الديوان » مصر » صالح مجدي بك » حلت بقلبي وهو غير كليم

عدد الابيات : 51

طباعة

حلت بِقَلبي وَهُوَ غَير كَليمِ

هَيفاء تُغضي عَن سؤال كَريمِ

حَسناء تبخل بِالوِصال عَلى فَتى

يَلقى مِن الهِجران كُلَّ أَليم

وَيَهيم مِن وَجد بذكر حَديثها

في جنح لَيل بِالسهاد بَهيم

وَيَقول يا طرفي نظرت لحسنها

فَتركتني مِن خَدِّها بجحيم

وَنصبتني غرضاً لنبل عَواذل

يَمشون فيما بَيننا بِنَميم

وَأَراكَ يا سَمعي صغيت لنغمة

فيها بِصَوت في الغناء رَخيم

فبريت جسمي بِالغَرام وَلَم تَدَع

لي غَير عَظم لاصق بِأَديم

وَالآن أَفدي ظبية الأُنس الَّتي

هِيَ مِن بَنات سراة شَعب تَميم

وَهِيَ التي ملكت فؤاد متيمٍ

صَعب الشَكيمة لا يَميل لريم

وَرمته عَن قَوس الحَواجب عنوة

بِسهام لحظ ما رثَى لِسقيم

ففرته إِلّا ما حَواه سَريرُها

بِجوار خَير الدين خَير زَعيم

هُوَ ذَلِكَ البطل الَّذي بِسَداده

في رَأيه يَبدو نتاج عَقيم

وَلَهُ بِمضمار العُلوم سَوابق

مِن دُونِها أَفراس كُل عَليم

وَعَلى شَهامته وَوافر حَزمه

قامَ الدَليل لراحل وَمُقيم

وَالصادق الملك الخَطير لَهُ اِنتَضى

سَيفاً لِقَمع معاند وَغَريم

فَمحا رُسوم الجُور بِالعَدل الَّذي

أَحيا مِن الأَوطان كُل رَميم

وَاِمتاز في تَدبيره بِرياسة

وَسِياسة نجحت بِكُل جسيم

وَبفضلِه شهد العداةُ وَحسبُهُ

شَرَفاً شَهادةُ حاسدٍ وَخصيم

يا أَيُّها الصَدر الَّذي لِجَنابه

بسمت ثُغورُ بَشائر وَنعيم

وَترنمت فَوق الغُصون بَلابل

بِبَديع مَدح في علاه نَظيم

وَالسَعد أَقبل لِلتَهاني بِالمُنى

في العيد يَحمله عَليل نَسيم

وَعَنادل العَليا عَلَيهِ خَطيبُها

أَثنى فَحياه بِوَجه بَسيم

أَنتَ المؤيد يا موفق بِالنهَى

في كُل مَشروع لَدَيك عَظيم

وَلأَنت ذو قَلب رؤف محسن

بِالعالمين مَدى الزَمان رَحيم

وَلَكَ المَعارف في المَدارس أَشرَقَت

بِحسينٍ السامي أَجلّ حَميم

وَوزارة الحَرب اِزدَهَت مِن رستم

بحميد سَير في الجُنود قَويم

وَسَمَوت بِالخلق الجَميل عَلى الوَرى

في كُل أَمر حادث وَقَديم

وَلَكَ اِستَقام الملك وَانتظمت لَهُ

أَحوال تُونس رَغم أَنف ذَميم

وَأَصبت بِالشهب الثَواقب حسبة

لَلّه مُهجة ماردٍ ورجيم

وَمَلأتها مِن بَعد شدّة خَوفِها

أَمناً بِهمة حاكم وَحَكيم

وَدفعت عَنها كل سوء نالَها

فِيما مَضى مِن ملحد وَأَثيم

وَمِن الضَياع حفظتها بتداركٍ

أَودى عَلى عجل بكيد لَئيم

وَبيمن طالعك السَعيد تنعمت

بِالخصب مِن بَعد ارتعاء هشيم

وَأَزلت بِالإِنصاف عَن أَجفانِها

أَقذاءَ ظلمٍ لِلعِباد وَخيم

فَكَأنك الفاروق قامَ بِنَصرِها

ما بَين أُمة زَمزم وَحَطيم

وَكَأنَّها أُمّ القُرى بِكَ بَعدَ ما

طهرتها مِن مارق وَزنيم

وَكَسَوت فيها الملك حلة سؤدد

جَعلت ثناك غِذاء كُل فَطيم

وَجَلَوت عَنها غَيهَب الجَهل الَّذي

قَد كانَ يفعل فعله بِكظيم

وَنشلتها مِن دَينها بِصَرامة

لَم يَبق فيها مِنهُ غَير رَسيم

فَلِمَن يَراك بِها مَسرّةُ واثقٍ

بِنجاحه مِن فَيض بحر كَريم

وَلَها بِوَجهك كُل يَوم دائِماً

عيد يَعود مِن الصَفا بِعَميم

وَلي الهَنا حَيث اِنتَميت لِدَولة

أَنتَ الملاذ بِها لِكُل خَديم

فَاقبل مَدائح مخلص لَولاك لَم

يوصف بِذَوق في المَقال سَليم

وَاسمح بِحُسن رضاك عَن تَقصيره

في سَرد ما لَم يُحصه بِرَقيم

وَانعم على الشَهم السَعيد بِنَظرة

فيها اليَسار لمعسر وَعَديم

فَلَقَد حَباني مِنكَ بِالقُرب الَّذي

يَعلو بِهِ في الكَون قَدر نَديم

وَهُوَ الحَريص عَلى القيام بخدمة

تَخفى عَلى إِدراك كُل فَهيم

وَهُوَ الأَمين بِمصر أَول شاكر

لَكَ في المَحافل عِندَ كُل فَخيم

نعم الوَكيل عَن الأَصيل المُرتَضى

تاج المُلوك إمام كل حَزيم

لا زلت لِلملك المعظم صاحِباً

وَمُلقَّباً في مُلكه بِقسيم

ما قلت في العيد الكَبير مؤرِّخاً

يَصفو لِخَير الدين عيد حَليم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح مجدي بك

avatar

صالح مجدي بك حساب موثق

مصر

poet-Salah-Magdy@

698

قصيدة

1

الاقتباسات

338

متابعين

محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد ...

المزيد عن صالح مجدي بك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة