الديوان » اليمن » محمد الشوكاني » يا حبذا كلام

عدد الابيات : 78

طباعة

يا حَبَّذَا كَلامُ

قَدْ صاغَهُ الأَعْلامُ

أَئِمَّةُ التَّحقِيقِ

وزُمْرَةُ التَّدْقيقِ

وزِينَةُ الأَعْصارِ

وحَافِظو الأَسْفارِ

مَنْ عِلْمُهُمْ قَدْ أَصْبَحا

بَيْن الأنَامِ صُبْحا

قدْ حَقَّقُوا الْفُنُونا

وأَبَرَزُوا المكْنُونا

وَشَفَوا العليلا

وأَرْوَوا الْغَلِيلا

هُمُ وُجُوهُ الْيَمَنِ

هُمُ عُيُونُ الزَّمَنِ

إن تَلْقَ مِنْهُمْ واحِدا

تَظُنَّ ذَاكَ السَّيّدا

فالحَمْدُ للمُهَيْمِنِ

أَوْجَدَ في ذا الزَّمَنِ

لَنَا مِنَ الأَئِمّةِ

جُلاةَ كُلِّ ظُلْمَةِ

فَعادَ فَوْدُ الدَّهْرِ

أَسْوَدَ في ذَا الْعَصْرِ

وكانَ كالثَّغَامَهْ

مُذْ لَمْ يَجِدْ عَلامَهْ

مِنْ بَعْدِ أَنْ قَدْ هَرِمَا

لفقد جيل العلما

وإنْ تَشُكَّ فِيما

رَوَيتُه قَدِيما

في فَضْلِ أَهْلِ الزَّمَنِ

لا سِيَّما في الْيَمَنِ

فانْظُرْ إلى الْبِطاقَهْ

تَجِدْ بِها مِصْداقَهْ

وأَنّها بُرْهانُ

يَحْصُلْ بهِ اطْمِئْنانُ

تَرَى بها أَنْظارا

تَظُنُّها نُضَارا

لكِنَّ لي في الْبَعْضِ

بَحْثاً لَدَيّ مَرْضِي

عَلَى الذينَ رَجَّحُوا

أَبْعاضَها وصَحَّحُوا

والْجَمْعُ في ذا مُمْكِنُ

وَهْوَ لَدَيَّ الأَمْكَنُ

فَذَاكَ مَهْما أَمْكَنا

فَهُوَ الذي يَلْزَمُنا

وَهْوَ بِلا تَشَكُّكِ

مُقَدَّمٌ في الْمَسْلَكِ

يَبْدا بهِ النُّظارُ

بِذَا قَضَى الأَخْبارُ

وهَذِهِ الأُصولُ

تَنْصُرُ ما أَقُولُ

غَدَتْ بِهَذا مُفْعَمهْ

أَسْفارُهَا ومُعْلِمَهْ

ما إنْ إخالُ مُنْكَراً

وسَلْ بذاكَ الأَخْبَرا

ومَنْ غَدا مُرَجِّحا

لِجَهْرِها مُصَحِّحا

وطرد ذا التّعما

إلى الصَّلاةِ العجما

فَقَدْ غَدا مُطَّرِحَا

جَميعَ ما قَدْ صَحَّحا

أئِمَّةُ الْحَديثِ

مِنْ ذلِكَ الْحَديثِ

وهُمُ أَولُو الصِّناعَةِ

وناقِدُو الْبِضاعَةِ

ما إنْ لَهُمْ مُداني

واسْأَلْ ذَوي الْعِرفانِ

كَلاَّ وَلاَ مُمارِي

في النَّقْدِ للأَخْبارِ

هُمُ بِلا الْتِباسِ

في ذَا هُدَاةُ النّاسِ

وكلُّ ذِي صِناعَهْ

طَوَّلَ فيها باعَهْ

فَهُوَ بِها الْخِرِّيتُ

بِمِثْلِ ذا قَضَيْتُ

لَكِنَّنا قَدْ مِلْنا

لِلْجَمْعِ لّما خلناِ

عُتْرَة خَيْرِ الرُّسُلِ

بُدور كُلّ مُعْضِلِ

قُدْوَة كُلِّ مُقْتَدي

هُدَاة كُلّ مُهتديِ

قَدْ صَحَّحُوا أَخْبارا

تُؤَيِّدُ الإظْهارَا

قَدْ عَمَّمَتْ أحْيانا

وخَصَّصَتْ أَوَانا

تُقارِبُ الْخَمْسينا

وابْحَثْ تَر الْيَقينا

وانْظُرْ بسِفْرِ الاِعْتِصام

للعَالِمِ الْحَبْرِ الإمَام

تَرَى بِهِ أَخْبارَا

تَدْرَا بِهِ الإنكارا

واطَّرِحِ التَّعْوِيلاَ

عَلَى الذي قَدْ قِيلا

فِيها مِنَ التَّضعيفِ

والطَّعْنِ والتَّحْريفِ

ولا تَثِقْ بِما زَبَرْ

في شَأْنِها ابنُ حَجَرْ

فإنَّها لَناهِضَهْ

تُوازِنُ المعارِضَهْ

تَعْضدُها الأُصُولُ

فاسْتَمْلِ ما أقولُ

مِنْ جِهَةِ الأَثْباتِ

والأَوْجُهِ الشَّتاتِ

وقَدْ غَدَتْ مُؤَيَّدَهْ

بالعِتْرَةِ الْمُشَيِّدَه

قامَ بِها الإجْماعُ

كَمَا حَكَى الأَشْياعُ

عَنْ أَنْجُمِ الْهُداةِ

وسُفُنِ النَّجاة

وَمَعَهُمْ جَمَاعَهْ

مِنْ حَافِظي الصِّناعِهْ

فَمَنْ غَدَا مُرَجِّحا

لِسِرِّها مُصَحِّحا

فَقُلْ له مناصِحا

أمثْلُ هَذَا طارِحا

وغايَةُ الْكَلامِ

في مِثْلِ ذَا الْمَقامِ

أنَّ كِلا الْقَوْلَيْن

نابٍ بِغَيْرِ مَيْنِ

يَلْزَمُ مِنْهُ اللاّزِمُ

يَفِرُّ عَنْهُ الحازِمُ

والجادَّةُ الْقَويّهْ

في هَذِهِ الْقَضِيَّهْ

الْجَهْرُ في الْجَهْرِيَّةِ

والسِّرُّ في السِّرِّيَّةِ

فإِنَّ هَذَا الناهِضُ

إن ما جَرَى التّعارُضُ

فَمِلْ إِلَى ابْنِ الْقَيِّم

تَظْفَرْ بِجَمْعٍ قَيِّمِ

قَدِ ارْتَضاهُ الأَكْرَمُ

بَحْرُ الْعُلُومِ الْعَلَمُ

عَلاَّمَةُ المنْقُولِ

حَقّاً مَعَ المعْقُولِ

مَنْ للعُلومِ أَحْيا

القاسِمُ بنُ يَحْيَى

أَو قُلْ بِقَوْلِ الحازِمِي

فَذَاكَ أَيُّ جازِمِ

فإنْ أَبَيْتَ إلاّ

طَرْحَكَ هَذَا الْقَوْلا

فَلْتَأْتِ عَبْدَ القادِرِ

حَبْرَ الزمان الأخر

الْبَحْرَ ابنَ أَحْمَدِ

حَاوي الْعُلُومِ عَنْ يَدِ

واحِدَ هَذا الْعَصْرِ

حَقّاً بِغَيْرِ نُكْرِ

ذا الاِجْتهادِ الْمُطْلَقِ

سَبْاقَ كُلِّ سابِقِ

ونُقْطَةَ الْبِيكارِ

في هَذهِ الأَعْصارِ

تَظْفَرْ بِنَيْلِ الرُّشْدِ

في بَحْرِهِ ذي الْمَدِّ

فانْهَضْ إلى ذُرَاهُ

واسْتَهْدِ مِنْ هُدَاهُ

ثُمَّ الصَّلاةُ سَرْمَدا

عَلَى النَّبيِّ أَبَدا

وآلِهِ الأَئِمةِ

أَمانِ هِذِي الأُمَّةِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الشوكاني

avatar

محمد الشوكاني حساب موثق

اليمن

poet-muhammad-alshawkani@

440

قصيدة

271

متابعين

محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني. فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن، من أهل صنعاء. ولد بهجرة شوكان (من بلاد خولان، باليمن) ونشأ بصنعاء. وولي قضاءها سنة 1229 ...

المزيد عن محمد الشوكاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة