الديوان » العصر الأندلسي » أبو حيان الأندلسي » يا راقدا وتباشير الصباح بدت

عدد الابيات : 15

طباعة

يا راقِداً وَتَباشيرُ الصَباحِ بَدَت

عَهدي بِطَرفِكَ لا يَعدوهُ تَأريقُ

مَحا ظَلامَ الدُجى نورُ الصَباحِ وَقَد

جَرى بِثَغرِ الأَقاحي للنَدى رِيقُ

فالمُزنُ تَبكي وَزَهرُ الرَوضِ مُبتسِمٌ

وَالراحُ في نَشّها للروحِ تطريق

وَالغُصنُ نَشوان تَثنيهِ وَتَعطِفُهُ

هباتُ مِسكٍ لَها في الجَوِّ تَخريقُ

فَاحلُل بِدَيرٍ بِهِ دار السُرور عَلى

خُمصانَةٍ صانَها في الحِفظِ بِطرِيقُ

قَد كانَ بالجانِبِ الغَربيّ نَشأتها

وَالآنَ قَد هاجَهُ للشَرقِ تَشريقُ

مَفارِقاً مِنهُ ظَبياً في كَنيسَتِهِ

مُعرّضا أَن يَصيدَ الظَبيَ سِرِّيقُ

عَجماءُ يُفصِحُ بِالرومِيِّ مَنطِقُها

شَمّاءُ عزٍّ نَماها الملكُ إِفريقُ

خَطَّت يَدُ الأَمرِ في تَكوين صورتِها

شَكلاً بَديعاً تَناهى فيهِ تَوريقُ

ماءُ الشَبيبةِ يَندى مِن غضارَتِها

لَولا التَماسُكُ نالَ الجسمُ تَغريقُ

كَأَنَّ مَبسِمَها ميمٌ وَناظِرَها

صادٌ عَلَيها لِنونِ الحُسنِ تَعريقُ

وَالبَدرُ مِن حَسَدٍ وَالظَبيُ مِن كَمَد

ذابا فَكلٌّ إِلَيها مِنهُ تَزريقُ

فاشرب وَهُنِّيتَ مِن راح وَريقَتِها

خمرَين دَنّاهما فوها وَإِبريقُ

تنالُ سُكرينِ مِن بَردِ الرُضابِ وَمِن

حَرِّ المُدامِ فَتبريدٌ وَتَحريقُ

وَاجمَع لَذيذَ مَسرّاتٍ بِراهِبَةٍ

جاءَتكَ طَوعا فَحُكمُ الدَهرِ تَفريقُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو حيان الأندلسي

avatar

أبو حيان الأندلسي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Abu-Hayyan-al-Andalusi@

316

قصيدة

1

الاقتباسات

357

متابعين

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي أثير الدين أبو حيان الجياني الأندلسي النحوي. كان من أقطاب سلسلة العلم والأدب وأعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة ...

المزيد عن أبو حيان الأندلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة