الديوان » العصر الاموي » أعشى همدان » حييا جزلة مني بالسلام

عدد الابيات : 22

طباعة

حَيِّيا جَزلَةَ مِنّي بِالسَلامِ

دُرَّةَ البَحرِ وَمِصباحَ الظَلامِ

لا تَصُدّي بَعدَ وُدٍّ ثابِتٍ

وَاِسمَعي يا أُمَّ عيسى مِن كَلامي

لا تَدومي لي فَوَصلي دائِمٌ

أَو تَهمّي لي بِهجرٍ أَو صِرامِ

أَو تَكوني مِثلَ بَرقٍ خُلَّبٍ

خادِعٍ يَلمَعُ في عُرضِ الغَمامِ

أَو كَتَخييلِ سَرابٍ مُعرِضٍ

بِفَلاةٍ أَو طُروقٍ في المَنامِ

ما عِلمي إِن كُنتِ لَمّا تَعلَمي

وَمتى ما تَفعلي ذاكَ تُلامي

بِعدَما كانَ الَّذي فَلا

تُتبِعي الإِحسانَ إِلّا بِالتَمامِ

لا تَناسَي كُلَّ ما أَعطَيتِني

مِن عُهودٍ وَمَواثيقَ عِظامِ

وَاِذكُري الوَعدَ الَّذي واعَدتِني

لَيلَةَ النِصفِ مِنَ الشَهرِ الحَرامِ

فَلَئِن بَدَّلتِ أَو خِستِ بِنا

وَتَجَرَّأتِ عَلى أَمرٍ صَمامِ

لا تُبالينَ إِذاً مِن بَعدِها

أَبَداً تَرَكَ صَلاةٍ أَو صِيامِ

راجِعي الوَصلَ وَرُدّي نَظرَةً

لا تَلِجّي في طِماحٍ وَأَثامِ

وَإِذا أَنكَرتِ مِنّي شيمَةً

وَلَقَد يُنكَرُ ما لَيسَ بِذامِ

فَاِذكُريها لي أَزُل عَنّا وَلا

تَسفِحي عَينَيكِ بِالدَمعِ السِجامِ

وَأَرى حَبلَكِ رَثّاً خَلَقاً

وَحِبالي جُدُداً غَيرَ رِمامِ

عَجِبَت جَزلَةُ مِنّي أَن رَأَت

لِمَّتي حُفَّت بِشَيبٍ كَالثَغامِ

وَرَأَت جِسمي عَلاةَ كَبرَةٌ

وَصُروفُ الدَهرِ قَد أَبلَت عِظامي

وَصَلِيتُ الحَربَ حَتّى تَرَكَت

جَسَدي نِضواً كَأَشلاءِ اللِجامِ

وَهيَ بَيضاءُ عَلى مَنكِبَيها

قَطَطٌ جَعدٌ وَمَيّالٌ سُخامِ

وَإِذا تَضحَكُ تُبدي حَبَباً

كَرُضابِ المِسكِ في الراحِ المُدامِ

كَمُلَت ما بَينَ قَرنٍ فَإِلى

مَوضِعَ الخَلخالِ مِنها وَالخِدامِ

فَأَراها اليَومَ لي قَد أَحدَثَت

خُلُقاً لَيسَ عَلى العَهدِ القُدامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أعشى همدان

avatar

أعشى همدان حساب موثق

العصر الاموي

poet-Asha-Hamadan@

60

قصيدة

1

الاقتباسات

74

متابعين

عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني. شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره. ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان أحد الفقهاء القراء، وقال الشعر فعرف ...

المزيد عن أعشى همدان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة