الديوان » العراق » عبد الرحمن السويدي » بشرى فإن النصر وافانا

عدد الابيات : 72

طباعة

بشرى فإن النصر وافانا

وكوكب النصر لقد زانا

وأقبل الإقبال في طالعٍ

فوق سموت العزّ مزادنا

وفَلَكُ المجد غدا دائراً

بأنجم الفخر كما كانا

والنصر أمسى نجمه زاهراً

زيَّنَه الإقبال فازدانا

والملِكُ السامي غدا قَدرُه

فوق السُّها ناجَمَ كيوانا

فخر الورى فجر الهدى نيّرٌ

به استضاءت آل عثمانا

ظُلمَةُ أهل الجور زالت به

ما هو إلاّ شمس دنيانا

تاج الملوك الصِّيد ذو هِمَّة

علياء تستصغر ثهلانا

مَولى النّدى مولي من المال ما

يعجز عنه الخَطُّ حسبانا

ذو راحة أندى من البحر إذ

قد أنبتَت للوفد عُقيانا

يَستَرُّ بالجائي يروم العطا

منه ولو أنفس ما كانا

فكعبةَ الوفد غدت دارُه

حيث بنى للحمد أركانا

للواردين الجود من كِفّه

أسال جيحونا وجيحانا

عماد أهل العزّ ركن العُلى

أحسنُ أهل الجود إحسانا

البطل المغوار وقت اللّقا

وفي الوغى لا زال طّعانا

لكلّ قَرم هيبةً لم يَدِن

وكلُّ جبّار له دانا

تَوَهُّماً تفرق منه العِدى

إن قيلَ ذا سِربُ سليمانا

ما أنفكّ مذ غَرَّبَ أسيافه

وَطَّنها الهامات إيطانا

أما ترى المغوار في وقعة ال

أحزاب كم جندل فرسانا

إذ بصرة الفيحاء قد أجدبت

وكان فيها الشهم سلطانا

فرام أن يُخِرجَ أجنادَه

منها إلى أكناف بُغدانا

لكي يَخِفَّ الجدبُ عنها وكي

يشمل منه اللطف سُكّانا

فسار بالجَحفل عن قُطرها

مُتَّخِذَ الحِلَّةِ أوطانا

وحيثما خَيَّم في دَوِّها

قد حَصَّلت دون القُرى شانا

واستَرَّ أهلوها بمن زادهم

إذ أمِنُوا ظلماً وعدوانا

لكن في بغداد مذ شاع ذا

حازت أهالي البغي أحزانا

فاجتمعوا عند مليكٍ لهم

وارتكبوا غدراً وكفرانا

من كل جواظ عريض القفا

عن حلية الإنصاف عريانا

لما يزل من عقله جائعاً

ومن عظيم النُوك شبعانا

حاصوا كحمر الوحش من حينهم

وأضطرب المجلس أحيانا

وأجمعوا أن مليك الورى

حاد عن الدولة عصيانا

وأنه مال إلى غدرنا

وأنه جاء لينكانا

فعند ذا قرر مُفتيهم

بحربه جهلاً وخُذلانا

جهَّز جيش الظلم واليهم

مجمعاً عجماً وعُربانا

وحاولوا أن يبلغوا مأرباً

من فارس العصر سليمانا

لكنهم خابوا لما شاهدوا

منه رحاة الحرب طحانا

إذ قام كالقسور من غيله

تحفه الأشبال فرسانا

وجرد الأبيض من جفنه

وأعتقل الأسمر طعانا

واقتحم الحرب كليثٍ إذا

صادف بعض الصيد غرثانا

أحمى وطيس الحرب حتى غدا

له قتام الجو دخانا

ولم يزل يردي بهنديه ال

أبطال أمثالاً وأقرانا

حتى إذا قابل جمعاً لهم

ولوا وقالوا أنه جانا

فرقهم ايدي سبا في الفلا

وقد قرى نسراً وسرحانا

تباً لهم عشرون ألفاً لهم

وعسكر المغوار ألفانا

فكيف ولّى بعضهم هارباً

وبعضهم صاحب أكفانا

بشراك يا شهم فذي نعمة

دون الورى أولاك مولانا

فالنصر قد خصك دون الورى

وحفك الإقبال أزمانا

نصرت بالرعب وذي وقعة ال

أحزاب فافخر بالذي كانا

حيث لكم بالمصطفى أسوة

حميدة نلت بها شانا

مذ بلغ الخنكار أخباره

ولاه للرأفة بغدانا

حيث رآه باسلا فاتكا

يردي العدى فرسا وعربانا

ذا نجدة غوث صريخ أخا ال

جودة حسانا وحسانا

بعد العنا نال لذيذ العلى

واغتنم الراحة تعبانا

كما استلذ النوم بعد الكرى

فغمض الساهر أجفانا

حمدا لك اللهم زال العنا

به وما قد كان أشقانا

واستبشرت بغداد إذ حلها

ففاخرت مدنا وبلدانا

ما هي إلا بهجة يتمت

بعدك لا تروق أغصانا

أضنى قواها طول هذا النوى

حتى أتت بالسقم برهانا

بظعنكم عنها منار الهدى

أخفي فلا يطيع تبيانا

ومذ حللت الآن في رحبها

بدت بها الأنوار إعلانا

لا أوحش اللَه ربوعا بها

منك ولا أوحش سكانا

لا برحت لمجدكم منزلا

وللثنا والحمد أوطانا

مولاي أعداك غدوا خضعا

خوفا وكل لك قد دانا

هب أنهم ساؤوا فأحسن بهم

للّه إذ أولاك إحسانا

قَدَرتَ والعفو هوا لمرتجى

إذ هو من شيمة مولانا

واغضض بطرف الحلم عن غيِّهم

وامنحهم عفواً وغفرانا

فالحمد لله غدوا مُثلَةً

كفاهم ذلاً وخسرانا

لا زلت فينا حاكماً عادلاً

ودمتَ للعاصين حنَّانا

بشرى لنا آل الزويراء إذ

عزيزنا الناصرُ وافانا

أسعدنا اللَه به بعدما

بغيره قد كان أشقانا

ودولة الأوباش زالت به

مذ حَلَّ صدر الدَّست سلطانا

وآية الإقبال قد أرَّخَت

الملك أضحى لسليمانا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الرحمن السويدي

avatar

عبد الرحمن السويدي حساب موثق

العراق

poet-AbdulRahman-AlSuwaidi@

128

قصيدة

261

متابعين

عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير. مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد. له كتب، منها (حديقة الزوراء- ...

المزيد عن عبد الرحمن السويدي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة