الديوان » العصر العثماني » الهبل » ملكتم فؤادا ليس يدخله العذل

عدد الابيات : 32

طباعة

مَلكْتُم فؤاداً ليسَ يدخلُه العذلُ

فَذِكْرُ سواكم كلّما مَرَّ لا يَحْلُو

يؤنَبني في حُبّكمْ كلُّ فارغٍ

ولي بهواكم عَنْ ملامَتهم شغلُ

وماذا عَسَى تُجْدي الملامةُ في الهوى

لِمَنْ لا له في الحُبِّ لُبٌّ ولا عَقلُ

لَئِنْ فَرضوا مِنّي السلوَّ جهالةً

فحبكُم عندي هو الفرضُ والنَّقْلُ

أأسْلو ولا صبغ المشيبِ بعارِضي

يلوحُ ولا صبغُ الشبيبة مُنحَلَ

ولَو في سواكم أهلَ بيت محمدٍ

غرامي لكَانَ العَدْلُ عندي هو الْعَدْلُ

حَملتُ هواكمْ في زمان شَبيبتي

وقد كنتُ طِفلاً والغرامُ بكم طِفلُ

فيا عاذلي في حُبّ آل محمدٍ

رويدكَ إنّي عنهمُ قطّ لا أسْلوا

أأسلُو هوى قومٍ قَضَى باجْتبائِهمْ

وتَفْضيلهمْ بينَ الورى العقلُ والنّقلْ

أُولئِكّ بناءُ النبيّ محمدٍ

فقل ما تشا فيهم فإنّكَ لا تغلوا

فروعٌ تَسامتْ أصلُها سيّد الورى

وحَيْدَرةٌ يا حبّذا الفرعُ والأَصلْ

تَفَانَوا على إظهار دينِ أبيهمُ

كراماً ولا جبنٌ لديهمْ ولا بخلُ

إلى الله أشكو عُصْبةً قد تَحاملوا

عليهمْ ودانُوا بالأَباطيل واعْتَلّوا

يرومون إطفاءً لأَنْوارِ فَضْلِهمْ

وما بَرحتْ أَنوارُ فضلِهمُ تَعلُو

وهُمْ أَنكروا في شأنِه بَعْدَ أحمدٍ

مِنَ النصّ أمراً لَيس يُنكرهُ العقلُ

وقد نوَّه المختار طه بِذكْرِهِ

وقالَ لهم هذا الخليفة والأَهْلُ

وَوَلاّهُ في يوم الغدير ولايةً

على الخلقِ طرّاً ما لَه أبداً عَزلُ

ونصَّ عليه بالإمامة دونهم

ولو لم يكن نصَّاً لقدَّمه الفضلُ

أليسَ أخاهُ والمُواسي بنفسِهِ

إذا ما الْتقى يَومَ الوغَى الخَيْل والرجلُ

أما كانَ أدناهُمْ إليه قرابةً

وأكثرهمْ عِلماً إذا عَظُمَ الجِهلُ

أما كانَ أوفاهمْ إذا قال ذمّةً

وأعظمُهم حلْماً إذا زَلّتِ النَّعْلُ

وأفصَحَهُمُ عند التلاحي وخيرَهم

نَوالاً إذا ما شِيمَ نائلُه الجَزْلُ

يحجَونَ أنصارَ الإِلهِ بأنّنا

قرابتُهُ مِنّا بهِ اتّصَلَ لحبلُ

وهَلْ كانتِ الأَصحاب أدْنَى قرابةً

وأقربَ رِحْماً لَو عَقلتُم أم الأهلُ

وهُمْ أخذوا بعدَ النبيّ محمدٍ

من ابنتِيهِ ما كانَ أنْحلَها قبلُ

تَمالوا علَيْها غَاصِبين لِحَقِّها

وقالوا معاذ الله أن تورثَ الرسْل

وحكمهُم لا شك في ذاكَ باطِلٌ

وكيفَ يصحّ الفرعُ والأصل مُختَلّ

أليسَ أمير المؤمنين هو الّذِي

لَه دونهم في ذلِك العقدُ والحل

وهُمْ قتلوا مِن آل أحمد سَادةً

كراماً بهم يُسْتدفعُ الضرّ والأزلُ

سَقوا كلَّ أرضٍ من دماء رقابهم

وشِيعتِهم حتّى ارتوى الحزن والسَّهلُ

فَصَبراً بني المختار إنّ أَمَامَنا

لموقفُ عدلٍ عندَهُ يقعُ الفَضْلُ

وعندي لِمَنْ عاداكمُ نَصْلُ مقولٍ

إذَا ما انْبرى يوماً يحاذرهُ النَّصْلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الهبل

avatar

الهبل حساب موثق

العصر العثماني

poet-alhbal@

374

قصيدة

1

الاقتباسات

39

متابعين

حسن بن عليّ بن جابر الهبل اليمني. شاعر زيدي عنيف، في شعره جودة ورقة. من أهل صنعاء، ولادة ووفاة. أصله من قرية (بني الهبل) وهي هجرة من هجر (خولان). له (ديوان ...

المزيد عن الهبل

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة