الديوان » مصر » صالح مجدي بك » هيا بنا أهل الوطن

هَيا بِنا أَهل الوَطَنْ
نَحيي الفَرائض وَالسِنَنْ
فَالسَعد في هَذا الزَمَن
بِسَعيد دَولته اِقتَرَن
وَبِمَصره غَنَت سُعادْ
إِن كانَ طَير السَعد حامْ
في مصرنا مِن عَهد حامْ
فَسَعيدٌ الصَدر الهمامْ
بِالسَعد قَد وافى الأَنامْ
وَبِعَدله غَمر العِبادْ
مِصرايمٌ وَضعَ الأَساسْ
مِن بَعد إِحكام القِياسْ
وَسَعيدنا لِلخَلق ساسْ
وَبِعَزمِهِ أَبدى الحَماسْ
وَبِحَزمه بَلغ المرادْ
بُوزْرِيسُ في بَعض السِيرْ
قَد شادَ قوصاً وَاِفتَخرْ
أَبوابها فيما ظَهَرْ
مائةٌ كَما جاءَ الخَبَرْ
وَجُنوده عَدد الجَرادْ
وَالداوري الصَدر الجَليلْ
ذو الفَضل وَالمَجد الأَثيلْ
وَالعَفو وَالبر الجَزيلْ
وَالرُمح وَالسَيف الصَقيلْ
أَنشا حُصوناً لِلجلادْ
مُوريس سُلطانٌ نَبيلْ
ملك الوَرى قَبل الخَليلْ
فَحباهم عِندَ الرَحيلْ
بِبحيرة الفَيض الفَضيلْ
لِلريِّ في العام الجَمادْ
وَالصَدر مَولانا السَعيدْ
المُجتَبى الشَهم الرَشيدْ
مِن راحَتيهِ عَلى العَبيدْ
دانيهم وَكَذا البَعيدْ
يَنهلّ غَيث في ازديادْ
شُوريدُ في سِفر الأممْ
في زَعمِهم شادَ الهَرَمْ
حَتّى إِذا الطُوفان عَمّْ
آوى إِلَيهِ وَاعتَصَمْ
مِما طَغى مِنهُ وَزادْ
وَمحمد ذاكَ السَعيدْ
هوَ في مَكارمه فَريدْ
بِالعَقل وَالرَأي السَديدْ
وَضع القِلاع كَما يُريدْ
لِهَلاك مِن قَصد البِلادْ
تِلكَ الطَوابي الدافِعَهْ
ذات الحُصون المانِعَهْ
ذات السُيوف القاطِعَهْ
ذات السِنان اللامِعَهْ
ذات الصِدام مَع الطرادْ
وَأَمينُفيس بِلا محالْ
ربَّى بِأَمطار النَوالْ
مَع نَجله زمر العِيالْ
فَسَما عَلى كُل الرِجالْ
بِمناقب الملك الجَوادْ
وَالصَدر ذو الصَدر الرَحيبْ
وَالنَصر وَالفَتح القَريبْ
وَالحلم وَالفهم العَجيبْ
ربى اليَتيم مَع الغَريبْ
وَسَقى فَأَروى كُلَّ صادْ
وَسِزُوسْتريسُ أَبو الصفاحْ
وَالسمر في يَوم الكِفاحْ
أَسدى لِدَولته النَجاحْ
وَبِأَرضِهِ غَرَس الفَلاحْ
وَلِمَصره بِالعَدل جادْ
وَاِمتازَ مِن بَين الكِرامْ
عِندَ الأَعادي بِالهمامْ
وَأَذاقَهُم كَأس الحَمامْ
وَسَطا عَلَيهم بِالحسامْ
فَأَبادهم فيمَن أَبادْ
وَهُوَ الَّذي قسم الزَمامْ
بَينَ الوَرى وَرَعى الذمامْ
وَبعزمه قمع اللئامْ
وَبِحَزمه شَهد الأَنامْ
وَجَرى اليَراع مَع المِدادْ
وَسَعيدنا يَوم القِتالْ
لَيث الكَريهة وَالنِزالْ
ما مثله عِندَ النِضالْ
شَهم تَذل لَهُ الرِجالْ
وَتَهابُهُ فرق العِنادْ
وَهوَ الَّذي مَسح البِلادْ
وَأَراحَ بِالعَدل العِبادْ
وَاللَه وَفق لِلسَدادْ
هَذا العَزيز أَخا الرَشادْ
وَبِهِ أَعز أَولى الجِهادْ
كَم سارَ في صَعب الجِبالْ
في إِثر أَرباب الجِدالْ
وَسَعى إِلَيهم بِالعوالْ
وَأَذاقهم طَعم الوبالْ
فَتبدّدوا في كُل وادْ
ناخُوسُ في وَصل البَحارْ
خابَ الرَجا مِنهُ وَحارْ
وَالعُرْبُ أَرباب الفَخارْ
لَم يَلحقوا مِنهُ الغبارْ
وَالداوري بِالقَصد سادْ
وَالرُوم أَصحاب الطَرَبْ
في مَصر قَد بَلَغوا الأَرَبْ
فَجَلاهمُ عَنها العَربْ
أَهل الشَهامة وَالرتبْ
وَأُولو السَماحة وَالرَشادْ
وَسَعيدٌ الصَدر الكَريمْ
ذو البَأس وَالخُلُق العَظيمْ
وَالحَزم وَالسَير القَويمْ
وَالحلم وَالقَلب الرَحيمْ
في مَصر للإنصاف شادْ
وَمحا الفَواطمَ بِالسُيوفْ
عَنها اِبنُ أَيّوب الرؤوفْ
وَسَقاهمُ جرعَ الحتوفْ
وَجَلا عَن الشام الصُروفْ
بِالسُمر وَالبيض الحدادْ
وَالداوريّ أَبو اللغاتْ
وَأَخو الحَماسة وَالثَباتْ
في مَصرَ كَم مِن مُكرماتْ
ظَهرت لَهُ بَين الثِقاتْ
وَبِهِ تَوارى بَغيُ عادْ
وَالظاهر اللَيث الهصورْ
بِيبَرسُ قَد مَلك الثُغورْ
وَأَمات أَحزاب الفَجورْ
وَأَزال عَن مَصر الفُتورْ
وَأَنالَها طَيب الرقادْ
وَسَعيدٌ الصَدر المهابْ
أَبدى بِها العَجب العِجابْ
وَبِهِ تَسهلت الصِعابْ
وَهَدى إِلى سُبل الصَوابْ
وَالربح مِن بَعد الكَسادْ
وَمحمدُ الاسم عَليّ
مُنسي الزَمانِ الأَوّلِ
أَسدى لَها القَدر العَلي
بِالحَزم وَالفَضل الجَلي
فَسَمت بِهِ فَوق الشِدادْ
وَبجمعها الجم الغَفيرْ
قَمع المعاندَ وَالمبيرْ
وَعَلَيهِ قَد سهل العَسيرْ
في فَتح نَجدٍ مَعْ عَسيرْ
وَخُضوع سُكان البَوادْ
وَالزنج بِاؤوا بالوبالْ
لَما تَعاصوا بِالجِبالْ
وَلحيِّهم سار الرِجالْ
فَتجرّعوا كاس النِكالْ
بِشهامة تفري الفؤادْ
وَأذلّ مُوراً بِالجُنودْ
لَما تَجاوزت الحُدودْ
وَبغاتها سَكَنوا اللحودْ
وَكماتنا داسوا الخُدودْ
بِحماسة فَوقَ الجِيادْ
أَكرم بِهم عِندَ الهُجومْ
مِن فتية قَهروا الخُصومْ
وَكَسَوهمُ ثَوب الهُمومْ
وَالطَير قَد عافَ اللحومْ
في كُل مُعترك وَنادْ
وَالنَصر مِن مَصرٍ حصلْ
بِسِلِسِترا بَينَ الدولْ
وَالروس أَرباب الحيلْ
في أَرضها تَرَكوا الأَجلْ
بَعد العَنا وَالاجتهادْ
وَجُنودنا يَوم الغبارْ
قَلبوا اليَمين عَلى اليَسارْ
وَشَهيدهم لِلخُلد سارْ
مُتحلياً بِحلى الفَخارْ
مِن بَعدِ ما كَسر السَوادْ
وَسُيوفُنا عِندَ القِراعْ
تَشفي الرؤس مِن الصداعْ
وَصَغيرنا شبل البِقاعْ
يَخشاه في الكرّ الشُجاعْ
وَيفرّ مُنقطع النِجادْ
وَعَميدنا اللَيث الشَديدْ
في الحَرب طالعُه سَعيدْ
وَبِرَأيِهِ السامي السَديدْ
سَيَكون تَأييد جَديدْ
لِلدين فَهوَ لَهُ عِمادْ
لم لا وَذا الصَدر النَبيهْ
شبل تَأسَّد عَن أَبيهْ
هوَ في الحُكومة يَقتفيهْ
وَيَصدّ عَن مَصرَ السَفيهْ
وَيردّه أَيَّ اِرتِدادْ
وَبذوق دَولته السَليمْ
وَسُلوك حضرته القَويمْ
أَنشا مُعسكرَه النَظيمْ
فَسما عَلى الطَرز القَديمْ
بِثباته وَالاتحادْ
وَاهتمّ في هَذا النِظامْ
بِالحَزم كُلَّ الإهتمامْ
حَتّى لَقَد شَهد الفخامْ
لِجنودنا بِالإحتشامْ
وَلَهُ بِحُسن الإنتقادْ
أَو ما تَرى الآن الجُنودْ
تَحتَ البَيارق وَالبُنودْ
في زينة مِنها الحَسودْ
ذو الضَغن وَالقَلب الحَقودْ
يمسي وَيُصبح في كبادْ
أَو ما تَرى بَين البِطاحْ
قرّابةً أَلفوا الكِفاحْ
وَتَأهبوا عِندَ الصَباحْ
لِدُروس تَعليم السِلاحْ
وَجَميعُهم فيها أَجادْ
أَو ما تَرى بَينَ الصُفوفْ
خَيالةً سَلّوا السُيوفْ
وَسَطوا وَهم شمُّ الأُنوفْ
بِجسارة تَدَع الأُلوفْ
متأوّهين عَلى الوسادْ
أَو ما تَرى الزرخ الكماةْ
مِن فَوق مَتن العادِياتْ
لَهُمُ لَدى الهَيجا ثَباتْ
عِندَ التَجمع وَالشَتاتْ
وَالقُرب بَعدَ الإبتعادْ
أَو ما تَرى وَالنَقع ثارْ
صيت المُهندس في اِشتِهارْ
وَعَلى مَعارفه المَدارْ
بِاللَيل مِن قَبل النَهارْ
في الكَشف عَن أَيّ اِمتِدادْ
أَو ما تَرى كوبريّ مَصرْ
في النيل مَنصوباً كَجسرْ
وَالجَيش مرّ بِهِ ببشرْ
لا خَوف يَعروهم وإصرْ
مِن بَعد ما نادى المُنادْ
أَو ما تَرى يَوم الطِعانْ
طوبجيةً نَصبوا الهَوانْ
وَالخَصم أَضحى في الهَوانْ
مِنهُم وَقَد أَلوى العَنانْ
يَبغي النَجاة فَما اِستَفادْ
داناتُ آباس الشرومْ
وَقَنابرُ الحَتف الرَجومْ
قَد مارسوها في الهُجومْ
لِفتوح ما سلك الخُصومْ
مِن كُل حصن لا يرادْ
فَاِنظُر إِلى نَظم الجَميعْ
وَلباسهم ذاكَ البَديعْ
وَاشكر عَلى هَذا الصَنيعْ
الصَدر ذا الجاه الرَفيعْ
منسي بِطارفِهِ التلادْ
كَم فاز في يَوم الخِصامْ
هَذا الخديوي بِالمَرامْ
وَبِهِ عَساكرُه الكِرامْ
طافَت وَقالَت بابتسامْ
عاش المَليك كَما أَرادْ
بِالأَرض كَم أَمسى يَجولْ
فَوقَ السَفائن وَالخُيولْ
وَعداه حاصرها الخمولْ
مِنهُ وَلَم يبرَح يَصولْ
حَتّى أَجابَت بِانقياد
لَما بِهِ سَمح الزَمانْ
مِنهُ أَضاءَ لَنا المَكانْ
وَوجوده لِلكَون زانْ
وَبِعَدله عَمَّ الأَمانْ
وَلِمَن بَغى فَرشَ القتادْ
وَالقرن لَم يَصبر عَلى
أَهوال عَسكره وَلا
لاقاه يَوماً مُقبِلا
إِلا وَأَوسَع في الخَلا
عَن أَهلِهِ وَعَن المهادْ
يا مَصر قَد طابَ السُرورْ
الآن وَاِنشَرَحَت صُدورْ
وَالعز لازِمه الحبورْ
وَالسَعد في كُل الأُمورْ
آلى عَلى حفظ الوِدادْ
وَالبَدو لَما أَفسَدوا
في أَرضنا وَتَمرّدوا
وَعَلى الجِبال تَجرّدوا
لِقتالنا وَتَعدَّدوا
لاقوا مَصاباً لا يعادْ
وَسَعى إِلى نَحو الصَعيدْ
في إثرهم هَذا السَعيدْ
وَأَذاقَهُم بَأسَ الحَديدْ
فَتَفرَّقوا في كُل بيدْ
وَقَضى عَلَيهم بِالبعادْ
وَبِجَيشه صاحَ النَفيرْ
هَل لِلأَعادي مِن مُجيرْ
مِن سَيف مَولانا الوَزيرْ
الداوري نَعم النَصيرْ
مَن لا يُعاديه مُعادْ
في حَملة الصَدر الخَطيرْ
بِالطوب وَالأَبس الكَبيرْ
كَم مِن جَريح أَو أَسيرْ
يَبكي على الفعل النَكيرْ
لَما رَأى هَول المعادْ
لَكنه عَنهُم عَفا
بَعد القَطيعة وَالجَفا
وَفُؤاده لَهُمُ صَفا
عِندَ الهِداية وَالوَفا
وَالكَف عَن فعل الفَسادْ
هَيا بِنا نرضى السَعيدْ
بِالقَول وَالفعل الحَميدْ
وَالحَزم وَالبَطش الشَديدْ
وَالضَرب وَالطَعن المُبيدْ
لِنفوز في يَوم الثَنا
هَيا بِنا يا جُندَنا
هَيا نُلاقي ضدَّنا
هَيا وَمَن يَبغى لَنا
حَرباً نريه بَأسنا
وَاللَيل معتكر السَوادْ
هَيا سريعاً دافِعوا
هَيا جَميعاً مانعوا
هَيا عَلَيهم قاطعوا
هَيا إِلَيهم سارِعوا
وَاستصحبوا أَلف السهادْ
يا عصبة الفَرد الصَمَدْ
لا يَلتفت مِنكُم أَحدْ
هَيا اِفتَحوا الدَرب الأَسدّ
فَإمامكم هَذا الأَسَدْ
في حدّ صارمه النفادْ
سيروا عَلى جَمر الغَضى
سُوقوا إِلى الباغي القَضا
بِالبيد واسعة الفَضا
حَتّى تَفوزوا بِالرضا
مِنهُ وَحسن الإعتقاد
هيموا بِما فَوق الأَملْ
سُودوا عَلى جُند الأَولْ
عِندَ العجاجة بِالعَمَلْ
فَسَعيدكم هَذا البَطَلْ
رُبِّي عَلى ظَهر الجَوادْ
همُّوا بِما فيهِ الغِنى
لَكُمُ وَلَو جَلَب العَنا
وَاسعوا إِلى كسب الثَنا
في عَصرنا عَصر الهَنا
بِالطَعن مِن غَير اِقتِصاد
هَيا بِنا أَهلَ اليَقينْ
لِلصَدّ عَن دين الأَمينْ
مَن هدّ ركنَ المُشركينْ
مَن جاءَ بِالفَتح المُبينْ
وَالأَرض أَحيا بِالعهادْ
فَعَليهِ دائِماً السَلامْ
ما فاحَ مسكٌ في الخِتامْ
أَو ما بَدا بَدرُ التَمامْ
في عَصر والينا الهمامْ
مَولى البَرايا خَيرِ هادْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح مجدي بك

avatar

صالح مجدي بك حساب موثق

مصر

poet-Salah-Magdy@

698

قصيدة

1

الاقتباسات

338

متابعين

محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد ...

المزيد عن صالح مجدي بك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة