الديوان » سوريا » سليمان الصولة » تلثم خدها ذوب الدراري

عدد الابيات : 44

طباعة

تلثم خدها ذوب الدراري

نهار عتابها لفراق داري

فخلت الورد يسبح تحت ماءٍ

وماء الورد يسفح فوق نار

كأن عتابنا من ياسمينٍ

تعلق في الخدود بجلنار

بروحي من مغازلتي مهاةً

تصاد بصاد مقلتها الضواري

بدت فاختال غصنٌ في وشاحٍ

ويعفورٌ تزين بالسوار

وحيت بالطلا فجلت محيّاً

تطوف به على الشمس الدراري

لعوبٌ في فكاهتها مجونٌ

إذا سمرت ألذ من الثمار

تزيل خمار سكراها بخدٍ

مهابته تنوب عن الخمار

إذا نشرت ذوائبها نهاراً

توهمناه ليلاً من بهار

وإن نصت محياها بليل

تبلج من سناها بالنهار

أصاب سهيم ناظرها فؤدي

فشق صدير سابغة اصطباري

وهز قوامها غصناً فكادت

تطير له الجوانح كالصفاري

حظيت بها وزنجيُّ الدياجي

حذار الصبح يجنح للفرار

فما غنى هزار الحجل حتى

بكت حزناً على الليل القماري

فكان الوصل تسليماً وجيزاً

كتسليم الحباب على العقار

نأت وركابها فرس اختيارٍ

ورحت ومركبي فرس اضطرار

وبت أخال أجفاني حباها

أمير الغرب بالدرر الكبار

أميرٌ شاد أبراج المعالي

بأطراف الأسنة والشفار

براه اللَه من بأسٍ وجودٍ

وعز وافتخارٍ واقتدار

وجرد منه للإسلام سيفاً

سنيّاً عارياً من كل عار

تود الشهب لو صارت ضحايا

ظباه لتكتسي حلل الفخار

إذا ضاق المكرُّ وكرَّ صارت

مضايقه تعد من الصحاري

وصار حسامه فلقاً لليلٍ

تكوَّن في المعامع من غبار

يرد الخيل والهة تدلى

فوارسها وتسبح في البراري

ويرجع تاركاً بيض الثنايا

قنوعاً بالصوارم والمهاري

سل الخيل الضوامر والسيوف ال

بواتر والقنا السمر العواري

وأيام الجزائر حين دارت

على سود القلانس بالبوار

تخبرك اليقين عن افتخار

أحب إلى البخيل من النضار

أبان الأسودين جيوش فاسٍ

وباريز الفطاحل كالحباري

وما ترك الجزائر قبل يومٍ

بكت فيه الغمود على الشفار

أتى من بعد ست في ثلاثٍ

من الأعوام حالكة الغبار

قضى فيهن فيلقه شهيراً

يسير من البوار لخير دار

لَذاك الفوز لا فوز المنادي

قبيل الصبح حي على الفرار

حمى الإسكندرية بعض يومٍ

وراح أذل من وتد الحمار

تعلم يا عُرابي الحربَ ممن

تبصبص من مهابته الضواري

وليس ينوب والهيجاء ليلٌ

سوى ماضيه عن فلق النهار

بعبد القادر الأبطال سرت

سرور الممتلين من العقار

وأقبلت المحامد كالنعامى

تسيل عليه بالمدح الغزار

لِبابك أيها الملك المفدى

يسار الحمد من جاثٍ وسار

لقد وافاك عيد النحر يرجو ان

تحار هموم أرباب العسار

ومثلك من إذا الداعي دعاه

تدبَّج بافتخار وانتصار

فعيِّد بالسرور وبالتهاني

ودم ما دام نورٌ في نهار

وما زفّت لدارك بنت فكر

يفدّيها الفصيح ببنت دار

إذا انكشف اللثام البض عنها

تلثَّم خدُّها خير الدراري

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان الصولة

avatar

سليمان الصولة حساب موثق

سوريا

poet-Suleiman-Al-Sawla@

523

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ...

المزيد عن سليمان الصولة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة