرَ السَّخَاءِ، وَمَا
تَمَّ الْمَدِيحُ، فَهَلْ أَبْلَغْتُ مُفْتَخَرَا؟
1327
قصيدة