الديوان » العصر الأندلسي » أبو حيان الأندلسي » هي الوجنة الحمراء والشفة اللميا

عدد الابيات : 15

طباعة

هِيَ الوَجنَةُ الحَمراءُ وَالشَفَةُ اللَميا

لَقَد تَرَكاني في الهَوى مَيِّتاً حَيّا

هُما أَلبَسا جسمي سَقاماً وَأَورَثا

فُؤادي غَراماً حِملُهُ الصَبَّ قَد أَعيا

فَمِن مُهجَتي نارٌ وَمِن مُقلَتي حَيا

مَتى اِشتعلَت هَذي تَزيد ذا جريا

وَبي مَن إِذا ناجَيته ذُبتُ هَيبَةً

وَجانَبتُهُ جَهراً وَهمتُ بِهِ خِفيا

مَليحٌ إِذا ما لاحَ أَبهتَ من رَنا

فَأَردى الَّذي أَنأى وَأَحيا الَّذي حيّا

عَليمٌ بنِيّاتِ النُفوسِ وَما حَوَت

كَأَنَّ لَهُ مِن نَحوِ أَسرارِها وَحيا

تَجَمَّعَت الأَضدادُ فيهِ مَحاسِناً

فَعبستُهُ مَوتٌ وَبَسمَتُه مَحيا

وَغُرَّتُهُ بَدرٌ وَطُرَّتُهُ دُجىً

وَأَعطافُه ظَمأى وَأَردافُه رَيّا

أَعارَ اِعتِدالاً كُلَّ غُصنٍ كَمثلِ ما

أَعارَ السَنى وَالناضِرَ الشَمسَ وَالظَبيا

وَأَخجلَ نورَ الشَمسِ لَما تَقابَلا

فَحُمرتُهُ إِذ غابَ من فَرط ما اِستَحيا

عَجِبتُ لِخالٍ حَلَّ في وَسطِ أَنفِهِ

وَعَهدي بِهِ وَسطَ الخُدودِ يرى وَشيا

وَلَكنَّما خَدّاهُ فيهِ تَغايَرا

هَوىً فَاِبتَغى مِن وَجهِهِ أَوسَطَ الأَشيا

وَحُسنُ الفَتى في الأَنف وَالأَنفُ عاطِلٌ

فَكَيفَ إِذا ما الخالُ كانَ لَهُ طَيا

أَيا باخِلا حَتّى بِتَقبيلِ كَفِّهِ

عَلى مَن سَخا حَتّى بِحوباه في الدُنيا

أَلَم تَدرِ أَنّي طوعُ حُسنِكَ دائِماً

وَقَلبيَ لا يَعصِيك أَمراً وَلا نَهيا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو حيان الأندلسي

avatar

أبو حيان الأندلسي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Abu-Hayyan-al-Andalusi@

316

قصيدة

1

الاقتباسات

358

متابعين

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي أثير الدين أبو حيان الجياني الأندلسي النحوي. كان من أقطاب سلسلة العلم والأدب وأعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة ...

المزيد عن أبو حيان الأندلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة