الديوان » اليمن » إبراهيم الحضرمي » عرفن غداة البين صدق عزائمي

عدد الابيات : 86

طباعة

عرفن غداة البين صدق عزائمي

ففارقني كالعاذلات اللوائم

وسلسلن دمعاً سال من سيلانه

خضاب على أسنانهن البواسم

ودمع ذوات البين أجرح موقعاً

على القلب من جرح السيوف الصوارم

عرائس كالأغصان يبكين للحيا

بكاء خفيات الدموع السواجم

فأبديت صبراً والفؤاد كأنه

يقلّب في جمر من النار جاحم

فرب خرود خدها بين جعدها

يلوح كبدر التم بين الغمائم

غنطنطة عنقاً رداح رزينة

منعمة بيضاء ريا المعاصم

تجر أذيال الحرير إِذا مشت

على رسلها بين الحسان والنواعم

دفعت برفق كفها عن حمائلي

غداة استمرت في الجهاد عزائمي

ولم يثنني حسن اصطخاب حليها

ولا لطف أطراف وحسن خواتم

وما أنا بالقالي لهن وإنني

لأهوى عناق المحصنات الوشائم

ولكن علت في الانجم الزهر همتي

فلم أرض بالاخلاد بين الكرائم

فكيف وفي الكتاب كنت ولم أكن

أهم بشيء غير ديني وصارمي

سلي تخبري هل كنت مذ كنت ساعياً

لخدمة دنيا أو لكسب دراهم

إِذا خدم الدنيا الدنية أهلها

أبيت لها إِني لها غير خادم

فأما لديني فانظري كيف صورتي

وكيف أنا من لفح نار السمائم

فلا تجزعي مما لقيت من الأذى

فإن الأذى حتم على كل قائم

وما الصبر إِلا طعمه طعم علقم

ولكن جني عقباه حلو المطاعم

ألم تنظري الحساد كيف تشمتوا

عشية خان العهد أهل المظالم

فلما رأى الحساد صبري على الأذى

سقوا من كؤس الغيظ سم الأراقم

على أنني لا أستكين لذلة

ولا أرتدي في العز ثوب التعاظم

ولست إِلى ظلم وإِن كنت معظماً

أميل ولو قسمت بين الصوارم

أبت همتي إِلا إلى طلب العلا

تناط وتأبى عن قبيح الجرائم

ولي همة تستعذب الموت عندما

يمر حياض الموت ضرب الجماجم

أسير وأرضي صاحبي بتقدمي

إِذا ما التوى في الروع كفي بصارمي

فإن تسألي عني وعن أهل مذهبي

وعن أين داري أنت يا أم حاتم

فإني من همدان أصلي وقدوتي

فمرداس والأوطان أرض الحضارم

أنا الرجل الداعي إلى الحق والذي

أبت نفسه شتم الطغاة الأشائم

أنا الرجل الشاري الذي باع نفسه

وأصبح يرجو الموت عند التصادم

على اثر المرداس أو كل مقتد

بمرداس والمرداس من نسل هاشم

مشى ابن حدير في القناة لقرنه

فأشبع منه ضاريات الحوائم

فمن لي ومن للمسلمين بمثلها

جسور على صعب الأمور العظائم

الأهل على الأيام عاد بن حرة

منيع الحمى في النجد أو في البهائم

له أنف أو نخوة أو حمية

على ذمة أو همة في المكارم

يقيم لدين اللّه أنفاً فإنه

قمين حقير مستحيل المعالم

بلى إِن في أم القرى اليوم قائم

أغر من الأشراف ماضي العزائم

له عنصر صافي النجار ومنصب

تعرق في فرعي علي وفاطم

وذاك أبو يعلا الأمير وحوله

غطارفة من آله كالضراغم

فيا حمزة الخيرات يا حمزة العلا

إليك سمت أعناق هذي الاقالم

وهت عروة الاسلام فانجذ أصله

ومات ولكن ماله من مآتم

شرائع دين اللّه خرت سماؤها

على أرضها إِذ زال أهل الدعائم

صلاة وصوم عطلاً ومساجد

معطلة إِلا لروث البهائم

عمرن ديار الخمر للخمر والزنا

وعطل حد الواحد المتقدم

وكم محقوا من سنة لا أبا لهم

وكم نصبا من بدعة ومآثم

وكم سفكوا ظلماً دم كل مسلم

طغى وبغى مع ظلمهم كل ظالم

وكم أخذوا الأموال من غير حلها

جرت في سوى مجرى الحقوق اللوازم

أبيح الحمى باح الدما فتهتكت

ستور الورى بيعت عذارى المكارم

أطاروا قلوب المرملات فأقرحوا

عيون اليتامى فرقوا كل عالم

أرادوا الحمايا حركوا كل ساكن

أخافوا البرايا نهبوا كل نائم

فهذا وفيما قيل أن لديهم

بواطن سوء الفاحش المتقدم

فأحسن شيء حاول القوم دفنهم

لدينهم إذ دينهم غير سالم

فحتى متى يا بن الكرام وقوفنا

على الضيم أمثال الجمال السوائم

أترضى أبا يعلا القعود وديننا

يداس ويوطأ خده بالمناسم

أليس أبا يعلا على البيض والقنا

تسيل نفوس الصالحين الخضارم

إلى كم ترى هتك المحارم بيننا

أترضى أبا يعلا بهتك المحارم

أقم للوغى سوقاً فواللّه لا علت

يد الدين إلا بعد قطع الغلاصم

امط غير ما مور رد السلم والبسن

ردا الحرب شمر للعدو المقاوم

بقومك أهل البكتين ففيهما

من الشرف الفرسان كل مقاحم

جرىء على الأهوال جلد معود

بطعن الكلى والضرب فوق الخياشم

أغث ببني عدنان دين محمد

فهم نجد واقمع بهم كل آثم

اشر لهم بالكف وامر منادياً

يصيح بهم عند اجتماع المواسم

وسيروا إلى الأعدا من الغرب إننا

من الشرق نرميهم بأهل الصرائم

ففي الشرق قد أضحى الهدى بعد ذلة

عزيزاً بملك راجح الحلم حازم

حمى حمى الأنف شهم غشمشم

أخي نجدة صعب صليب الشكائم

تردا ردا عز وجود فكفه

محل المنايا والعطايا الجسائم

أبي الفضل عباس بن معن بن حوشب

ذرى كندة العليا الملوك القماقم

أقمت سنيناً قبل القاه لاهياً

أقاسي عداة الحق مر العلاقم

فلما التوت كفي بيمناه أخمدت

عساكره بالرغم نار المخاصم

ومدت باذعان إليه رقابها

جميع البرايا بين راض وراغم

فحول أبي الفضل الغداة وحولنا

قبائل من قحطان شم الخراطم

صناديد لكن الصناديد دونهم

صماصم صيد أي صيد صماصم

هم الناس خير الناس والناس عنهم

تفرّ إذا كرّوا لجز الحلاقم

هم الجن إن أبصرتهم في مغافر

وبيض وهم في الانس تحت العمائم

إذا ركبوا مستلئمين فإنهم

من الجن أمضى والليوث الضراغم

إذا حملوا في القوم قلت صواعق

من الجو خرت بالسيوف الصوارم

إذا ما انتحوا في النقع للحرب حمحمت

جيادهم من ضنك ضيق التزاحم

إذا سفكت ماء النحور رماحهم

سقوا بيضهم ماء الطلى واللهازم

يقدون ضرب الهام في ذي العلا ولا

يخافون في مرضاته لوم لائم

مقاديم إلا في الأثام فإنهم

إلى هفوات الاثم غير مقادم

قصار عن الحجر الحرام أكفهم

طوال إذا ما أمسكت بالقوائم

مغانمهم في الروع انفاق أنفس

وليس لهم في غيرها من مغانم

شعارهم التهليل والذكر والثنا

على اللّه والتكبير عند التقاحم

أولاك أبا يعلا بهم ينكس الطغى

على روسهم بعد افتراس اللهازم

فكن أيها الندب الأمير مطالعاً

لهم لاعدمنا منك كشف المظالم

فإنك من يرجا لكشف ملمة

وإنك بعد اللّه خير المعالم

وصل على خير البرايا محمد

نبيء زكي للنبئين خاتم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الحضرمي

avatar

إبراهيم الحضرمي حساب موثق

اليمن

poet-Ibrahim-Al-Hadrami@

63

قصيدة

269

متابعين

إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي. من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل. ...

المزيد عن إبراهيم الحضرمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة