الديوان » العصر العباسي » البحتري » أحبب إلي بطيف سعدى الآتي

عدد الابيات : 32

طباعة

أَحبِب إِلَيَّ بِطَيفِ سُعدى الآتي

وَطُروقِهِ في أَعجَبِ الأَوقاتِ

أَنّي اهتَدَيتُ لِمُحرِمينَ تَصَوَّبوا

لِسُفوحِ مَكَّةَ مِن رُبى عَرَفاتِ

ذَكَّرتَنا عَهدَ الشَآمِ وَعَيشَنا

بَينَ القِنانِ السودِ وَالهَضَباتِ

إِذ أَنتَ شَكلُ مُخالِفٍ وَمُوافِقِ

وَالدَهرُ فيكَ مُمانِعٌ وَمُؤاتِ

لَولا مُكاثَرَةُ الخُطوبِ وَنَحتُها

مِن جانِبَيَّ لَكُنتَ مِن حاجاتي

فَيئي إِلَيكَ فَقَد تَخَوَّنَ أُسرَتي

حَيفُ الرَدى وَتَحامُلُ النَكَباتِ

تِلكَ المَنازِلُ ما تُمَتِّعُ واقِفاً

بِزُها الشُخوصِ وَلا وَغى الأَصواتِ

أَبَني عُبَيدٍ شَدَّما اِحتَرَقَت لَكُم

كَبِدي وَفاضَت فيكُمُ عَبَراتي

أَلقى مَكارِمَكُم شَجىً لي بَعدَكُم

وَأَرى سَوابِقَ مَجدِكُم حَسَراتي

شَرَفٌ تَفاقَدَ وارِثوهُ فَأَصبَحوا

أَصداءَ فَقرٍ بِالعَراءِ رُفاتِ

مِن بَعدِ ما بُنِيَت عَلى جَبَلِ العُلا

أَحسابُهُم وَجَرَوا إِلى الغاياتِ

كانوا هُمُ ثَبَجَ الجَميعِ لِطَيِّئٍ

في أَمرِها وَطَوائِفَ الأَشتاتِ

لَن تُحدِثِ الأَيّامُ لي بَدَلاً بِهِم

أَيهاتِ مِن بَدَلٍ بِهِم أَيهاتِ

ذاكي حَريقٍ أَثقَبَت شُهُباتُهُ

في الجَوِّ مُصعِدَةً وَمَدُّ فُراتِ

وَمُعَيِّري بِالدَهرِ يَعلَمُ في غَدٍ

أَنَّ الحَصادَ وَراءَ كُلِّ نَباتِ

أَبُنَيَّ إِنّي قَد نَضَوتُ بَطالَتي

فَتَحَسَّرَت وَصَحَوتُ مِن سَكَراتي

نَظَرَت إِلَيَّ الأَربَعونَ فَأَصرَخَت

شيبي وَهَزَّت لُلحُنُوِّ قَناتي

وَأَرى لِداتَ أَبي تَتابَعَ كُثرُهُم

فَمَضَوا وَكَرَّ الدَهرُ نَحوَ لِداتي

وَمِنَ الأَقارِبِ مَن يُسَرُّ بِميتَتي

سَفَهاً وَعِزُّ حَياتِهِم بِحَياتي

إِن أَبقَ أَو أَهلَك فَقَد نُلتُ الَّتي

مَلَأَت صُدورَ أَصادِقي وَعُداتي

وَغَنيتُ نَدمانَ الخَلائِفِ نابِهاً

ذِكرى وَناعِمَةً بِهِم نَشَواتي

وَشَفَعتُ في الأَمرِ الجَليلِ إِلَيهِمِ

بَعدَ الجَليلِ فَأَنجَحوا طَلَباتي

وَصَنَعتُ في العَرَبِ الصَنائِعَ عِندَهُم

مِن رِفدِ طُلّابٍ وَفَكِّ عُناةِ

فَالآنَ إِذ ناصَيتُ أَعنانَ العُلا

وَرَقيتُ مِنها أَرفَعَ الدَرَجاتِ

يَجري لَيَدخُلَ في غُبارِ تَسَرُّعي

مَن لَيسَ يَعشُرُ في الرَهانِ أَناتي

وَيَذيمُني مَن لَو ضَغَمتُ قَبيلَهُ

يَومَ الفَخارِ لَطارَ في لَهَواتي

جَدّي الَّذي رَفَعَ الأَذانَ بِمَنبِجٍ

وَأَقامَ فيها قِبلَةَ الصَلواتِ

وَأَبي أَبوحَيّانَ قائِدُ طَيِّئٍ

لِلرومِ تَحتَ لِوائِهِ المُنصاتِ

وَوَلِيُّ فَتحِ الجِسرِ إِذ أُغري بِهِ

عُمَرٌ وَفاعِلُ تِلكُمُ الفَعَلاتِ

وَخُؤولَتي فَالحَوفَزانُ وَحاتِمٌ

وَالخالِدانِ الرافِدانِ حُماتي

وَمِنَ المَعاشِرِ أَقدَمونَ وَمُحدَثٌ

طَرِفُ النَباهَةِ رَيِّضُ المَسعاةِ

إِذ لَم يَكُن شَرَفُ المَناكِحِ يُشتَرى

بِالمالِ في اللَأواءِ وَاللَزَباتِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البحتري

avatar

البحتري حساب موثق

العصر العباسي

poet-albohtry@

931

قصيدة

59

الاقتباسات

2084

متابعين

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري شاعر كبير، يقال لشعره (سلاسل الذهب). وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري. قيل لأبي العلاء ...

المزيد عن البحتري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة