الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » عج بالسواحل لا خانتك غيداء

عدد الابيات : 33

طباعة

عُجْ بِالسَّواحِلِ لا خانَتكَ غَيْداءُ

وَلا رَمَتكَ بِسَهمِ البُعْدِ أَسماءُ

فَإِنّها دارُ أُنسٍ لا خَفاءَ بِها

وَهَل لِشَمسِ الضُّحى في الظّهرِ إخفاءُ

وحُلَّ في ثغرِ بيروت وروضتِها

فَإنَّها رَوضَةٌ فَيحاءُ زَهْراءُ

وَاِنزِلْ رُباها وَأَرسِلْ مِنكَ لي نَبأً

لَعَلَّ أَن ينعش المُشتاقَ إِنباءُ

فَإِنَّني في دِمَشقَ آخِذٌ وَطَناً

وَمِن صَبا لُطفِها لي صارَ إِنشاءُ

دارٌ بِها أَنجمٌ لَو أَنَّهُم أَمَروا

شَمسَ الضُّحى بِالخَفا لَم تَبدُ إِن شاؤوا

بِها المَحاسِنُ لا في غَيرِها سَكَنَت

وَالحُسنُ تَحويهِ في العاداتِ حَسناءُ

هِيَ العَروسُ فَإِن تُذكَرْ لَطايِفها

وَما مِصرُ مِصْر ولا الشّهباءُ شَهباءُ

فَلا اِعتَرَتها غُمومٌ بَل ولا كَدرٌ

وَلا جَفَتها مِنَ الرَّحمنِ نَعماءُ

بِها تَسلَّيتُ عَن داري وَعَن وَطَني

وَبِاللَّطافَةِ قَد تُنسى الأَحبّاءُ

فَإِنْ يَكُنْ ليَ يا بيروتُ فيكِ أبٌ

فَلي بِجِلَّق ساداتٌ وأبناءُ

لاسِيَّما السيِّدُ الصَّوّافُ أَعظمُهم

عَينُ الأَماجدِ لا مَسَّتْهُ ضَرَّاءُ

شَهمٌ لِغَيرِ المَعالي ما لَهُ نَظَرٌ

وَلا لَهُ نَحوَ غَيرِ الفَضلِ إِصغاءُ

فَردٌ ولا بِدعَ في أَن لا نَظيرَ له

فَإِنّ جَبهتَه في الدهرِ غَرّاءُ

فَما خِصالُ سِواهُ عِندَما حَسُنت

إِلّا لَدَى بِعضِ ما يَحويهِ شَنعاءُ

بِهِ الكَمالُ اِعتلَى وَاِهتَزَّ مِن طَرَبٍ

وَلِلكَمالِ بِأَهلِ المَجدِ عَلياءُ

نَدب فَمَهما تُبالِغْ في المَديحِ لَهُ

تُذعنْ بِعَجزٍ وَيَستَقعِدْك إِعياءُ

أَنّى مَديحي فَوا عَجزي وَوا خَرسي

وَإِنْ تَكُنْ دونَنا في المَدحِ خَنْساءُ

فَاِذكُرْ بَلاغَتَهُ وَاِسمَعْ فصاحتَهُ

ففيهما مِن معاني اللُّطفِ صهباءُ

وَهوَ المُهابُ فَإِن تُذكَر مَهابتُه

فَكلُّ كَفٍّ منَ الشُجعانِ شَلّاءُ

وَلَستُ أَقدِرُ يَوماً أَن أُخاطِبَه

لَولا اِبتِسامُ ثَناياهُ وَإِغضاءُ

فَلا تَرُمْ أَيُّها التعبانُ مِن غَررٍ

دَرْكَ الّذي حازَه فالفضلُ إعطاءُ

وَلا تَقُلْ إِنّني أَحوي مَكارِمَهُ

فَإنَّ أُذْني عَنِ الفَحشاءِ صَمّاءُ

وَلا تَبنِ هَيئة زَعماً كَهَيئَتِهِ

فَإِنَّ عَينِيَ عَن ذا القُبحِ عَمياءُ

فَإِنَّهُ في عُقودِ المَجدِ واسِطَةٌ

غَرّاءُ بَل دُرّةٌ في الدَّهرِ عَصْماءُ

فَهاكَ يا أَيُّها المَولى مخدَّرةً

وَلَّدْتُها في اِفتِكاري فهيَ عَذراءُ

إِلَيكَ تَمشي على اِسْتِحيا بِها أدَباً

تَميلُ تيهاً وَعُجباً وَهيَ هَيْفاءُ

لَم تَرضَ كفواً لَها في النَّاسِ غَيرَكمُ

إِذْ ما تُعَدُّ لَها في النَّاسِ أَكفاءُ

وَإِن يَكُن عَرَجٌ بِها يُؤخِّرُها

فَرُبَّما سَبَقَت في العَوْدِ عَرجاءُ

فَكُفَّ طَرفَكَ إِن ما تَبدُ عَورَتُها

فَأَنتَ حُرٌّ وَشَأنُ الحُرِّ إِغضاءُ

وَلَم يَكُن قَصدُها إِلّا رِضاءكمُ

فَإِنَّ فيهِ إِنعاشٌ وَإِحياءُ

وَاِسْلَم ودُمْ بأمانِ اللَّهِ مُكتَنِفاً

ما غَرَّدت بكرةً في الرّوضِ وَرْقاءُ

وَحَيثُ أَضحى ابنُ فتحِ اللَّه يُنشِدُكم

عُجْ بِالسّواحلِ لا خانَتكَ غَيداءُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

84

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة