الديوان » لؤي سيف » يبدو الحزن كشاهد قبر

حزني

أيها الملقي على صدري كشاهد قبر

هبني سؤالًا واحدًا

كيف تدخل حجرتي من دون باب

وتطوقني بألف ذراع لتخنقني

وتركع في زاوية الروح كالجلاد الذي يصلي قبل ذبح ضحاياه

 

حزني

أنا لست سوى ظلًا تائهً بين جدرانك الباسقة

أتريد مني أن أبتسم

وألف سكين في حنجرتي

أنت تلجمني أيها الحزن

إلى أن يصير وجودي رسالةً مبلولة بدم تماديك على حواسي

 

حزني

لم تكن أنت المستحيل على الجميع

بل الغريب الذي تبرأ منه أهلهُ

وكنت وحدي من وقف أمامك كطفلٍ يحمل مصباحًا بائسًا

وقال خذني، ولكن اترك لي خصلة شعر أربط بها وهم العودة

أخذتني أيها الحزن مني ومن أمي ومن دياري

فكيف أعود بساقين خشبيتين وقلبٍ مثخن بالجراح

 

 

عيناك واسعتان أيها الحزن كالقبور الجماعية

وعيناي .. نقطتان من غبار ترقبان قلبًا تذوره الرياح كالهشيم

أنا ذرة بيضاء على شعاع أزرق

لا تصل إلى أرض

ولا تلتقطها يد

بل يكبلها الحزن بألف طوق واطنان من الغلول

 

ألف عام تحملها على ظهري

وأنا لست إلا حلمًا قصيرًا في ليلة دم

كيف تريدني أن أمشي في جنتك الجارحة

فكل زهرة هناك

مخلب يخدش ساق الطفولتي

وكل قصرٍ هناك هو سجن منفرد

 

حزني

أتريد أن تعلمني الطيران

لا .. لا أريد

فقد صرت أثقل من أن تحملني أجنحة الكلام

فقط خذني إلى قبري

ضعني في ظرف ورقي

وأرسلني بلا عنوان

إلى اللا أحد في اللا مكان

حيث لا يجدني أحد غير الصدى

ولا أجد نفسي بعدها أبدًا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن لؤي سيف

لؤي سيف

2

قصيدة

لؤي محمد سيف، يمني الجنسية من محافظة تعز، مواليد صنعاء سبتبمر 2002، كاتب نصوص نثرية وله في الشعر الحر.

المزيد عن لؤي سيف

أضف شرح او معلومة