الديوان » سوريا » سليمان الصولة » صالت علينا العيون السود واحربا

عدد الابيات : 45

طباعة

صالت علينا العيون السود واحربا

واستودعت من هواها في الحشى لهبا

وغالبت بقناة القد فانتصرت

وردية لخد والدنيا لمن غلبا

بكرٌ لها حدقٌ ما مسها أرقٌ

في خدها شفقٌ يستعبد الأدبا

هيفاء لينة الأعطاف ناعمة ال

أطراف تعشقها الأشراف والنُقَبا

ما شانها بشرٌ بل زانها خفرٌ

في طرفها حورٌ للعالمين سبا

لم أنس زورتها والعين ما سرحت

والشهب ما برحت من جلمة الرُقَبا

تفتر عن دررٍ في خاتمٍ عطرٍ

ينجيك من ضررٍ إن جادك الضربا

كالروض حين جلا نواره وحلا

والصبح حين على جيش الدجى وثبا

وصار برقعها من نور طلعتها

لون اللجين إذا ردَّيته الذهبا

كم سحرةٍ ظهرت منها وقد سفرت

ليلاً وقد هدرت قمرية طربا

باتت تذكرني عهد الصبا وصبا

باتي التي جلبت لي بعده الوصبا

تسعى بنافعةٍ للهم دافعةٍ

حمراء ساطعةٍ من ذاقها عجبا

مرت بفي فأبت نفسي تعاودها

واشتاقت الريق فازدادت له طلبا

واستضحكت ونأت عني وما سمحت

بالري إذ لمحت رأسي قد اشتهبا

كأن ما بيدي قد كان في صغري

من لؤلؤٍ وغدا بالشيب مخشلبا

ويل المشيب ثنى عني ثنا زمنٍ

كات تبلغني فيه المهى الأربا

فارقته فكبا مهر الصفا وخبا

نور الوفا ونبا الإقبال واحتجبا

يا من ضربتُ على قلبي مضاربها

واخترتُ حبل وريدي للخبا طنبا

وصار يعذرني من كان يعذلني

فيها وأضحى عذابي عندها عذبا

من قال إن صروف الدهر فاعلةٌ

بالصب ما فعلت عيناك قد كذبا

لا شيء أفتك من عينيك يا أملي

إلا صوارم مولانا إذا ضربا

خير الأكارم عبد القادر البطل ال

قرم المغادر أرباب الفساد هبا

وخير من قام للرحمن منتصراً

طوعاً وأكرم من أعطى ومن وهبا

نورٌ تناوله عرش الفتوة من

روح النبوة فاستعلى به وربا

وصارمٌ بيد اللَه استعان به ال

دين الحنيف فأخزى واقياً وقبا

أعطى الإله له من نفس قدرته ال

زهراء أمّاً ومن روح الكمال أبا

لو صافح الليلة الليلاء ما غربت

ولو تقرب منه البدر ما غربا

سبحان خالقه حيّ اللثام إذا

لاذت به الغربا استغنت عن القربا

يرد عن جاره رد الضراغم عن

أشبالها حرد الأيام والحربا

ولا يرد الفتى المحتاج عن طلبٍ

ولو غدا بمكان النجم ما طلبا

يفارق الضر من أضحى مجاوره

ولا يفارقه شوقاً إن اغتربا

لو صام شيءٌ لغير اللَه صام له

شهر الصيام وصلى العيد واقتربا

سماه للقادر الجوّاد والده

عبداً وللجود سماه الإله أبا

وأنزل اللَه عما في أبيه على

طه وأفرغ فيه العلم والأدبا

فاكرم به نسباً واكرم به حسباً

واكرم به أدباً هامت به الأُدَبا

واكرم بعيدٍ تجلى البدر فيه على

حمراء لو شامها ليث الثرى هربا

رأيته فرأيت الناس في رجلٍ

جم الرماد يسود العجم والعربا

أعلى وأشجع من أبلى وأكرم من

أولى وأفصح من أملى ومن كتبا

يحيي بنائلهِ ميت السماح ولا

يبقي لسائله في غيره أربا

يا خير من غمرت أنعامه الغُرَبا

وقُطِّعت لقرى أضيافه أربا

زال الصيام وصومي دام متصلاً

والعيد وافى وعيدي ظل مغتربا

وهل يعيِّد من ألغى وظيفته ال

والي وولَّى عليه الويل والحربا

إن شئت تجديد إقبالي بموعظةٍ

عظه مشافهةً يا خير من كتبا

فالخط كالخيط عند الترك يا سندي

أما اللسان فكالمران إن لسبا

أدامك اللَهُ عيداً لا زوال له

يا من على الناس طراً مدحه وجبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان الصولة

avatar

سليمان الصولة حساب موثق

سوريا

poet-Suleiman-Al-Sawla@

523

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ...

المزيد عن سليمان الصولة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة