الديوان » سوريا » سليمان الصولة » ساد الغصون قوامها الريان

عدد الابيات : 56

طباعة

ساد الغصونَ قوامها الريانُ

وسما البلابل حِجلها الرنّانُ

بدويةٌ لعب الدلال بعطفها

فتلاعبت بعقولنا الأشجان

لو حاولت بشميم آس وشامها ال

أرواح ما بخلت بها الأبدان

في خدها للجلنار حديقةٌ

وبثغرها للأقحوان جنان

ما لي وللبستان أطلب زهره

وبكل جارحةٍ لها بستان

الخد وردٌ واللواحظ نرجس

والشعر آس والمعاطف بان

والخال من ظل العذيب وبارقٍ

لجنان فيها المشتهى جنّان

ري الجوانح صيفه وشتاؤه

وربيعه وخريفه جذلان

لو نال يوسف حبةً من حَبِّهِ

قدت جيوب قميصه الأشجان

وبنت له بين الضلوع منازلاً

لا الصبر يدخلها ولا السلوان

إني لأعجب كيف يفتن حجلها

وتحبه وعدوها الفتان

وتذم ضنّان اليدين بماله

وثغيرها برضابه ضنّان

لم أنسها كالبدر تحت وقايةٍ

سوداء ورَّد لونَها اللمعان

تسعى ويمنعها السُرى كفلٌ به

وبقلب كل متيمٍ خفقان

ورقيق خنصرها يجانس خصرها

وبراحتيها الراح والريحان

قالت وقد رأت احمرار مدامعي

عنمُ الدموع على الهوى عنوان

ما كنت في زمن الشبيبة جاهلاً

فعلامَ تجهل والمشيب عنان

واللَه ما كان الشباب بمانعي

عما براه بصدرها الرحمن

بل كان رمان الترائب يافعاً

فصبرت حتى أدرك الرمان

واليوم لولا أن بارق ثغرها

نارٌ وشيب عوارضي كتّان

لتناولت شفتي رحيق رضابها

وتحدثت بجراءتي الجيران

ووهبت من جود الأمير لجيدها

درراً بغير يد الأمير تصان

ملكٌ بدعوته وجود يمينه

يحيا الرميم ويورق الصوّان

لو أن شهراً صام صام لوجهه

شهر الصيام وقبله شعبان

عج نحوه تجد المكرام عرست

في حلةٍ يحتلها الإيمان

يوليكها قبل السؤال متوجٌ

في راحتيه الحسن والإحسان

لو تسأل اللَه النجاة به نجت

أصحاب نوح وفاتها الطوفان

أو أعرضت لو شاء حاملة اللظى

عن قوم لوط وباءت النيران

فهو الولي الصادق المتصدق ال

بر الرؤوف المحسن المنان

وهو الذي أمر الإله بحبه

وعلى أبيه تنزل الفرقان

وعنت لطاعته العصاة فعرَّست

بحدائقٍ ثمراتها الغفران

واستقبلت عيس العفاة رحابه

فأعادها وحمولها العقيان

أسدٌ يغلس للوغي بنعامةٍ

حمراء من حسادها العقبان

وبكفه قبس يمجُّ على العدا

ناراً وفي عسّاله ثعبان

يسعى وساعي الموت تحت ركابه

والسائسان النمر والسرحان

فإذا سطا فقراهما الفرسان

وإذا عفا فالطير والحملان

إن كنت ما جئت الجزائر أو خلت

أذناك مما قالت الركبان

سل سيفه ودع العداة فما لمن

عادى صوارمه فمٌ ولسان

وسل الأسنة إنها النوب التي

سقطت بها الأنياب والأسنان

فكلومهن كلامهن وإنها

لشاهدةٌ يرضى بها الرحمن

ما أملح الدنيا به وبغيره

قد تقبح الأيام والأزمان

سبحان خالقه من النور الذي

خلقت لتعرف فضله الأكوان

وعنت لمشرق شمسه الأملاك وال

أفلاك والأرواح والأبدان

يتصوّر الإغراق في مدحي له

ويقول فيها للغلو مكان

وإذا وزنت به العوالم كلها

شالت ورجَّح ذاتَه الميزان

أفصار قول الحق يحسب مدحةً

يا شبلَ من مُدِحَت به عدنان

اللَه يشهد أن فضلك فوق ما

تتصور الألباب والأذهان

أنت الذي يهوى الممات بسيفه

من شاء يسلم ذكره ويزان

لولاك ما عاش الفقير بجلقٍ

لما جفاها العارض الهتان

وبغير بأسك ما ارعوت أبطالها

لما استقر بحجرها العصيان

لي في سواك قصائدٌ ما قلتها

إلّا وكذبني بها الحرمان

أبعدتها عني ببكرٍ كفرت

زللي فحلَّ بحلتي الغفران

غزل الولا غزلي لها واقتادها

لملاذ عبد القادر الإذعان

فاسلم لنا ولها وعيِّد آمناً

يا من تعايدنا به الأزمان

لا زالت الدنيا بجودك جنةً

ثمراتها المعروف والإحسان

وبقيت ما فلق الدجى بعموده

فلق الصباح وغرَّد الورشان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان الصولة

avatar

سليمان الصولة حساب موثق

سوريا

poet-Suleiman-Al-Sawla@

523

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ...

المزيد عن سليمان الصولة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة