الديوان » عمان » أبو مسلم البهلاني » همم الملوك أجلها اعظامها

عدد الابيات : 100

طباعة

همم الملوك أجلها اعظامها

بالحلم ساد من النفوس عصامها

والحلم أس والكمال بنية

رفعت على أركانه أعلامها

والحلم أرواح وكل زكية

ولع الكرام بصنعها أجسامها

وصنائع الأحلام أنفس مفخراً

من كل مفخرة يسود كرامها

كنقيبة الملك الحليم فإنه

للكائنات ملاكها وقوامها

ملك مقدسة هيولياته

من أن يضاف لفطرة أعظامها

ملك جلالته وعزة شأنه

بمسابح القمرين جل مقامها

ملك به الدنيا زهت وتهللت

بجمال طلعة ملكه أيامها

ملك عزائمه تخر لها الملو

ك وفوق هام المشتري أقدامها

أسد فرائسه الخضارم في الوغى

جرار كل كتيبة قمقامها

طلاع كل ثنية هزازها

قماع كل عظيمة مصدامها

حتف على الأضداد لفتة رأيه

لمن السيوف ودونهن حمامها

غلاب ما دون القضاء يحفه

مدد السماء وحارسوه كرامها

تخشى البوادر من جلالة قهره

نوب الصروف فما يشب ضرامها

من للحوادث أن تون جنوده

وتكون في كبد العداة سهامها

لولا كفالة عزمه بسياسة ال

دنيا كفاه عن الوغى أقدامها

لكن له سن الكمال فواضلاً

حتى على حد الظبى انعامها

ولعت أياديه باقراء السيو

ف دماً وذاك على الكرام ذمامها

حقاً إذا قرمت إلى لجم العدا

أن لا يظل مؤخراً إكرامها

ومطهمات كالرياح قواصف

قحل إلى دهم الحروب هيامها

جرد مكتبة الصدور عوابس

ألفت مقارعة الحديد عظامها

صامت مرابطة الجهاد ببابه

لله ظل جهادها وصيامها

ولطالما صلت على لباتها

زمر الحديد سهامها وحسامها

تصبو إلى الأهوال صبوة عاشق

عجباً بشمطاء الحروب غرامها

أزدية بدرية وهبية

لورود ماء النهروان أوامها

تنفض بالأجال كالشهب الثوا

قب دارعات بالدما أجسامها

علمت مقارعة الكماة وأحرزت

علم المعارك جيداً إفهامها

جرداء غضبى لا يقر قرارها

أو يستباح من العداة حرامها

يسطيرها لمع النجوم تخاله

لمع الصوارم حين ثار قتامها

ثبتت لها في كل دهر خطة

رسمته في جبهاته أيامها

عاشت ملوك بني الامام تعلها

بدم الكماة فما يحل فطامها

كانوا البدور فكن أفلاكاً لهم

والعدل منهم في العباد لجامها

أبلت فوفاها الذمام وهكذا

ترعى الذمام من الملوك كرامها

ولكم وفي عهداً وراعى حرمة

وأزاح معضلة يهول ظلامها

وأتاح فاضلة وأغنى مقتراً

وأمر نفساً شأنها إعدامها

ولكم تجاوز عن جديدة مذنب

لولا تجاوزه لحل آثامها

ملك جبلته على الحلم انطوت

إن الملوك تزينها أحلامها

يؤتى بأثقال الجبال جرائماً

فيزول بالعفو العظيم لزامها

وبتلك يمتلك الرقاب مليكها

وبتلك يقتاد الصعاب همامها

وقضية المجد الأثيل منوطة

بجمال مصطنعاته أحكامها

أصل لجامعة الكمال كماله

كالشمس روح للوجود قيامها

ما زال يهتف بالمعالي همه

حتى تضاعف في يديه زمامها

قطب لعمر الجد عنه تضاءلت

همم القروم وعصرت أوهامها

أو ما ترى سر الخلافة أشرقت

بظهوره وتباشرت أعلامها

واهتز منبرها وهلل عرشها

وتهللت فرحاً به أيامها

وأغاث اسلام البسيطة بعد أن

كادت يودع أهلها اسلامها

وأمد ناموس الشرائع بالتي

يرضي الإله من الجهاد قيامها

ملك تشرفت البسيطة باسمه

وبذاته وصفاته حكامها

ملك يجير على الزمان طريده

حتى الحوادث في حماه مضامها

غوث البلاد عظيمة بركاته

نفاح كل جليلة قسامها

وافته سلطنة الوجود فزانها

ولقد رعاها كفؤها وامامها

من معشر قادوا الزمان بأنفس

ترياق كل عظيمة وسمامها

بلغوا السماء علا فما جرجيسها

إلا استقاد لهم ولا بهرامها

أسد عرينهم اللدان السمهر

ية والسوابغ محكماً إلحامها

كغيول محنية تصفقها الصبا

زرق كأثواب السماء جمامها

خلقوا على صهوات كل طمرة

جرداء سابحة يعوم زمامها

هجروا الأسرة والدساكر رغبة

عنها لمعركة يموج لهامها

وتفيؤا ظلل القواضب والقنا

عوض الرياض تفتحت أكمامها

أعظم باملاك باردية المج

رة طنبت بالمكرمات خيامها

نبر الخطوب مقاعس آثارهم

عقد على جيد الزمان نظامها

شمخت عن الدنيا منازعهم فما

تصبيهم لذاتها وحطامها

ذمر حقوق نزيلهم والمستعي

ذ بهم حقوق لا يضاع ذمامها

أبقى ثويني في الوجود مفاخراً

يجلي النجوم مسيرها ودوامها

فأتى ابنه الملك العظيم بخطة ال

شرف التي جلت وعز مرامها

السيد السلطان نور الملة ال

غرا وروح حياتها وقوامها

حمد الذي سطواته لو عارضت

شم الجبال لنسفت اجرامها

معطاء كل رغيبة وهابها

بتار كل عظيمة صمصامها

رسمت مناقبه بنور جلاله

بيد العلا وكماله أقلامها

وتقيل الحمد الذي عن حصره

لسن المدائح في القيود كلامها

يا أيها الملك الذي أرجو عوا

طفه وأعظم منيتي إلمامها

كم أم بابك عائذ بجلالة

خير المعاذ معاذها ومقامها

عبد ببابك لم يغادر زلة

إلا وقد علقت به آثامها

عبد ببابك مستجير عائذ

بجبال حلمك نفسه استعصامها

مستمسك بحبال عفوك آئباً

إن ليس ينقض في يدي إبرامها

مولاي إن السيل قد بلغ الزبى

وأتى على نفس الطريد زؤامها

مولاي قد حلم الأديم من البلا

حتى على الطيبين ضاق حزامها

مولاي أشكلة الزمان قد انقضت

ولماسه الأعداء جف رؤامها

مولاي إن الدهر أوردني موا

رد مالها صدر يؤد عرامها

مولاي لست على صدودك مقرناً

أو ليس ذاك على النفوس حمامها

مولاي أن تأخذ فلست بظالم

نفسي جنت فجناؤها ظلامها

مولاي أن تعدل فعدل حاكم

لك حجة حق على قيامها

مولاي أن تكن الذنوب عظيمة

فمقام حلمك دونه أعظامها

مولاي حلمك واقتدارك موجب

أن لا يبوء على العصاة غرامها

مولاي إن وصل الذرائع قضبت

فذراك لم يخلق لدى ذمامها

مولاي إن غب المعذر خطوة

فلرب رامية تطيش سهامها

مولاي إن رثت عهود مضجع

فعلى المرزء مجده إبرامها

مولاي إن ترد الأمور كفاءها

فعظيم حلمك طبها وسقامها

مولاي أن ترم الشؤون كفيلها

فجلالك الأعلى العزيز مرامها

مولاي تلك مطامعي وجهتها

منقوصة وعلى نداك تمامها

هل نظرة تذر الخطوب بلاقعا

أو مطرة يحيي الرميم غمامها

خصمتني الأيام أن أقصيتني

سهل على إذا رضيت خصامها

وصمتني النكبات أن ألقيتني

أين الحلوم الراسيات أكامها

أين الفواضل والمراحم والصفا

ت الشاملات البائسين كرامها

واللّه ما نقصت ولا عريت ول

كن الأمور على الحظوظ قوامها

فلئن عطفت عليَّ عطفة رحمة

فأنا الحري بها وأنت همامها

ولأنت أكرم أن تذود انابتي

عن حوض عفوك كالشواظ أوامها

لأنت أرحم أن ترد ضرورتي

حسرى وقد كربت يحم حمامها

أدعوك للكرب العظيم وإنما

يدعى لكل عظيمة قوامها

لا زالت الأيام تنشر فضلكم

وقف عليكم نرها ونظامها

والدهر عبداً والنعيم مخلداً

وأطوم عمرك لا يفض ختامها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو مسلم البهلاني

avatar

أبو مسلم البهلاني حساب موثق

عمان

poet-Abu-Muslim-Al-Bahlani@

248

قصيدة

1

الاقتباسات

124

متابعين

ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في ...

المزيد عن أبو مسلم البهلاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة