الديوان » مصر » أحمد زكي أبو شادي » هذي وصيتك النفيسة لم تزل

عدد الابيات : 23

طباعة

هذي وصيتك النفيسةُ لم تزل

أَلقاً تَرَ جرجً في الغمامِ الوادق

مُستلهمَ الأحرارِ بين عواصف

دُهمٍ وبين فواجعٍ وصواعق

وتظل في بحر الأثيرِ مصونةً

ولو أنها هبطت لنا من حالقِ

تجرى على أمواجه جريانَها

ملءَ العصورِ كزاحفاتِ فيالقِ

ولئن تكن خُلقت لبضعِ دقائقٍ

فسمت لنا خلقاً سموَّ الخالقِ

سَخرَت من الأحداثِ حتى أخرست

مُتصِّلفاً وأتت عل المتحامِق

تسعون عاماً أو تكادُ قد انقضت

لما نطقتَ بها كأحكمِ ناطق

وكأنَّها حُكمُ القرونِ فلم تزل

تَدوى لأخصامٍ لنا وأصادق

في كلّ لفظٍ لذعةٌ وتحرُّقٌ

وَيلٌ على الظلمِ العتىِّ الساحقِ

لم يعرف الموَتى حياةَ مثلها

ذُخرَت وَشَعَّت من أَعزِّ حقائقِ

وتعَّلقَ الأحياءُ حين تعلقوا

شغفاً بها بأعزِّ حُلمٍ صادقِ

واهتزّت الأجداثُ وهي خواشعٌ

بِيدِ الخريف من البيانِ الشائقِ

لا من رياحٍ سافياتٍ حوَلها

أو ذكرياتٍ مُرَّةٍ وبوائقِ

إن يفخر الموتى فَمن أسمعتهم

ما قلتَ قد عاشوا بفخرِ السابِقِ

تَكئوا على سُرُر الزمان قياصراً

متضوّعينَ من الحديثِ العابقِ

وكأنَّهم رُسُل المسيحِ بوعظهِ

حُراً على الجبل الفخور السامِقِ

تِيهى جِتسبرجُ العزيزةُ بالذي

حازت سماؤكِ بعدَ تُربٍ وامق

فكلاهما سَمعَ النداءَ وصانَه

روحاً وجسماً في صَدىً وخلائق

ميراثُ شعبٍ لم يزل وَطنَ العلى

وملاذَ أحرارٍ وملجأَ طارقِ

بلغت حضارَتهُ نهايةَ ذروةٍ

تُرَجى وما خَذلت تطلُّعَ واثق

ما ضَرهُ أن هَدَّدَ الجبروتُ أو

أَن هدَّد الحمقىَ بغضبةِ حانقِ

شتانَ بينَ الغاصبينَ شعارُهُم

سَفكُ الدماءِ وذبذباتُ منافِقِ

والرائدينَ المصلحينَ شعارُهُم

مُثلٌ تُرفرفُ كاللواءِ الخافقِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد زكي أبو شادي

avatar

أحمد زكي أبو شادي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-Zaki-Abu-Shadi@

224

قصيدة

2

الاقتباسات

446

متابعين

أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي. طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة، بمصر، متنقلا بين معاملها "البكترويولوجية" ...

المزيد عن أحمد زكي أبو شادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة