الديوان » العصر المملوكي » ابن نباته المصري » سرت قمرا من مسبل الشعر في جنح

عدد الابيات : 44

طباعة

سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح

بسفح النقا آهاً على زمن السفح

محجبة لا طعن فيها لعائب

على أنها تمشي فتهتز كالرمح

سقى الله ليلاً صالحت فيه باللقا

فما كان أشهى من لقاءٍ ومن صلح

أسدّ بطول اللثم فاها مخافةً

على ليلتي أن يهجم الثغر بالصبح

ويخطر في وشي الحرير قوامها

ونجم الدجى بالغيظ يعثر في منح

زمان مضى حلو المراشف والجنى

وعيش تقضى آمن السرب والسرح

ولا عيب في تلك الليالي التي خلت

سوى أنها مرت على الطرف كاللمح

تولى زمان الوصل وانقرض الصبى

فيا عجباً للدهر قرحاً على قرح

سلام على العيش الوريّ زناده

على أنه العيش البرئ من القدح

وغانية مثلَ الحياةِ أحبها

وإن كان في كدِّ بها العمر أو كدح

ومما عناني عاذلٌ متنصحٌ

وما الغش إلا ما سمعت من النصح

يطوف بسمعي لفظه وهو بارد

وفي القلب ما فيه من الوقد واللفح

وفي الخفرات اللاّءِ تغني بلفظها

عن العقد والفرع الأثيث عن الرشح

غزال رعت في الحب أخضر عيشتي

لقد أعرض الظبي الأغن عن الطلح

وقد كان لي والدهر فيه وقائع

فلما اجتمعنا آذن الدهر بالصلح

تعشقتها والخد يشبه خدها

أأعشقها والشيب ملتمع اللمح

كأن جفوني إذ تكاثر دمعها

بنان ابن فضل الله متصل المنح

وقائلة ما بال عزمك صابراً

على الفدحِ في الدنيا على أثر الفدح

فقلت رأيت السمر أقومَ ما ترى

إذا صبرت عند النفاق من اللقح

فقالت دع التقليل عنك وقم إلى

نوافجٍ فضل الله في زمن الفرح

وبادر لمحيي الدين تلق شمائلاً

مدربةً لم تدرِ ما هيئة الشحّ

فقمت ولكن بعد أن وضح الدجى

وعدت بمشهور الثنا طاهر سمح

يوري زناد الفضل بالمجد والعلى

ولكنه الفعل البريءُ من القدح

رئيسٌ رأى آمالنا وهي تشتكي

من الدهر أسقاماً فقال لها صحي

يسابق آمال العفاة بضعف ما

تمنت ويمسي في النوال كما يضحي

مغيث الرجا والخوف والذل والخطا

ببذل الندى بالأَمن بالجاه بالصفح

إذا وصف المداح بعض صفاته

فماذا بأكباد الأعادي من الشرح

وإن فتح الراوي معاني فخاره

فدع ما رواه آل خاقان للفتح

ولما علا نحو السماء ثناؤه

أتى بالنجوم الزهر والسحب السح

سحائب آلاءٍ تجول على الرجا

وأنجم آراءٍ تدل على النجح

وسعد أفاد الملك أخبية الهنا

وأنحى على أهل المكايد بالذبح

كذلك فَليحكِ النظير نظيره

بغرّ المعالي والمراشد والمنح

فيا أيها الساعي لشقة شأوه

تنح قصياً لست من ذلك الطرح

ويا أيها البسام بشرا وفضله

يعين على أعوامها الشهب الكلح

فدياً لك من لو أن ميعاد جوده

كفرعون لم يحتج لهامان في الصرح

وأنت الذي أغنيت بالرفد يمنهم

وبالغت حتى خلت أنك في مزح

تحليت في كتم الذي أتت واهب

وهيهات ما للمسك بُدّ من النفح

وكم جربت منكَ الملوكُ ميامناً

ونصحاً على فقد الميامن والنصح

وغصن يراع يستظل به الورى

ويشهد قتل المارقين بلا جرح

وأنك يا يحيى لَتُحيي ذوي الرجا

وتحمي من اللأوا وتنجي من الفدح

وأنك يا يحيى لفائض جعفر

من الوفر تزداد امتلاء على النزح

فلا زال للراجي جنابك موثلا

وضدك للِهمّ المقيم وللبرح

تسامى على المداح قدرك رتبة

فإقصارهمْ عن مدحه غاية المدح

وكدت لعرفان المكارم لم ترم

بحمد وما حمد السحاب على السفح

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن نباته المصري

avatar

ابن نباته المصري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-abn-nbath@

1727

قصيدة

6

الاقتباسات

99

متابعين

محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين. شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة. وهو من ...

المزيد عن ابن نباته المصري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة