الديوان » سوريا » أبو الهدى الصيادي » هل هداك الله ففاضت عيوننا

عدد الابيات : 48

طباعة

هل هداك الله ففاضت عيوننا

دماء وراح القلب بالنار لاهبا

ويا رب وقت بالاحبة مشرق

رأينا به مما يسر الغرائبا

مضى فظننا صادع البين صادقا

ووقت اجتماع الشمل قد كان كاذبا

فكم من جفون رحن يمطرن عندما

وشيب غدا من عندم الدمع خاضبا

شؤن لو البدر المشعشع شامها

لاصبح مطموس الوضاحة ناحبا

وأيام قرب فرق الدهر جمعها

وأبدلها مطموس الوضاحة ناحبا

وأيام قرب فرق الدهر جمعها

وابدلها بعد الصفاء المتاعبا

لها خطرات في القلوب ملحة

كستها من البث العريض جلاببا

الا يا وسيع الرأي در بهمومنا

ولا تذكرن ركبا من الحي غائبا

وهات أحاديث التجني فإنها

لتبرد بالآمال منا الترائبا

الم يكف ان العرب منا اعاجما

غدت وجفاة العجم صارت اعاربا

تذكرنا بالماضيات تهكما

وقد اشبعتنا الماضيات مضاربا

بعيشك لا تذكر اويقات قومنا

أأنت عدو واتخذناك صاحبا

ترفق بنا كي ننسى ما مر او حلا

فكم انشبت فينا الهموم المخالبا

عظيم لدينا ذكر سود ذوائب

لهن غدت منا القلوب ذوائبا

وآيات اجفان اذا ما تلوتها

تصير لها الاجفان منا سواكبا

اخا الرأي املنا بعودة من غدوا

فكم ولدت حبلى الليالي العجائبا

وكيف يعود الميتون وانما

هي الناس في الاموال تمضي مذاهبا

الم تر منا من معاركة النوى

قنالا على هزل المناكب شائبا

ورقة اجساد يكاد كثيفها

بلطف الجوى يغدو عن العين غائبا

عسى تخلف الايام عن قومنا الألى

كراما بهم ننسى النوى والنوائبا

وقال فلان قد رأيتك ماشيا

فقلت رأيتك راكبا

يرى الدهر طيشا للطغام مسالما

وللساده الزهر الكرام محاربا

يفيضون فيض الغيث ما في جيوبهم

ولم يشهدوا الا غضوبا وعاتبا

ورب بخيل والمثالب ثوبه

له عد اعداء المعالي مناقبا

فكم قلبوا الاعيان بالوهم خسة

وجهلا وصفوا في الحضيض الكواكبا

وقد ابرزوا جرب الثعالب للوغا

اسودا وقد سموا الاسود ثعالبا

تعدوا حدود الله فاسود رأيهم

ورد لهم من غارة الوهم خائبا

لقد امنوا شؤم العواقب في غد

وهل عاقل من لا يخاف العواقبا

فما بال مخمور الغرور بسكره

يروح لحق المجد والفضل غاصبا

اظن بما يقني من المال ان يرى

عزيزا وكم ظن يجر المصائبا

مضى قبله آلاف قوم قد امتطوا

ذرى المجد واختالوا ساقوا الكتائبا

وما فاز الا الصالحون ومن مضى

الى الله من كل المآثم تائبا

زوى العزم عن ليلى وسلمى وزينب

وراح على صدق الى الله هاربا

ومن عرف الدنيا خيالا رأى التقى

طريقاً ولم يبغ العلا والمناصبا

وقائلة ما بال عزمك لم يزل

جموحا يرى قطع المراتب واجبا

فقلت لها كفي فاني ابن سادة

باخمصهم داسوا النجوم الثواقبا

وعينيك لم اكفر لذي الفضل نعمة

ولم ألو يوما للدنايا المآريا

ولي همة شماء عن شيم علت

لقد اخذت الا عن الله جانبا

لذا فالوقار المحض درعي ورونقي

ولو خضت في صون الوقار الصعائبا

واني بحمد الله فرع اصوله

لقد تخذوا بيد الوطيس ملاعبا

اولوا الهندوانيات ان ما ذكرتهم

ذكرت الاسود الطاهرين الا طايبا

علوا قمة المجد الاسم

وقد عطر واشرق الورى والمغاربا

وكم قد جلوا بالمكرمات عيد

وجازوا من الفخر المنيع سباسبا

وطافت بهم اهل القلوب وللهدى

لهم اقلقت زهر الوجود النجائبا

اجل بني العلياء اصلا ومظهرا

واطول سادات البرايا ماسبا

اذا ام للدين المؤمل غيرهم

يروح عنان المستحيلات جاذبا

أبي الله الا ان نسير بأثرهم

رضينا بهاتيك الخلال مشاربا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الهدى الصيادي

avatar

أبو الهدى الصيادي حساب موثق

سوريا

poet-abu-al-huda-ash-shayadi@

791

قصيدة

1

الاقتباسات

170

متابعين

محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى. أشهر علماء الدين في عصره. ولد في خان شيخون "من أعمال المعرة" وتعلم بحلب وولي نقابة الأشراف ...

المزيد عن أبو الهدى الصيادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة