الديوان » مصر » أحمد محرم » هفت العروش وزلزلت زلزالا

عدد الابيات : 59

طباعة

هَفَتِ العُروشُ وَزُلزِلَت زِلزالا

عَرشٌ هَوى وَقَديمُ مُلكٍ زالا

ريعَت لِمَصرَعِهِ المَشارِقُ إِذ مَشى

فيها النَعِيُّ وَأَجفَلَت إِجفالا

سَلَبَ المُغيرُ حَياتَهُ وَاِستَأصَلَت

أَيدي الجَوانِحِ عِزَّهُ اِستِئصالا

مُلكَ المَوالي كَيفَ طاحَ بِكَ الرَدى

وَسَطا عَلى ذاكَ الجَلالِ وَصالا

بَئسَت حَياةٌ حَمَّلَتكَ خُطوبُها

داءً يَهُدُّ الراسِياتِ عُضالا

مَشَتِ المَمالِكُ حَولَ نَعشِكَ خُشَّعاً

وَمَشى الحَفيظُ وَراءَهُ مُختالا

يَمشي يَسيلُ الزَهوُ مِن أَعطافِهِ

لَو كانَ ذا قَلبٍ يَحُسُّ لَسالا

أَنتَ القَتيلُ وَما جَنَيتَ وَإِنَّما

صادَفتَ مَن تَشقى فَيَنعَمُ بالا

نَبكي فَيُضحِكُهُ البُكى وَيَسُرُّهُ

ما حازَ مِن دِيَةِ القَتيلِ وَنالا

تَنجو المَمالِكُ ما نَجا اِستِقلالُها

فَإِذا اِضمَحَلَّ أَعارَها اِضمِحلالا

أَينَ الخَليفَةُ ما دَهاهُ وَما لَهُ

أَرضى المُغيرَ وَطاوَعَ المُغتالا

يا ذا الجَلالَةِ في مَآلِكَ عِبرَةٌ

لِلمالِكينَ وَساءَ ذاكَ مَآلا

ضَيَّعتَ ما حَفِظَ الحُماةُ فَلَم يَضِع

وَهَدَمتَ ما رَفَعَ البُناةُ فَطالا

وَإذا المُلوكُ اِستَحكَمَت غَفَلاتُها

فَالمُلكُ أَسرَعُ ما يَكونُ زَوالا

التاجُ لا يَحميهِ غَيرُ مُجَرِّبٍ

يَزِنُ الأُمورَ وَيُقدِرُ الأَحوالا

موفٍ عَلى الأَحداثِ يَقمَعُ شَرَّها

وَيُكَشِّفُ الغَمَراتِ وَالأَهوالا

تَعيا خُطوبُ الدَهرِ مِنهُ بِحُوَّلٍ

ما ضاقَ وَجهُ الرَأيِ إِلّا اِحتالا

إِنَّ الشُعوبَ حَياتَها وَمَماتَها

بِيَدِ المُلوكِ هِدايَةً وَضَلالا

ما قامَ شَعبٌ نامَ عَنهُ وُلاتُهُ

وَاِستَشعَروا التَفريطَ وَالإِهمالا

إيهاً مُلوكَ الشَرقِ إِنَّ وَراءَكُم

قَوماً يُوالونَ المَغارَ عجالا

سَدّوا الفَضاءَ وَإِنَّني لَإِخالُهُم

خُبّاً بِأَرضِ الشَرقِ أَو أَغوالا

وَكَأَنَّ ذا القَرنَينِ عوجِلَ سَدُّهُ

وَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَحولَ فَحالا

لا يَشبَعونَ وَما يَزالُ طَعامُهُم

شَعباً أَشَلَّ وَأُمَّةً مِكسالا

تَأبى العِنايَةُ أَن تُصافِحَ أُمَّةً

تَرضى الهَوانَ وَتَألَفُ الإِذلالا

حَيرى بِمُضطَرِبِ الحَياةِ يَروقُها

أَلا تَزالَ عَلى الشُعوبِ عِيالا

وَرَهاءَ تَخذُلُ مَن يَقومُ بِنَصرِها

وَتَظَلُّ تَنصُرُ دوَنَهُ الخُذّالا

وَإِذا أَهابَ بِها الهُداةُ رَأَيتَها

تَعصي الهُداةَ وَتَتبَعُ الضُلّالا

تَسعى الشُعوبُ وَنَحنُ في غَفَلاتِنا

نَأبى الفِعالَ وَنُكثِرُ الأَقوالا

رَكِبوا مُتونَ العاصِفاتِ وَشَأننا

أَن نَركَبَ الأَوهامَ وَالآمالا

يا شَرقُ ما هَذا الجُمودُ أَمَيِّتٌ

فَنُطيلُ حَولَ رُفاتِكَ الإِعوالا

لَو لَم تَمُت لَسَمِعتَ دَعوَةَ صائِحٍ

ذَعَرَ الدُهورَ وَأَفزَعَ الأَجيالا

يا باعِثَ المَوتى لِيَومِ مَعادِها

تَنسابُ مِن أَجداثِها أَرسالا

أَعِدِ الحَياةَ لِأُمَّةٍ أَودَت بِها

غَفَلاتُها فَثَوَت سِنينَ طِوالا

وَأَضِئ لَها سُبُلَ النَجاةِ لِيَهتَدي

مَن زاغَ عَن وَضَحِ الطَريقِ وَمالا

وَتَوَلَّها بِالصالِحاتِ وَلَقِّها

مِنكَ الأَمانَ وَوَقِّها الأَوجالا

وَاِمنُن عَلَيها مِن لَدُنكَ بِقُوَّةٍ

توهي القُيودَ وَتَصدَعُ الأَغلالا

لا تَجعَلَنها في المَهانَةِ آيَةً

تُخزي الوُجوهَ وَفي الجُمودِ مِثالا

وَاِجمَع عَلى صِدقِ الإِخاءِ فِضاضَنا

فَلَقَد تَفَرَّقَ يُمنَةً وَشِمالا

أَودى بِنا بَينَ الشُعوبِ تَباغُضٌ

صَدَعَ القُلوبَ وَمَزَّقَ الأَوصالا

ما نَستَفيقُ وَما نَزالُ لِحينِنا

في الخاسِرينَ مِنَ الوَرى أَعمالا

تَستَفحِلُ النَكَباتُ بَينَ ظُهورِنا

وَيَزيدُ مُعضِلُ دائِنا اِستِفحالا

نَلهو وَنَلعَبُ جاهِلينَ وَإِنَّني

لَأَرى حَياةَ الجاهِلينَ مُحالا

لَهفي عَلى الشَرقِ الحَزينِ وَأُمةٍ

لا تَبتَغي عِزّاً وَلا اِستِقلالا

اللَهُ يَحكُمُ في المَمالِكِ وَحدَهُ

وَيُصَرِّفُ الأَقدارَ وَالآجالا

أَنحى عَلى المُلكِ الشَريدِ بِنَكبَةٍ

تَرَكت مَغاني مُلكِهِ أَطلالا

هَلّا تَأَسّى بِالخَواقينِ الأُلى

مَلَأوا الزَمانَ مَهابَةً وَجَلالا

الحافِظينَ المُلكَ بِالبَأسِ الَّذي

هَدَّ المُلوكُ وَزَلزَلَ الأَقيالا

الآخِذينَ عَلى المُغيرِ سَبيلَهُ

بِالسَيفِ يَحمي الغيلَ وَالأَشبالا

صانوا الخِلافَةَ فَاِستَطالَ لِواؤُها

كِبراً وَعَزَّ عَلى العَدُوِّ مَنالا

جَعَلوا دَعائِمَها الأَسِنَّةَ وَالظُبى

وَرَواسِياً شُمّاً يُخَلنَ جِبالا

وَجَواثِياً سوداً يَمُرُّ بِها الرَدى

فَيُراعُ مِن نَظَراتِها وَيُهالا

وَمَقانِياً مِلءَ الوَغى وَكَتائِباً

تَأبى قَراراً أَو تُصيبَ قِتالا

رَضِعتُ أَفاويقَ الحُروبِ فَلَم تُسِغ

مِن بَعدِها خَمراً وَلا سَلسالا

هَمُّ الخَلائِفِ في السَلامِ وَهَمُّها

أَلّا تَزالُ تُقارِعُ الأَبطالا

قَد كانَ يَأنَفُ أَن يَكونَ قَرينَهُم

وَيَعُدُّهُم لِجَلالِهِ أَمثالا

لَعِبَ الغُرورُ بِهِ فَضَيَّعَ مُلكَهُ

وَاِعتاضَ عَنهُ مَذَلَّةً وَخَبالا

وَإِذا أَرادَ اللَهُ شَرّاً بِاِمرِئٍ

تَبِعَ الغُواةَ وَطاوَعَ الجُهّالا

أَخَليفَةً يُعطي البِلادَ وَآخراً

يَهوى القِيانَ وَيَعشَقُ الجِريالا

أَغُرورُ مَفتونٍ وَصَبوَةُ جاهِلٍ

بِئسَ الخَلائِفِ سيرَةً وَفِعالا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد محرم

avatar

أحمد محرم حساب موثق

مصر

poet-ahmad-muharram@

441

قصيدة

1

الاقتباسات

629

متابعين

أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى ...

المزيد عن أحمد محرم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة