الديوان » العصر العباسي » أبو العلاء المعري » لو كان لي أمر يطاوع لم يشن

عدد الابيات : 18

طباعة

لَو كانَ لي أَمرٌ يُطاوَعُ لَم يَشِن

ظَهرَ الطَريقِ يَدَ الحَياةِ مُنَجِّمُ

أَعمى بَخيلٌ أَو بَصيرٌ فاجِرٌ

نوءُ الضِلالِ بِهِ مُرِبٌّ مُثجَمُ

يَغدو بِزَخرَفَةٍ يُحاوِلُ مَكسَباً

فَيُديرُ أَسطَرلابَهُ وَيُرَجِّمُ

وَقَفَت بِهِ الوَرهاءُ وَهيَ كَأَنَّها

عِندَ الوُقوفِ عَلى عَرينٍ تَهجُمُ

سَأَلَتهُ عَن زَوجٍ مُتَغَيِّبٍ

فَاِهتاجَ يَكتُبُ بِالرِقانِ وَيُعجِمُ

وَيَقولُ ما اِسمُكِ وَاِسمُ أُمُّكِ إِنَّني

بِالظَنِّ عَمّا في الغُيوبِ مُتَرجمُ

يولي بِأَنَّ الجِنَّ تَطرُقُ بَيتَهُ

وَلَهُ يَدينُ فَصيحُها وَالأَعجَمُ

وَالمَرءُ يَكدَحُ في البِلادِ وَعِرسُهُ

في المِصرِ تَأكُلُ مِن طَعامٍ يوجَمُ

أَفَما يَكُرُّ عَلى مَعيشَتِهِ الفَتى

إِلّا بِما نَبَذَت إِلَيهِ الأَنجُمُ

رَجمُ التَنائِفِ بِالرِكابِ أَعَزُّ مِن

كَسبٍ يَحُقُّ لِرَبِّهِ لَو يُرجَمُ

آهٍ لِأَسرارِ الفُؤادِ غَوالِياً

في الصَدرِ أَستُرُ دونَها وَأُجَمجِمُ

عَجَباً لِكاذِبِ مَعشَرٍ لا يَنثَني

غَبَّ العُقوبَةِ وَهوَ أَخرَسُ أَضجَمُ

كَيفَ التَخَلُّصُ وَالبَسيطَةُ لُجَّةٌ

وَالجَوُّ بِالنَوائِبِ يَسجُمُ

فَسَدَ الزَمانُ فَلا رَشادٌ ناجِمٌ

بَينَ الأَنامِ وَلا ضَلالٌ مُنجِمُ

أَسرِج وَأَلجِم لِلفِرارِ فَكُلُّهُم

فيما يَسوءُكَ مُسرِجٌ أَو مُلجِمُ

وَالخَيرُ أَزهَرُ ما إِلَيهِ مُسارِعٌ

وَالشَرُّ أَكدَرُ لَيسَ عَنهُ مُحجِمُ

ضَحِكوا إِلَيكَ وَقَد أَتَيتَ بِباطِلٍ

وَمَتى صَدَقتَ فَهُم غِضابٌ رُجَّمُ

يَحميكَ مِنهُم أَن تَمُرَّ عَلَيهُمُ

فَإِذا حَلَوتَ عَدَت عَلَيكَ العُجَّمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو العلاء المعري

avatar

أبو العلاء المعري حساب موثق

العصر العباسي

poet-almaarri@

1612

قصيدة

17

الاقتباسات

1995

متابعين

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري. شاعر وفيلسوف. ولد ومات في معرة النعمان. كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمى في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن ...

المزيد عن أبو العلاء المعري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة