الديوان » العصر العباسي » ابن أفلح العبسي » لا الصبر ناصره إن ضامه كمد

عدد الابيات : 27

طباعة

لا الصّبرُ ناصرُهُ إن ضامه كمَدٌ

يومَ الرّحيل ولا السّلوانُ مُنجِدُه

فلم أطاع عذولاً ما يسهِّدُه

إذا غفا كلُ طرْفٍ ما يسهِّدُهُ

هل حلّ بالعَذْلِ لاحٍ من أخي كمَدٍ

ما ظلّ بالحبّ داعي الوجد يعقِدُه

لولا الغُرورُ وما تجْني مطامِعُه

لذَمّ طيْفَ الكرى من باتَ يحمَدُه

وكلّ من لا يرى في الأمر مصدَرَهُ

قبل الوُرودِ أراهُ الحتْفَ مورِدُه

كحائنٍ ظنّ مولانا العزيز على

إمهالهُ مُهمِلاً من بات يرْصُدُه

الصّادق العزمِ لا جبنٌ يريّثُه

إن رامَ أمراً ولا عجزٌ يفنّدُه

في كلّ يومٍ له حمدٌ يجمّعهُ

بما توخّاهُ من مالٍ يبدّدُه

جمُّ المواهبِ ما ينفكّ من سرَفٍ

لُجَينُه يشتكي منه وعسجَدُه

غمْرُ الرِّداءِ وَهوبٌ ما حوته على ال

أيّام من طارفٍ أو تالدٍ يدُه

يعتدّ بالفضلِ للعافي ويشكرُه

كأنّ عافيهِ يحبوهُ ويرفِدُهُ

موفّقُ السّعي والتّدبيرُ منجِحُه

وثاقبُ الرّأي في الجُلّى مسدّدُه

حسنُ الرّشادِ له فيما يحاولُه

من المقاصد هاديه ومُرشدُهُ

فما يَطيشُ له سهمٌ يفوّقُه

في كل ما يتحرّاهُ ويقصِدُه

إذا تماثلتِ الأحسابُ فاخرةً

أضاء في الحسَبِ الوضّاحِ محتِدُه

يُزْهى بجدّيْنِ أضحى سامياً بهما

فما ترى عينُه من ليس يحسُدُه

يا أحمدُ الحمدُ ما أصبحت تكسِبُه

بالفضلِ والفضلُ ما أصبحت توردُه

ليَهْنِ مجدَك نُعمى ظلّ حاسدُها

يغيظُه ما رأى منها ويُكمدُه

جاءتك تسحَبُ ذيلَ العزّ من ملِك

ما أيّد اللهُ إلا من يؤيّدُه

لم يلقَ غيرَك كُفؤاً يرتضيهِ لما

إليك أضحى من التّدبيرِ يُسندُهُ

ألقى إليكَ زِمام الأمرِ معتقداً

أنّ الأمانةَ فيمن طاب مولدُه

فاجعَلْ عِياذَك شكرَ الناسِ تحرزُه

وانظرْ لنفسك من ذكرٍ تخلّدُه

وليَهْن جدَّك أعداءٌ ظفِرتَ بهم

وقد عراهم من الطّغيانِ أنكدُه

نوَوْا لك المَكرَ غدراً فاستزلّ لهم

عن ذاك أيمنُ تدبيرٍ وأحمدُه

من كلّ أخيبَ خانته مكايدُه

فيما نواهُ وأرداهُ تردّدُه

ما أبرموا الرّأيَ في سوء بغوْك به

إلا وعاد سحيلاً منك مُحصَدُه

ولا ورى زندُ كيدٍ منهمُ أبداً

إلا وحدُّك بالإقبالِ يُصلِدُه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أفلح العبسي

avatar

ابن أفلح العبسي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Ibn-Aflah-Al-Absi @

16

قصيدة

1

الاقتباسات

56

متابعين

علي بن أفلح العبسي، أبو القاسم، جمال المُلك. شاعر، من الكتّاب، علت له شهرة. مدح الخلفاء وأرباب المراتب، وجاب البلاد. وخلع عليه المسترشد بالله ولقّبه (جمال الملك) وأغناه. ثم ظهر ...

المزيد عن ابن أفلح العبسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة