الديوان » العصر العثماني » ابن النحاس الحلبي » ألذ الهوى ما طال فيه التجنب

عدد الابيات : 52

طباعة

ألذ الهوى ما طال فيه التجنب

واحلاه ما فيه الأحبة تعتب

وما بعد دار من حبيب مذمما

إذا لم يجد فيه مناه المؤنب

وما القلب ان سيم القلاق اطباعه

بقلبي وان غال القلوب التقلب

قضى الحظ الا ان اكون مبعدا

والقى الذي لاقى المحب المعذب

ليست الصبا بردا قشيبا بروقني

فما بال قلبي من عذارى الشيب

أسالم من أحبته وهو واحد

فيرجع اعداء لحربي بؤلب

وما انا ممن قلبه عند غيره

فتبكي عليه الشامتون وتندب

ويعى عن الأمر الذي فيه رشده

ويجهد في عقبى الامور وينصب

ولكن لي نفس الوقور وعفة ال

قدير وقلبي في المهمات قلب

لي النظرة الاولى الى قلب صاحبي

تريني خفايا لا يراها المجرب

واحتمل المكروه ممن يلمني

ولم الوجد الود عمن ينكب

نصلت من الايام وهي قشيبة

وعفت لذيذ العيش والعيش طيب

فما كل معسول اللمى يستفزني

ولا كل مطلوب لدي محبب

ولا مسمعي روض بصوج بالهجا

ولا بندى مدح ينير ويعشب

فيا ليت شعري كم أداري الذي قسا

واكسوه ثوب المنو والعذر يسلب

جدير لمثلي ان توطن بلدة

ولم ير فيها من يجب ويصحب

توطن متن البصيلات فإنها ال

مآرب ان يوما تعطل مطلب

إذا أنا لم أدفع عن النفس ضيمها

فلا انجاب عنها من دجا الضيم غيهب

ولا وطئت خد الفيافي ركائبي

ولا سال حزن بالمطي وسبسب

وقائلة راشوا لهجوك اسهما

فحتام فيهم بالمدائح تطنب

رويدك لا يدرون ما انت صا

نع فخل سبيل المدح فالهجو اقرب

فقلت وعرف الحلم بعبق من فمي

بعفة نفس للمكارم تنسب

هبيني امر أيرضى المثالب خطة

بأي لسان يا ابنة القوم اثلب

وما لي لسان غيرما بمدائح الأ

جل ابن شاهين يلذ ويعذب

فتى جاوز العلياء في الفضل يافعاً

ومن دونها ضلد كهول وشيب

وقمصه المجد المؤثل حلة

مدى الدهر اذيال المفاخر تسحب

فقلد جيد الدهر منه فرائدا

تعد اذا عد الفخار وتحسب

همام له ان اشكل البحث قولة

تخر لها الاسماع طوعاً وتطرب

يمزق شمل المشكلات لوقتها

اذا شيم من فيه الحسام المذرب

توقد حتى ليس يحفو ذكاؤه

وكاد وحاشا فكره يتلهب

وفاه باعجاز القريض كأنما

له ملك يملى عليه فيكتب

بربناسنا العرفان برق ابتسامه

وبرق كثير في المعارف خلب

لك العذر يا من لج فيك ته فضله

من تنجلى للعيهن عنقاء مغرب

فتى وأبوه في المكارم والندى

على حده والفرع للأصل يجذب

فمن مثل شاهين ومن مثل أحمد

إذا ما ادعى فخرا انزار وبعرب

إذا السؤدد الوضاح في افق العلا

له في سماء المجد شرق ومغرب

أعبذك من قوم قذى العين شخصهم

كأنهم جاؤوا ليرضوا ويغضبوا

اذا ما اقتضاني للمذمة فعلهم

نهاني عفافي والحجا والتأدب

عرفتك فيهم وامتدحتك دونهم

وما غيرك المعنى والقول مسهب

ولو قلته جهلا لنعماك كافراً

عصتني القوافي والقريض المهذب

لمن تكشف الاثمار فضل قناعها

فيبدو له منها السناء المحجب

وهل لاخي الآداب غيرك قبلة

فيفزع طوعا نحوه ويصوب

وغيرك هل في حلبة الشعر سابق

تقاد له غر القوافي وتجنب

وما هي الا الزاهرات فلو بدت

لقامت مقام الزهر والزهر غيب

شهود على ما انكرته حق اسدي

وللحاسدين الويل كم ذا تكذب

فلا زلت ممدوحا ولا زلت مادحا

يجيد فنون السحر فيك فيغرب

ويهنيك عود المجد عود أتى الندى

أبيك الذي للّه يأتي ويذهب

ويسعى على ام القرى سعي طائع

وقل الذي في طاعة اللّه يرغب

ويرجع والغفران جند ركابه

يحليه منه مخذم ومكعب

كذا كان قدما طالما جاور الوغى

وشيعه جيش من النصر أغلب

بقيت وابقى اللّه مثواك عنده

ومثواكما عند الاله مقرب

وما برح الحساد صرعى وكلهم

على مثل ما في قلبه يتقلب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن النحاس الحلبي

avatar

ابن النحاس الحلبي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Ibn-al-Nahhas-al-Halabi@

87

قصيدة

32

متابعين

فتح الله بن عبد الله، الشهير بابن النحاس.شاعر رقيق مشهور، من أهل حلب، قام برحلة طويلة، فزار دمشق والقاهرة والحجاز، واستقر في المدينة، ولبس زي الفقراء من الدراويش، وتوفي بها، ...

المزيد عن ابن النحاس الحلبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة