الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » أحادي نوق العشق كم أنت جالس

عدد الابيات : 46

طباعة

أَحادي نوقِ العِشقِ كَم أَنت جالِس

أَعَنْ سوقِها يَحلو لَديكَ التّقاعسُ

أَلا اِرمِ بِها صَدرَ الفَيافي فَإِنّها

شَماليل مِثلُ البرقِ شوس دَلاعسُ

تَخوضُ إِذا اِهتاجَت بحورَ مَفاوزٍ

وَتَسهلُ إِدلاجاً لَديها البسائسُ

وَأَلقِ بِها فَوقَ الهَجيرِ فَإِنّها

عَلى جَمرِ نيرانِ الهَجيرِ دَوائسُ

وَأُمَّ بِها رَبع الحِسانِ مِنَ الظّبا

فَفيه لِغزلانِ المِلاحِ مَكانسُ

فَثَمَّ المُلوك الصِّيدُ أَسرى مِنَ الهَوى

وَثَمَّ ضَراغيمُ العَرينِ فَرائسُ

رِياضٌ بِماءِ الحُسنِ تُسقى محاسناً

فَطابَت بِماءِ الحُسنِ فيها المَغارِسُ

بِها تَرتَعُ الغزلانُ وَهيَ بَواسم

وَتَلقى أهيلَ العِشقِ وَهيَ عَوابِسُ

وَفيها تَفوق الشّمس بِالحُسنِ ظَبيةٌ

لَكلِّ بُدورِ الحُسن حُسناً تنافسُ

وَتزري بِبَدرِ الأُفقِ لَيلةَ تِمِّهِ

فَلِلغَربِ يَهوي وَهوَ وَاللَّه ناكِسُ

رَشْيقَة قَدٍّ تَزدري خوطَ بانةٍ

وَيُحتَقر الخَطِّيُّ حينَ تنافسُ

مِنَ القاصِراتِ الطّرف بارِعة البها

لَها حلل الحُسنِ البهيِّ ملابسُ

لَطيفة طَيّ الكشحِ مَهضومة الحَشا

مُعَسجَدة الأَلفاظِ هَيفاء آنسُ

سَكارى بِصَهباءِ النعاسِ عُيونها

وَكَم أَسهَرت وَلهانَ وَهيَ نَواعِسُ

وَلَمياء لَو قيسَ الرّحيقُ بِريقِها

لَأَخطا بِلا ريبِ قِياسٌ وقائسُ

فَذُبت بِها وَجداً وَهِمتُ صَبابَةً

وَزادَت عَلى التهيامِ فيَّ الوَساوسُ

طَرَقتُ حِماها وَالنُّجوم زَواهر

وَضاءَ مِنَ البدرِ المنيرِ الحنادسُ

وَمُذ أَنّني قارَبت مِنها كناسَها

وَجَدت الظّبا تَلهو وَهنَّ كَوانسُ

وَأَن لُيوثَ الغابِ حَولَ كناسِها

بِسمرِ العَوالي لِلكناسِ حَوارِسُ

فَجُدتُ بِنَفسي لا أُبالي مِنَ الرّدى

وَأَيدي المَنايا لِلنُّفوسِ تخالِسُ

هَجمتُ وَمِن قَصدي دخولُ كِناسِها

وَصُلتُ كَأنّي اللّيث وَاللّيث عابِسُ

دَخلتُ إِليهِ باسِمَ الثّغرِ ضاحِكاً

وَما المَوت لَو قَتلاً بِفكرِيَ هاجِسُ

فَقالَت لَدى التّرحيبِ كيفَ دَخلته

وَدونكَ آسادُ الحُروبِ الفَوارسُ

وَقالَت أَلِلغبراءِ غَيرك فارِس

يَمرُّ بِغيل الأُسدِ وَاللّيلُ دامِسُ

فَقُلت لَها أَفديك لَستُ بِفارِسٍ

وَلَكِنْ أُخو بعدٍ مِن القُربِ آيسُ

دَعاني الهَوى حَتّى رَميت بِمُهجَتي

إِلى أُسُدٍ بِالسُّمرِ فيها تداعسُ

فَإِن رمتَ أَن تَدري لَها اليومَ فارِساً

عَلى وَجهِها يَبدو فَأَحمدُ فارِسُ

أَخو الفَضلِ وَالمَعروفِ روض كياسة

أَزاهرهُ الآدابُ وَهيَ عَرائسُ

تَميسُ بِهِ أَغصانُ كلّ بَراعَةٍ

وَأَبْدِع بِها حُسناً وَهُنَّ مَوائِسُ

سَقَتهُ مِياهُ الحُسنِ رَونَقَ بَهجةٍ

فَفي مِثلها وَاللَّهِ يَسمو التّنافُسُ

وَقَد غُرِسَت فيهِ اللَّطافَةُ كلّها

وَهَل كانَ مثلَ اللّطفِ يغرسُ غارِسُ

وَأَنبتَ ذاكَ الغرسَ حُسن خِصالِهِ

أَلا فَاِحْمَدَنْها إِنّهنَّ نَفائسُ

فَصيح بَليغ لا يُجارى بَلاغَةً

بِسحرِ بَيان لَم يَنله المنافسُ

أَريب خَطيب مصقَع وَقَريضه

عَديمٌ لَه بَينَ القَريضِ المجانسُ

فَلَو مِثل سَحبان رَآهُ لَما اِغتَدى

خَطيباً قَدِ اِنفَضَّت إِلَيهِ المَجالسُ

هُوَ البدرُ بَدرُ المَجدِ بَينَ نُجومِهِ

وَلَكِن بِهامٍ مِن سِماكَيه جالسُ

مِنَ الشّرفِ الأَعلى تَحَلَّى بِسُؤددٍ

وَمِن حُلل العَلياءِ كاسٍ وَلابسُ

لَهُ اللَّه مِن شَهمٍ عَديم مِثاله

وَضَنَّت بِهِ الأيّامُ وَهيَ شَوامسُ

تَحلّى كَمالاً في جَمالٍ بِرِفعَةٍ

لَها حيكَ مِن نَسجِ الوقارِ ملابسُ

فَيا أَيّها النَّدْبُ الَّذي طابَ أَصلهُ

وَمَن فيهِ غُصن المَجدِ بِالفَخرِ مايسُ

إِلَيك رَداحاً بِنت فِكرٍ تَخَدَّرت

عَلى تَركِها لِلخدرِ عنك تعانسُ

فَطاعَت وَقَد جاءَتك غيداء غادة

عَروساً بها تُنسى لَدَيك العرايسُ

أَتَتكَ لِتَقبيلِ الأَكفِّ وَمثلها

لِتِلكَ الأَكفِّ البيضِ لا شَكَّ بائسُ

فَهَبها قَبولاً فَهيَ وَحشيّة أَتَت

وَمِنك لَها حسن القَبولِ يوانسُ

وَدُم بِضَمانِ اللَّه ما البدرُ قَد بَدا

وَضاءَ بِه جنح الدّجى وَالحنادسُ

وَما قالَ للحادي مَشوق يَحثّهُ

أَحاديَ نوقِ العشقِ كَم أَنت جالسُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

84

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

أضف شرح او معلومة