الديوان » مصر » أحمد محرم » ركب الرفاق الظاعنين عجالا

عدد الابيات : 38

طباعة

رَكْبَ الرّفاقِ الظّاعِنينَ عِجالا

أَرحِ المطيَّ فقدر رَزَمْنَ كَلالا

هلا اتّخذتَ سوى القُلوبِ ركائباً

وسوى العيونِ الدّامياتِ رحالا

حَدِّثْ عن الوادي وكيف وَجَدْتَهُ

ألقِيتَ للرُّكبانِ فيه مَجالا

ضاقتْ جوانبُه أسىً فتأجَّجتْ

وتفجَّرتْ فيه الدُّموعُ فسالا

لي في مسايلهِ عُصارةُ مُهجةٍ

حَملَتْ تكاليفَ الهُمومِ ثِقالا

ثارَ الزمانُ عليَّ ثورةَ جاهلٍ

هاجَتْهُ نافضةُ الحلومِ فصالا

يطغى فيسلبني سَراةَ عشيرتي

ويُصيبُني في الأكرمينَ خِلالا

العاقدين من الحفيظةِ ذِمّةً

ومن المُروءةِ والوَفاءِ حبالا

القائمين على الحِمَى يَرْمِي بهم

نُوَبَ الزّمانِ ويَدفَعُ الأهوالا

ثَبَتوا بِمُعتركِ الحُتوفِ مَعاقِلاً

ورَسَوْا بِمُصطَدَمِ الصُّفوفِ جبالا

صاحَبتُهُم مِلءَ الحوادثِ نجدةً

وعرفتُهم مِلءَ الزّمانِ نضالا

وبكيتُ حين مَضُوا إلى أجداثهم

شعباً يُعلَّلُ بالحياةِ ضَلالا

عَبد الغُواةَ الجامحينَ فزادهم

شَططاً وزادوهُ أذىً وخبالا

أرأيْتَ إذ زَعموا الكِنانةَ مَلعباً

وبني الكِنانةِ مَنصِباً أو مالا

جَعلوا الضَّحايا الغالياتِ سبيلَهم

يَمشُونَ فوق رُكامِها أرسالا

فترى الصُّدورَ النّاضراتِ مواطئاً

وترى الوُجوهَ المُشرِقاتِ نعالا

حتّى إذا وَردوا المناصبَ فَخمةً

رَدُّوا الأعِنَّةَ واهنين كُسالى

لمّا قَضَى الشَّعبُ المُقيَّدُ سُؤْلَهم

شدُّوا القُيودَ وأحكموا الأغلالا

تركوه يَلهثُ في حبائلِ قانصٍ

يَجدُ الحياةَ على يَدَيْهِ نَكالا

راحوا سِماناً في المواكبِ بُدَّناً

وأراه يُوشكُ أن يموتَ هُزالا

الغاصبُ المغتالُ أعرضَ ساخراً

لمّا دَعَوهُ الواهبَ المِفضالا

إنّا تأمّلنا الأُمورَ فلم نَجِد

حُريةً هِبَةً ولا استقلالا

جَعلوا خيالَ الجاهِلينَ حقيقةً

وحقيقةَ المُسْتَبصرينَ خيالا

عبدَ اللَطيفِ مَضَيْتَ غيرَ مُذَمَّمٍ

وهجعت أنْعَمَ ما عَهِدتُك بالا

سكَنتْ جِراحُكَ وانتهيتَ إلى مدىً

يَنْفي الهُمومَ ويطردُ الأوجالا

تَجري الخطوبُ فإن بَلَغْنَكَ رُكَّضاً

جَنحَ الزّمانُ بهنَّ عنك فمالا

كُنتَ الأَبيَّ الحُرَّ تجتنبُ التي

تَدَع الكريمَ من الرجالِ مُذالا

وتُقاتِلُ البطلَ النَّجيدَ فلا يرى

غيرَ الهزيمةِ نجدةً وقتالا

لكَ في الحُماةِ الصّابرينَ على الأذى

ذِكرٌ يزيدُكَ في النُّفوسِ جلالا

أنصفتَ قومَكَ والمظالمُ وُقَّعٌ

بِكَ لا تُغيِّرُ بعد حالٍ حالا

قَذفَ المُغيرُ بها يُحاولُ مأرباً

كذبَ المُغيرُ لقد أراد مُحالا

إنّ الأُلى وجدوك فوق ظُنونهم

عَرفوا يَقينكَ للحياةِ مِثالا

عَجَموا قِوامَ مُجرَّبينَ وإنّما

عجموا الحُسامَ وجرَّبوا الرِّئبالا

آثرتَ دُنيا المؤمنينَ ودينَهم

ورَضيتَ ربَّكَ مرجعاً ومآلا

حسبُ الكِنانةِ ما قَضيتَ من الهوى

أَتغيبُ عنها أربعين طوالا

ماذا حملتَ إلى الرِّفاقِ عن الأُلى

ألقى الضِّعافُ عليهمُ الأحمالا

نهضوا بأعباءِ الجهادِ أعزَّةً

وتعاوروا أعلامَه أبطالا

لا تستطيروا في المضاجعِ واهدأوا

عزَّ العرينُ على العدوّ منالا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد محرم

avatar

أحمد محرم حساب موثق

مصر

poet-ahmad-muharram@

441

قصيدة

1

الاقتباسات

629

متابعين

أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى ...

المزيد عن أحمد محرم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة