بدالي الحبيب ولاح القمر

فجئ يا سمير وهئ يا سمر

وخلف السياج الزهى احتفى

بنا الروض لما ازدهى وازدهر

عفا الزهر عنا بأنظاره

لننعم من بعضنا بالنظر

فكان الحبيب نصيب العيون

وكان المحب حديد البصر

نظرت الجمال على وجهه

فطالعت أجمل خلق الصور

وطالع مني الأليف الحنيف الذي

ما عصى إلفه ما أمر

فما قال في مرة لفظةً

تجر العتاب وتقضى الحذر

فطابت لنا جلسة في الهوى

تحيط بنا مورقات الشجر

تعرض إحدى وريقاتها

تنصف صورة وجه القمر

فعاد هلالا وذاك العجيب أمن مد

حسن الحبيب انجزر

ولسنا إلى الخمر في حاجةٍ

وخمر الصبابة فينا اختمر

وأحلى من النوم فوق الحرير

إذا طال رفق الحبيب السهر

وأعذب منه إذا رفني

فذقت الرضاب وكان الحذر

وأجمل من ذلكم كله

إذا لام ذوقي ثم اعتذر

فعذر الحبيب كهجر الرقيب

وظرف الزمان كلطف القدر

وأمتع ما روح العاشقين امتثال

الحياة لطبع البشر

يحن إلى الروح من فيه روح من

النوع والكون فيه العبر

أليف يميل إلى إلفه

وأنثى يحن إليها الذكر

لقد قارب الليل أن ينتهي

ولم نرو غلتنا في السحر

وخاف الحبيب الصباح الفصوح

فقال النهار فقلت القمر

أغالط والفجر في خيطه ابيضاض

وما كان يخشى ظهر

فقال طغا الليل إذ غشنا

فقلت انتصف ليلنا ما كفر

سلبنا من الدهر ليل الهوى

فكان السليب ونحن النور