الديوان » العصر العباسي » ابن هانئ الأندلسي » أحبب به قنصا إلى متقنص

عدد الابيات : 46

طباعة

أحْبِبْ به قَنَصاً إلى مُتَقَنِّصِ

وفريصةً تُهدى إلى مُستفرِصِ

من أين هذا الخشْفُ جاذبَ أحبُلي

فَلأفحَصَنْ عنه وإن لم يُفْحَصِ

بل طيْفُ نازحةٍ تصرّمَ عهدُهَا

إلاّ بقايا وُدِّها المستخلَص

تُدنيكَ من كِبدٍ عليك عليلَةٍ

وتَمُدُّ من جِيدٍ إليك مُنَصّص

شَعثاءُ تَسري في الكرَى بمحاجِرٍ

لم تكتحِلْ وغَدائِرٍ لم تُعْقَص

ثَقُلَتْ روادفُها وأُدمِجَ خَصُرها

فأتَتْكَ بينَ مُفَعَّمٍ ومُخَمَّص

ما أنتَ من صلَتانَ يُهدي أيْنُقاً

خوصاً بنجمٍ في الدُّجُنَّةِ أخوص

ويُميلُ قِمّتَهُ النُّعاسُ كأنّهُ

في أُخرَياتِ اللّيل ذِفرَى أوقَص

والفجرُ من تلك المُلاءةِ ساحِبٌ

والليلُ في مُنقَدِّ تلك الأقمُص

قد باتَ يَمطُلُني سَناً حتى إذا

عَجِلَ الصّباحُ به فلم يترَبَّص

ألقى مؤلَّفةَ النجوم قلائداً

من كلِّ إكليلٍ عليه مُفصَّص

مَن يذعَرُ السِّرحانَ بعد ركائبي

أو من يَصي ليل التّمام كما أصي

ذَرْني ومَيدانَ الجيادِ فإنّمَا

تُبْلى السوابقُ عندَ مَدِّ المِقبَص

لُقّيتُ نَعْماءَ الخُطوب وبُؤسَهَا

وسُبِكتُ سَبكَ الجوهرِ المتخلِّص

فإذا سَعَيْتُ إلى العُلى لم أتّئِدْ

وإذا اشترَيْتُ الحمدَ لم أسترْخصِ

شارفْتُ أعنانَ السّماءِ بِهمّتي

ووطِئتُ بَهْرامَ النجوم بأخمَصي

مَن كان قَلبي نصلُهُ لم يَهتَبِلْ

أو كان يحيَى رِدأه لم ينكِص

يا أيّها التالي كتابَ سَماحِهِ

هو ذلك القَصَصُ المُعَلىّ فاقصُص

قُلْ في نَوالٍ للزّمانِ مُبَجَّلٍ

قل في كمالٍ للوَرى مُستَنقَص

رُدّي عليه يا غمامَةُ جُودَه

أو أفْرِديهِ بالمحامِدِ واخصُصي

مُتَهَلِّلٌ والعُرْفُ ما لم تجْلُهُ

بالبِشْرِ كالإبريزِ غيرَ مُخَلَّص

لا تدَّعي دعْوى أتَتْكِ تكذُّباً

كتكذُّبي وتخرُّصاً كتخرّصي

خَطَبَتْ مآثِرَهُ المُلوكُ تعلّماً

فنَبَتْ عن المعْنى البعيدِ الأعْوَص

يا مَشرَفيُّ اسْجُدْ له من بينهِمْ

يا باطلُ ازهقْ يا حقيقةُ حَصْحِصي

عشِيَتْ به مُقَلُ الكُماةِ فلو سرَى

كُرْدوسَةٌ في ناظِرٍ لم يَشخَص

أمُخَتَّماً منهمْ بقائِمِ سيفِهِ

ومُوَشَّحاً بنِجادِهِ المتقلِّص

نَيلَ الكواكبِ رُمْتَ لا نَيل العلى

فزِدِ المكارِمَ بَسْطةً أو فانقُص

للّهِ دَرُّ فَوارِسٍ أزدِيّةٍ

أقْبَلْتَهَا غيرَ البِطانِ الحُيَّص

يَتَبَسَّمونَ إلى الوغى فشِفاهُهُمْ

هُدْلٌ إلى أقْرانِهِمْ لم تَقْلِص

ذَرْنَا من اللّيْثِ الذي زعموا فهل

جرَّبتَهُ في معركٍ أو مَقْنَص

ما هاجهُ أنْ كُنتَ لم تَنْحِتْ لهُ

ظُفُراً وما خَطبُ الفريص المُفرَص

هجَرَتْ يدايَ النصْلَ إن لم أنبعِثْ

بمُبَحِّثٍ عن شأنه ومُفحِّص

نظمَتْ معاني المجدِ فيك نفُوسَها

بأدَقَّ من مَعنى البديعِ وأعْوَص

لو كنتَ شمسَ غمامةٍ لم تنْتَقِبْ

أو كنتَ بَدْرَ دُجُنَّةٍ لم تَنقُص

إن كان جُرْماً مثلُ شكري فاغتفِرْ

أو كان ذنْباً ما أتَيْتُ فمَحِّص

تَفْديكَ لي يومَ الأسِنّةِ مُهْجَةٌ

لم تَظْمَ عندك في حشاً لم تَخمَص

أبَني عليٍّ لا كفَرْتُ أيادياً

أغليْنَني في عصرِ لؤم مُرْخِصِ

جاورتُكم فجَبرتُمُ من أعظمي

ووصلتُمُ من رِيشيَ المُتحصِّص

لا جادَ غيرَكمُ السحابُ فإنّكُمْ

كنتمْ لذيذَ العيشِ غيرَ مُنغّص

كم في سُرادقِ مُلكِكم من ماجدٍ

عَمَمٍ وفينا منْ وَليٍّ مُخلِص

قد غَصَّ بالماءِ القَراحِ وكان لوْ

يُسقَى المُثمَّلُ عندكم لم يَغصَص

وإذا استكانَ منَ النّوَى وعذابِها

فإلى لسانٍ في الثناء كمِفرَص

صُنْعٌ يؤلَّفُ من نظامِ كواكبٍ

طلعتْ لغيرِ كُثَيِّرٍ والأحوص

مُتبلِّجاتٌ قبل في أزدِيِّهَا

ما قيل في أسْدِيَةِ ابنِ الأبرص

هل ينَهيَنّي إنْ حرصْتُ عليْكُمُ

فأتَى على المقدار من لم يحرِص

من قال للشِّعرى العَبور كذا اعبُري

كرهاً وقال لأختها الأخرى اغمصي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن هانئ الأندلسي

avatar

ابن هانئ الأندلسي حساب موثق

العصر العباسي

poet-ibn-Hani-Andalusia@

119

قصيدة

2

الاقتباسات

311

متابعين

محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم، يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة. أشعر المغاربة على الإطلاق. وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق. وكانا متعاصرين. ولد ...

المزيد عن ابن هانئ الأندلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة