الديوان » العصر العباسي » الخريمي » أعاذل كم من منفس قد رزئته

عدد الابيات : 23

طباعة

أُعاذِلُ كَم مِن منفس قَد رُزئته

وَفارقني شَخص عليّ كَريمُ

وَقاسَيتُ مِن بَلوى زَمان وَكُربَةٍ

وَودّعني مِن أَقرَبيّ حَميم

فعزّيت نَفسي غَيرَ أَنّي بِأَحمَدٍ

بُنيّ لمسلوب العَزاء سَقيم

أَرى الصَبرُ عَنهُ جَمرَةً مُستَكنّةً

لَها لَهب في القَلب لَيسَ يريم

وَخَطَّ خَيالٌ منه يَعتاد مَضجَعي

له كرب ما تَنجَلي وَغُموم

وَآثاره في البَيت حَيثُ توجّهت

بي العَينُ حزنٌ في الفُؤادِ مُقيم

إِذا رمتُ عَنهُ الصَبرَ أَرجو ثَوابه

أَبى الصَبرَ قَلبٌ بِالحَميم يَهيم

لَعَمرُكَ إِنّي يَوم أَدفن مُهجَتي

وأرجع عَنه صابِرا لكظيم

وَإِنَّ فُؤادي بعده لمفجَّعٌ

وَإِن دُموعي بعده لَنُجوم

خَططت لَهُ في الترب بيت إِقامَة

إِلى الحَشر فيهِ وَالنُشور مُقيم

وَكانَ سرورا لَم يدم لي وَغبطةً

وَأَيّ سُرور في الحَياة يَدومُ

وَرَوحاً وَريحاناً أَتى دونَ شمّه

مِنَ الدَهرِ يَومٌ بالفُراقِ عَظيمُ

عَلى حينَ أَمضيت الشَباب وَقاربت

خَطاي قُيود الشيب حينَ أَقوم

وَفارقت حلو العَيشِ إِلّا صُبابَةً

عَلَيها خطوب الحادِثات تَحوم

فُجِعت بشِقّ النَفس والهَمّ وَالهَوى

عَذاب لعمري في الحَياة أَليم

أَلا كُلُّ عَيش بَعد فرقة أَحمَدٍ

وكلّ سُرور ما بقيت ذَميم

يَعيب عَليّ الأَخلياءُ صَبابَتي

وَحُزني وَكلٌّ يا بُنيّ يَلوم

فَهَل كانَ يَعقوب النَبيّ بحزنه

مليما وَما يزري عليّ حَكيم

كَوى قَلبَه حزنٌ كأنَّ لهيبه

توقّدُ نيرانٍ لهن ضَريم

فَما عيّر اللَهُ النَبيّ بِحُزنِهِ

أَبى ذاك ربّ العالَمين رَحيم

فَلَولا رَجاء الأَجرِ فيكَ وَإِنَّه

ثَواب وان عزّ المُصاب عَظيم

وَإِنَّكَ قربان لَدى اللَه نافِع

وَحظ لَنا يَوم الحِساب جَسيم

لأُضعِف حُزني يا بُنيّ وَأَوشكت

عَليّ البَواكي بالرنين تَقوم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الخريمي

avatar

الخريمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Khuraimy@

71

قصيدة

1

الاقتباسات

64

متابعين

إسحاق بن حسان بن قوهي، أبو يعقوب الخريمي. شاعر مطبوع، وصفه أبو حاتم السجستاني بأشعر المولدين. خراساني الأصل من أبناء السعد. ولد في الجزيرة الفراتية، وسكن بغداد. واتصل بخريم (الناعم) ...

المزيد عن الخريمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة