الديوان » العصر العباسي » ابن الهبارية » فقال كان أسد بالحاجر

عدد الابيات : 30

طباعة

فَقالَ كان أَسد بِالحاجر

فَظاً عَلى الأَصحاب وَالعَشائر

يَأكل ما يَصيده وَيطعمه

جَماعة مِن الكِلاب تخدمه

وَالنمر المسكين ثاوٍ جائع

وَكُل سادات السباع ضائِع

فَإِن شَكوا أَنكر ذاكَ قائِلاً

ما تَستَحقون عَليَّ طائِلاً

وَهُم يعضون البَنانَ عَضاً

وَيضمرون حَنقاً ممضاً

وَفي زرود شبل لَيث في أَجم

لا يَدفع الخصم إِذا الخَصم هَجَم

ماتَ أَبوه وَهوَ طِفل يَرضَع

لَكن لَهُ جُند قَليل طيع

كانَ أَبوه لَهُم يُراعي

وَالحفظ مِن مَكارم الطِباع

ثُم أَقامَت أُمهُ تُرضعه

وَتُطعم الجُند الَّذي يَتبعه

تَصطاد ما تصطاده بِعَجزِها

ثُم تَجيع نَفسها لِعزّها

تطوي فَلا تَذوقه وَتطعمه

جَميع مَن تَصحبه وَتلزمه

وَكبر الشبل وَشب وَنَهض

وَاصطاد ما عز وَدَق وَبَهض

وَعلمته أُمُه أَخلاقها

سَخاءها الطَّبعي أَو نِفاقها

فملك القُلوب بِالمحبه

وَالحب لا يخلص إِلا رَغبه

ثُم غَزاه ذَلِكَ الليث الَّذي

كانَ بِه الجُند زَماناً قَد أَذى

في جَحفَل مِن قَومِه جرار

يَقود كُل بَطل كرار

فَريع مِنه الشبل وَاستطيرا

لَما رَأى عَسكره الكَثيرا

وهم أَن يَهرب مِن مكانه

وَعَرض الرأَي عَلى أَعوانه

قالوا لَهُ عديدنا قَليل

لَكِننا غناؤُنا جَليل

وَواحِد يصدق في اللِّقاء

خَير مِن الأَلف بِلا عَناء

فَاِصبر لَهُ فَإِنَّنا سنهزمه

بِصدقنا وَجنده سيسلمه

حَتَّى إِذا ما زَحَفا وَاِصطَفا

أحجم عَنهُ جُندهُ وَكَفا

فَظَل بَين العَسكرين وَحده

كَذاكَ حال مَن يَضيع جُنده

لأَنَّهُم قَضوه ما أَسلَفَهُم

وَأخلَفوه الوَعد إِذ أَخلَفَهُم

وَفازَ بِالملك الشبيل وَغَلب

وَلَم يُطق ذاكَ الفرار وَالهَرب

وَجاءهُ في يَومِه جَماعه

فَأَوثَقوا في عُنقِهِ ذِراعه

وَحَمَلوه قربة إلَيه

وَأَوجَبوا الحَقَ بِهِ عَلَيه

كَذاكَ في نِزار حَق عامر

فَلَيسَ في أَصحابِهِ مِن شاكر

قالَ لَهُ القيل وَكانَ عاقِلا

أترك مَوجودي وَأَبغي باطِلا

وَعاجز من تَرك المَوجودا

حَماقة وَطَلب المَفقودا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الهبارية

avatar

ابن الهبارية حساب موثق

العصر العباسي

poet-Ibn-Al-Habariya@

216

قصيدة

79

متابعين

محمد بن محمد بن صالح العباسي. نظام الدين، أبو يعلى، المعروف بابن الهبارية. شاعر هجاء. ولد في بغداد وأقام مدة بأصبهان، وفيها ملكشاه ووزير نظام الملك. وله مع الوزير أخبار. ...

المزيد عن ابن الهبارية

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة