الديوان » عمان » أبو مسلم البهلاني » أبا الحارث اسمع حديثا جرى

عدد الابيات : 104

طباعة

أبا الحارث اسمع حديثاً جرى

على قصة راق اعجابها

تشوقت يوماً للقياكم

كذا يجذب النفس أحبابها

فسرت أنص إلى بابكم

وقد أرهق النفس أتعابها

ولما حللت بدار المزور

ومن عادة الدار ترحابها

إذا نحن بالباب زنجية

تقض الشياطين أنيابها

فقلنا لها أبلغى أمرنا

فقالت مقابركم بابها

وهرت علينا كما ينبغي

وجاءت قضايا وأسبابها

فقلنا لشخص إلى جنبها

فديتك هل أنت بوابها

فحول عن وجهنا وجهه

وجملة نحو واعرابها

فقلت اقتصر يا بُنيَّ اقتصر

فما نحن حرب وأحزابها

دعونا لها قنبراً والفتى

يصف الصحاف وينتابها

فقال اخرجوا نحو أشغالكم

فما للطفيلي أطيابها

فقلت لنفسي لا تضجري

فهذي الزنوج وآدابها

وقال بجنبي فتى صبركم

تخف على النفس أوصابها

لعل تمر بكم ساعة

فتغنى الزنوج وأشعابها

فيقضى لنا فرج عاجل

وتعلم في الدار أصحابها

فقلت وبالصبر ترجو لنا

فقال بصبرك يجتابها

فقلت نصحت وطال الوقوف

وهاضت جسوم وأصلابها

وعيدانكم ودخان السجار

شواظ على الدار الهابها

وفوج يحط وفوج يطير

ورقص الجواري وألعابها

وأغرق وقتي بلا طائل

تمط سعال وأضرابها

فقلت العطالة مشئومة

وشر وقد طال اسهابها

فقمت أصلي إلى خلوة

تبين في الدار محرابها

وطالت صلاتي ولي وقفة

إلى أن تقشر أرابها

وبعد الصلاة علت ضجة

من الذكر أطنب أحزابها

إلى أن ثغى الجن من هولها

وفر عن الدار أوشابها

وزلزلت الأرض زلزالها

وخذ على الأرض أقهابها

فلم تغن شيئاً وطال المقام

وحالت سنون وأحقابها

وفيها بنينا لنا حارة

وشقت من الهند أخشابها

ومن حولها جنة زخرفت

وزانت وأقطف أعنابها

وقارنت في منزلي زوجة

أطالت وأنجب انجابها

ولم نرزق الاذن من عندكم

وضوعف في الدار حجابها

ولما ضجرنا انقلبنا إلى

ديار تطاول تقلابها

وعند الرجوع جهلنا الطريق

وزال عن الدرب أنصابها

ولا غرو هذا فإن السنين

يدور على الناس دولابها

وأضللت داري إلى أن بدت

رسوم حوتهن أعتابها

وألفيت ذريتي كلها

لطول المدى شاب أعقابها

وألفيت كتبي محشورة

فقيل بنو الفار تنتابها

فهذا أبا الحارث المنتهى

لأعجوبة طال أغرابها

فكل بلايا أبي مسلم

عليك ونومك أسبابها

مدد الحق للقلوب الصوادي

هن ملقى الأنوار والأمداد

أخذة الحق للقلوب إليه

بعد نسف الوجود نسف الرماد

بعد محو الآثار في طلب ال

عين وكون المريد عين المراد

بعد إدراك وحدة الحق لل

خلق والغاء وحدة الاحاد

آه والحب لا تسليه آه

وحرام آه على ذي وداد

لي نفس أذابها وهج الشو

ق فلم يبق غير خفق الفؤاد

قمت أشكو سري بسري إلى ال

حب فكان الشكوى كوري الزناد

ثم ألقت إليَّ هيمنة ال

حق اصطبر في محبتي يا مرادي

أيها الراكب المغذ إلينا

يا ترى هل شارفت ذاك الوادي

هل ترحلت منك شبراً إلينا

أنت في مركز الهوى متمادي

لو سبرت الأغوار منك لأبصر

ت جثى الأغيار كالأطواد

لو خلعت الملابس السود سود

ناك بين الرجال وسط النادي

أنت مفتاح الكنز لو كنت تدري

ومدار الاصدار والايراد

أنت منا ونحن منك ولكن

حال ما بيننا سواد الأعادي

لو نعارضك للجفا لم نطالب

ك بصدق الدعوى وصفو الوداد

ما رأى الحق فيك ذرة مشهو

د سواه فالقرب عين البعاد

فتخلص محمدياً من ال

علة واشطح على رؤوس العباد

وافن فينا فلا حياة لحي

وحياة الاحياء بعد النفاد

واحتجب منك بي ولا تحتجب م

ني بسجف التأثير والايجاد

دعك من ذا وتلك والرسم والاس

م فما في الميدان إلا جوادي

واحترق من محبتي أنا وحدي

من طباق النيران في كل وادي

فعلى صحة المحبة تستع

ذب تعذيب الصد والابعاد

وإذا صحت المحبة لم تح

فل برقص النعيم والانكاد

لي في كل ذرة من وجودي

حكمة قد طويتها عن عبادي

تتضنى من الهوى والهوى عن

ك بواد وأنت عنه بواد

لو صدقت الهوى لأغناك حبي

وتمسكت في الهوى بمرادي

نطلب الوصل والمقام صدود

قبل قض الحصا وخرط القتاد

رب لبيك حجة الحق أعلى

وعيون الجلال بالمرصاد

من توليته تجلت عليه

من كمالات الحق شمس الرشاد

من أنا والأنا فناء ومحو

في مقام التعذيب والأشهاد

من أنا والأنا خيال ووهم

في مقام الخطاب والارشاد

من أنا والأنا مجاز وظل

في مقام الابعاد والايجاد

بل أنا نسبة إلى أثر ال

حق شهيد للحق بالانفراد

وأنا من حيث انتسابي إليه

ملك الحمد والثنا والمجاد

وأنا من حيث انتسابي إليه

كل نقص ووصمة في عدادي

وأنا من حيث انتسابي إليه

منعش الروح باعث الأجساد

نسبة الحق صرفتني إلى أن

قمت أتلو الزبور بين الجماد

إن يكن في الوجود سمع شهيد

فأنا في الوجود أحسن شادي

ما ألنت الحديد إلا لأني

قمت أشدو بنغمة الحداد

وارث الفيض والكمالات والحك

مة من جده الرسول الهادي

موصل السالكين بالحق لل

حق ومُجلي مشارق الامداد

مد من فيضه على الكون بحراً

في قصيد كالجوهر الوقاد

فشهدنا من مدّه مجمع ال

بحرين من غامض هناك وباد

من سقته المحمدية بحراً

غير بدع ارواؤه للعوادي

فتلقى تلك المعارف كشا

ف المعمى خبيئة الأفراد

من هيولاوة النبوة سيطت

قبل اظهار نشأة الايجاد

مصدر الفضل أحمد ابن أبي بكر

شريف الأباء والأجداد

عَلويّ محمدي عليه

من سنا النسبتين سيما السداد

جَمَع العلم في مزاد من التق

وى وللّه جمع ذاك المزاد

واقتنى الدر من علوم الاشارا

ت فحلى به صدور النوادي

جرَّد النفس من كتائفها فانه

لت عليها لطائف الامداد

وتلقى من ربه كلمات

صبها الفيض في لباس المداد

برزت من مضارب الوهب ثكلى

فهي من فقد أهلها في حداد

فترامت تبين منه خفيا

ت طوَتها فريدة الحداد

كُن شرحاً لها وأعظم بهذا الش

رح كنزاً ما إن له من نفاد

يبرق الحق من مصادره العل

يا وينهل حكمة للعباد

قام بالشرع والحقيقة يدعو

باللسانين للهدى والرشاد

شكل نور بهِ خبايا زوايا

رقبتها دوائر الافراد

جامع من ذخائر العلم والحك

مة ذخراً يبقى ليوم المعاد

حاصر من معارف القوم ما يف

تح للسالكين بابَ المراد

ولعت بانتشاره مكة اللّه

لتسري أنواره في البلاد

فادارت عليهِ من فلك الطب

ع نجوم التوفيق والاسعاد

جاء تاريخ طبعه ضمن بيتٍ

كان تاجاً لمفرق الانشاد

سلسبيل مزاجه زنجبيل

فاشربوه بمنهل الوراد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو مسلم البهلاني

avatar

أبو مسلم البهلاني حساب موثق

عمان

poet-Abu-Muslim-Al-Bahlani@

248

قصيدة

1

الاقتباسات

124

متابعين

ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في ...

المزيد عن أبو مسلم البهلاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة