الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أهاجت لك التذكار تلك المعاهد

عدد الابيات : 32

طباعة

أَهاجَت لكَ التذكار تلك المعاهدُ

فَأَهدى لكَ الأشواق ما أنتَ عاهدُ

ديارٌ لِبيضاءِ العوارضِ أصبَحَت

تَجولُ بِها عفر الفلا والأوابدُ

وَلولا هوى سُعدى ما هيّجت

جوى على كبدي أطلالهنّ الهوامدُ

فَتاةٌ إِذا أَبدت محاسنَ وجهها

تَخجّلن منها البهكناتُ الخرايدُ

فَما بالُها ما آيستني منَ الرِضا

وَلا صَدقت منها لديَّ المواعدُ

أُطالبُها أَدنى وصالٍ فلَم تجد

وَإنّي لها بالروحِ ما عشتُ جايدُ

أحنُّ إِليها كلّما هبّت الصبا

كَما حنّت العيسُ الهيامُ الفواقدُ

وَمُذ حازَها البينُ المشتّت تأرّقت

دُموعي وَطابت لي منه المراقدُ

وَهل يستلذُّ النوم مَن كانَ قلبهُ

يباشرهُ جمرٌ منَ الوجدِ واقدُ

فَلي من أَمارات الصبابةِ سائقٌ

إِلَيها ولي من حادثِ الشوقِ قائدُ

مُهفهفةٌ مفعومةُ الساقِ بضّةٌ

خبرنجةٌ لعسا المراشفِ ناهدُ

تَضيق بساقيها خلاخلُ ساقها

كَما اِحتَكَمت في دملُجيها السواعدُ

مُنعّمةٌ قد كادَ ناعمُ جسمها

تواترُ في الأعطافِ منها المحاسدُ

حَكت بدرَ تمٍّ بالثريّا مقلّداً

غدية إِذ جالَت عليها القلائدُ

أَرى العيشَ قد ولّى وولّت شبيبتي

وَمَهما بقي مِن بعضهِ فهو فاسدُ

إِذا الزرعُ في الإيناعِ آنَ حصادهُ

أَتاهُ عَلى حكمِ المقاديرِ حاصدُ

وَما الدهرُ والإنسانُ فيما أراهما

إِذا اِجتَمعا إلّا طريدٌ وطاردُ

وَما الناسُ إلّا كالدراهمِ تُنتَقى

وَليسَ لَهم إلّا التجاربُ ناقدُ

وَقَد يُقتنى عزّ المكارمِ والعلا

منَ الناسِ مَن هانَت عليه الشدائدُ

وَأخسرُ خلقِ اللّه من قطع المدى

حَياة وَلم يَحمَدهُ في الناس حامدُ

لَعمري لَئن ضاقَت بغيري مقاصدٌ

بِمَسعاهُ فيها لم تضيق مقاصدُ

وَإِن عدمَ الناسُ الزيادةَ في الغِنى

فَلي في الغِنى مِن جودِ زايد زايدُ

فَتىً لَم يَحد عن كلّ مجدٍ وسؤددٍ

وَلكنّه عمّا يدنّس حايدُ

بِهِ صَلُحت أيّامنا وَعُصورنا

وَقَد زايَلت أوقاتهنَّ المفاسدُ

تَروحُ علينا مِن مخايلِ جودهِ

بِوارقُ تهمي بالندا وَرواعدُ

هوَ الأمجدُ القرمُ الّذي من فعالهِ

يقصّرُ عنهُ الأكرمون الأماجدُ

رَقى رتبةً مِن دونِ مبلغِ سَمكها

غميضاؤها حيث اِنتهت والفراقدُ

تفهّم جمعَ المالِ زهداً وَلم يَكُن

لَهُ مطلبٌ إلّا الثنا والمحامدُ

وَدونَكَ نظماً يا اِبن صلت منَ الثَنا

غَرايبهُ طول الزمانِ خوالدُ

بَضائع من سحرِ البديهةِ والحجا

نَوافق لا في سوقهنّ كواسدُ

أَتتكَ وصدّت عن أُناسٍ كأنّما

أكفّهمُ لِلمُعتفينَ جلامدُ

وَلا زلت محروسَ الجنابِ معظّماً

لغرّتك القسعاء تُلقى المقالدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة