الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » محلك مثل الغاب ليس يرام

عدد الابيات : 32

طباعة

مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ

وجارُك مثلُ النجمِ ليسَ يضُامُ

وغَيمُك ذو بَرقَينِ ينهلُّ عنهُما

دمٌ ليسَ يَرقَى صوبُه وغَمامُ

أَقمنا نَرى روضَ المحامدِ يُجتلَى

عليكَ وآفاقُ السماحِ تُغَامُ

فنحنُ حَلالٌ في حَريمِك للغِنى

ونحنُ على الأَيَّامِ فيه حَرامُ

بكَ انتظمَ المجدُ الشَّتِيتُ وإنما

مَساعيك للمَجد الشتيتِ نِظامُ

رميتَ فأصمَيتَ العدوَّ ولم يَزَل

لبأسِك في حَبّ القلوبِ سِهامُ

فأغراضُك اللاتي تُصابُ مَقاتِلٌ

وأسهُمُك اللاتي تُصيبُ حِمامُ

رأى من أَخِيكَ الشامُ أكرمَ شيمةٍ

وأصدقَ برقٍ في المُحولِ يُشامُ

تلاَ قَسَماً في موقِفٍ ظَنَّ انَّه

تلاقَى عليه يَذبُلٌ وشَمامُ

تَحَيَّتْ بريَّا القُربِ منه جَوانحٌ

وبُلَّ بماءِ الوَصلِ منه أَوامُ

هي الدَّولةُ الغَرَّاءُ شَمَّرَ منكما

لَضيمِ عِداها ناصرٌ وحُسامُ

أرى الخائنَ المغرورَ نامَ بأرضِكُم

كأنَّ المنايا الحمرَ عنه نِيامُ

تَسنَّمَ أعلامَ الديارِ وأنتمُ

لِمَن حلَّ فيها غاربٌ وسَنامُ

فَشقَّ على الماضِينَ من عُظَمائِكم

وهم رِمَمٌ في تُربِها وعِظامُ

مَنازِلُ مرفوعٌ لحاضِركم بها

قِبابٌ وللبَادي الأغرِّ خِيامُ

تَحِنُّ إلى القَومِ الذين ترحَّلُوا

وتَرجُفُ بالقَومِ الذين أَقامُوا

تَهلَّلَ منها الغيثُ وهي عَوابِسٌ

وأسفرَ منها الصبحُ وهي ظلامُ

فعُودوا ليَحتلَّ النَّدى في خِلالِها

ويرحلَ لؤمٌ حلَّها ولِئامُ

ولا تُمْكِنُوه من ذِمامِ سُيوفِكم

فليسَ له عندَ السيوفِ ذِمامُ

فلا صُلحَ حتى تُستطارَ سِواعِدٌ

وتَسقُطَ أيدٍ في اللِّقاءِ وهَامُ

وحتى تَرودَ الشرقَ ذاتُ هَمَائِمٍ

يُصرِّفُها ساري الهُمومِ هُمامُ

وتُذكى على الهِرماسِ نارُ قبيلةٍ

لحُمرتِها في الخافِقَين ضِرامُ

وتَشرَقَ من شرقيِّ دِجلةَ بالقَنا

ضَحاضحُ أنتُم سيلُها وإِكامُ

وَتقرُبَ من آجامِها الأُسدُ عَنوةً

فتَقتَحِمَ الآجامَ وهي كِرامُ

وتَلفَحَه ريحُ الأراقمِ إِنَّها

سَمومٌ على أعدائِها وسِمامُ

فَتغبرَّ من تلك الفِجاجِ مَواقِفٌ

وتحمرَّ من تلك المياهِ جِمامُ

كأيامِ سيفِ الدولةِ الغرِّ إنّها

سِماتٌ على وَجه الزمانِ وشَامُ

فحينئذٍ يَصفُو السَّماعُ لسَامعٍ

وَينساغُ للشَّربِ العِطاشِ مُدامُ

وإنْ أُحفِظَت منكم أُسودُ حَفائظٍ

فردُّوا القنا والبِيضَ وهيَ حُطامُ

فإنّ سِجالَ الدهرِ في الناس قبلَكم

ولا عَارَ نقصٌ مؤلِمٌ وتمَامُ

فطوراً لكم في العَيش رَحبُ منازلٍ

وطَوراً لكم بينَ السيوفِ زِحامُ

وأنتم على أكبادِ قَومٍ حَرارةٌ

وبَردٌ على أكبادِنا وسَلامُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة