الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » فه بالمراد عن الغرام وأعرب

عدد الابيات : 67

طباعة

فُهْ بِالمُرادِ عَنِ الغَرامِ وَأَعربِ

وَدَعِ الكنايَةَ لا الصّراحَةَ وَاِكتبِ

إِنّ الهَوى ما شَأنُهُ كِتمانهُ

وَلَئِن كَتَمتَ فَإِنّهُ لا يَختَبي

إِنّ النُّحولَ عَلى الهَوى لَعلامةٌ

مِثلُ الدُّموعِ إِذا جَرَت تَهدي الغَبي

مَنْ ذا الَّذي لَم يَنتَحِلْ جُثمانُهُ

وَمِنَ الغَرامِ دُموعُهُ لَم تسكبِ

إِنّي اِمرُؤٌ أَلِفَ الصّبابَةَ وَالهَوى

وَأَخو الصّبابَةِ حالُهُ لَم تَعزبِ

لَعِبَت بِهِ أَيدي الصّبابَةِ وَالجَوى

وَيَدُ الغَرامِ بِغَيرِهِ لَم تَلعَبِ

وَإِذا حَكَمتُ عَلى الصّبابَةِ أَنَّها

نارٌ فَحُكمي بِالسّديدِ الأَصوَبِ

أَهوى المُهَفهَفَ وَهوَ خُوطَةُ بانَةٍ

بِاللينِ يَقسو حَيثُ كانَ مُعذِّبي

خَشفٌ مِنَ الأَعرابِ أَلمَى أَلعسٌ

أَلِفَ النِّفارَ مَعَ المَها والرّبْرَبِ

يَهوى النِّفارَ وَلَيسَ يألفُ عاشِقاً

وَعَلى التَّواصُلِ في أَشدِّ تأزّبِ

ما إِن سَلَوت وَلَستُ أَسلو حُبَّهُ

وَعَلى التّباعُدِ لَستُ بِالمُتجنَّبِ

ما كانَ هَجري موجِباً سلوانَهُ

بَل لَو غَدا الهِجرانُ لا عَن مُوجبِ

بَل أَوجَبَ الهِجرانَ مَن حَكَم الجَفا

إِنَّ الهَوى عَن عاشِقٍ لَم يسلبِ

يَجري التخيُّلُ في الخَيالِ بِوَصلِهِ

فَأمدّ آمالي كَمَدِّ الأَشعَبي

أَحكي الَّذي بِالجَهلِ يَجعَلُ كَفَّهُ

شَرَكاً يَصيدُ الطَّيرَ في وَهمِ الغَبي

غُنجٌ تَكَحَّلَ في اِحوِرارٍ ساحرٍ

وَالسِّحرُ كُحل في جُفونِ الأَهدَبِ

وَجُفونُهُ قَد صحَّحَت في كَسرِها

سِحرَ اللِّحاظِ فَشِمتُ ما لم يُحسَبِ

ما كُنتُ أَعلَمُ قَبلَ عَقرَبِ صُدغِهِ

لسعَ الأفاعي دونَ لَسع العَقربِ

يَفتَرُّ عَن شَنَبِ اللّآلي ثَغرُهُ

وَالدُّرُّ يَبرقُ في الرِّضابِ الأَطيَبِ

ما البرقُ خَطّافُ العُقولِ وَإِنَّما

خَطفُ العُقولِ لِبَرقِ ثَغرِ الأَشنَبِ

قبَضَ الكُؤوسَ وصَبَّ فيها خَمرَةً

وَقَدِ اِحتَساها كَالفراتِ الأَعذَبِ

فَرَأَيتُ شَمساً ضمنَها شَمسٌ بَدَت

وَبِها الهِلالُ أَحاطَ لَيسَ بِمُختَبي

وَغَدَت تغيِّب في هِلالَيْ مَبسمٍ

تَجتَازُ في شَفَقِ العَقيقِ لمغربِ

وَإِخالُها مِن صَدرِهِ قَد أَسفَرَت

وَكَأنَّها إِذ أَسفَرت لم تغرُبِ

مُتوقِّدُ الوجناتِ مِن ماءِ البَها

وَالماءُ مِنهُ النارُ لَم تَتَلهَّبِ

كَتبَ الجَمالُ عَلى صَحيفَةِ خَدِّهِ

حُسناً يَسيلُ وَماؤُهُ لَم ينضبِ

قَد أَترَبَته يَدُ المَلاحَةِ وَالبَها

بِفَتيتِ مِسكٍ مِن عِذارٍ طَيِّبِ

وَدِرايَتي حَسبَ العَوائدِ إِذ جَرَت

أَنّ الكتابَ بِسُندُسٍ لَم يتربِ

ما بانَ بَدرُ جَبينِهِ إِلّا هَوَت

شَمسُ الضُّحى قبلَ الزوالِ لِمغربِ

فَأْمُرْ نُجومَ اللَّيلِ أَن تَخفى فَفي

فَلَك الجَبينِ يَلوحُ أَضوَأُ كَوكَبِ

بَل قُل لِشَمسِ الشرقِ وَالأفقِ اِختَفي

فَلَقَد بَدَت في الشَّرقِ شَمسُ المغربِ

الجَهبَذُ الحَبرُ الَّذي عَن فَضلِهِ

يَعيَا البَيانُ وَعَنهُ لَيسَ بمُعرِبِ

العارِفُ البحرُ الَّذي بِسِوى اِسمِهِ

دَرَج المَعارفِ والحِجى لم يُكتَبِ

الجَوهَرُ المَكنونُ في صَدفِ العُلى

دُرُّ المَحاسِنِ في الطّرازِ المُذْهَبِ

الشّاعِرُ الفطِنُ الأَريبُ أَخو الحِجى

رَبُّ القَوافي وَالبيانِ الأَعجَبِ

المِصْقَعُ التوُّ الخَطيب المُعتَلي

حِذْقاً عَلى قِسِّ البَيانِ وَيعربِ

ما قامَ يَخطبُ مَوسِماً بِمَصاقِعٍ

إِلّا وَعَجزاً أَسرَعوا في المَهربِ

ما حَلَّ سَمعاً لَفظُهُ إِلّا غَدا

مُتَشنِّفاً في لُؤلُؤٍ لَم يثقبِ

ما حَلَّ قَلبَاً نَظمُهُ إِلّا غَدا

بَعدَ الشّفا مِن دائِهِ لم يوصَبِ

شَهمٌ لَقَد جَعَلَ المَهابَةَ ثَوبَهُ

وَأَرى المَهابَةَ ثَوبَ كلّ مهذَّبِ

قَرمٌ شَريفٌ سَيِّدٌ وَسَمَيْدَعٌ

بِالمَجدِ يُكسى بِالسّيادَةِ مُحتبي

ما إِنْ جَرَت خَيلُ الفَخارِ بِمَحفَلٍ

إِلّا أَتى في أَصهَبٍ وَبِأَشهَبِ

وَقَدِ اِمتَطى العَلياءَ حَتّى زاحَمت

في السّيرِ أَكنافَ السَّماءِ بمِنكَبِ

جَعَلَ الثّريّا نَعلَهُ إذْ سَيرُها

كان الهلالُ يلوحُ غيرَ محجَّبِ

وَلَقَد تَرَعرَع في المَفاخِرِ والعُلى

وَالمَجدُ في الشَّرفِ العَجيبِ الأَعجبِ

ماذا اِفتِخار مِنَ المَعالي تاجهُ

وَلِذا غَدَت كالخفِّ أَو كالجُؤربِ

بَدرُ الكَمالِ وَكُلُّ بَدرٍ أَصلُهُ

في الغَربِ يَنشأ كَالحُسامِ الأحدَبِ

لَو لَم يَكُن في الغَربِ ما غَربت ذُكا

وَلَها اِكتِسابُ النورِ أَعظمُ مَطلبِ

أَفَلا تَرى عندَ الشُّروقِ ضِياءَها

يَقوى وَيَضعفُ في الدنوِّ لِمغربِ

ما كانَ ذا إِلّا لِفَرْطِ دُنوِّها

أَو بُعدِها مِن ذي الجمالِ الأَغرَبِ

لا عَيبَ فيه غَيرَ ما يَحويهِ مِنْ

شَرَفٍ وَمَجدٍ في الكرامِ مرجَّبِ

ما إِن رَأَيت مِنَ الكرامِ نَجابةً

إِلّا غَدَت مِن ذا النجيبِ الأَنجَبِ

مَنْ جَرَّبَتْهُ المُعضِلاتُ فَأَبصَرَت

مِنهُ لِحُسنِ الرأيِ خير مدرَّبِ

ما دَأبُهُ إِلّا المَكارمُ والنّدى

وَعَلى المَكارِمِ غَيرُه لم يدأبِ

ما جَأبُهُ إِلّا المحامِدُ وَالثّنا

وَسِوى المَحامِدِ وَالثّنا لَم يَجأبِ

وَقَدِ اِختَصرت إِذِ اِمتَدحتُ جَنابَهُ

وَأَرى قَصيرَ الباعِ مَن لَم يُطنِبِ

وَإِذا غَلَوت بِمدحِهِ لم أَبتَدِعْ

بَل لَستُ بِالغالي وَلا بِالمَغرِبِ

وَلَقَد مَدَحت جَنابَهُ بِقَصيدَةٍ

لَو لَم تَكُن في مَدحِهِ لم تعذُبِ

غرّاءُ مِن غُررِ القَصائِدِ قَد أَتَت

بِكراً تَميس وَلَم تَكُن بِالثيِّبِ

وَتَزيَّنَت في مَدحِهِ وَتَضمَّخَت

بِالمِسْكِ من طِيب الثناء الطيّبِ

وَتَخضَّبَت في حَمدِهِ وَبِشُكرِهِ

وَبِغَيرِ ذاكَ الحَمدِ لَم تَتَخضَّبِ

حَلَّت لِمَحرَمها وَإنّك مُحرمٌ

وهيَ الحرامُ على البعيد الأجنبي

زُفَّت إِلَيكَ وَأَنتَ لَستَ بِخاطبٍ

أَنَّى تزفُّ وَقَبله لَم تخطَبِ

إِن كُنتَ تَقبَلُها فَذاكَ رَجاؤُها

وَلَها المَسرَّةُ في بُلوغِ المَأرَبِ

وَلَئِن طردتَ وَأَنتَ أَكرَم قابلٍ

لِنَظيرِها فَعَلى الحظوظِ تعتُّبي

وَاِسلَم وَدُم في الصَّفوِ مِن كَدَرِ الدُنى

ما قد حَلا صوتُ الحمام المطربِ

أَوما اِبنُ فَتحِ اللَّهِ طَيّب نَظمِهِ

مِن مِسكِ مَدحِكَ بِالشذاءِ الطيّبِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

84

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة