الديوان » عمان » المعولي العماني » خليلى هل بعد السنين الغوائر

عدد الابيات : 43

طباعة

خليلىّ هل بعد السنين الغوائرِ

رجوعٌ لأيام الشباب الغوابرِ

وهل جيرةٌ بالمنحنى شتَّ شملُهم

أم الشملُ مجموعٌ بساحةِ حاجرِ

وهلْ ذاكرٌ ذاك الحبيبُ الذي نأَى

عهوداً تناساهن أمْ غيرُ ذاكرِ

عهودُ هوى لم يمحُها من قلوبنَا

كرورُ عشياتٍ ومرُّ بواكرِ

ولما مررْنا بالديار التي عفَتْ

سقَينا ثراهَا من شئون المحَاجرِ

فظَلنَا بها نبكى وهلْ ينفعُ البُكا

بِأرجاءِ ساحاتِ الرسومِ الدوائرِ

ديارُ اللّتيَّاليس فيها مؤانسٌ

يُرى غير غزلان الظباءِ النوافرِ

فتاةٌ لها وجهٌ يضىءُ كأنه

إضاءةُ بدرٍ في دُجنَّةِ كافرِ

وجفنٌ سقيمٌ فاتنُ اللحظِ فاترٌ

كحيلٌ فما وَجْدى عليه بفاتِر

وسالفةٌ كالسيفِ سُلَّ بغمده

وجيدٌ كجيدِ الظبىِ نزهةُ ناظِر

وصدرٌ به حُقٌ من العاجِ قاعدٌ

ولكن له فِعلْ القنا المتشاجرِ

وخصرٌ لها واهٍ ضعيفٌ كسلوتى

وردف كَدِعصِ الرمل ملءُ المآزر

من الخِفراتِ البيضِ دُعجُ عيونِها

إذا نظرتْ تَسْبى الوَرَى بالنواظِرِ

حياةٌ لذِى موتٍ وموتٌ لعاشقٍ

وداءٌ لذى بُعْد وسَلْوَةُ خَاطرِ

فَدعْهَا وسَلِّ القلبَ عنكَ بمدحِ مَنْ

صغَى لعلاهُ كلُ بادٍ وحاضرِ

هُوَ الملكُ الهادِى أبو العربِ الفتَى

سلالةُ سلطانِ بنِ سيفِ المُنَاصِرِ

لهُ جوُد كفٍّ لا يقاسُ بأولٍ

وبحرُ عطاءِ لا يقاسُ بآخِر

سَمَا مُشْمَخِرّاً فوق هام السُّها على

ملوكِ البرايا بالندَى المتواترِ

فتًى همُه كسبُ المحامدِ والعلا

وتفريقُ مالٍ بين ناهٍ وآمرِ

له منطقٌ يعطى الرجال فَطانة

وغرةُ وجهٍ كالشموسِ السوافرِ

زيارَتُه تجلى القلوبَ من الصدَى

ورؤيا محياه جلاءُ الخواطرِ

أفادَ الموالى من سَخاوَته كما

أبادَ المعادى بالقنا والبواتِر

إذا صالَ ما بأسُ الأسود الخوادر

وإنْ جادَ ما جودُ البحار الزواخرِ

شديدٌ على الأعداءِ لكنَّ دأْبَه

إذا ما جنَى الجانى له عَفُو قادرِ

زكَا عنصراً من دَوْحةٍ يغربيّة

تعالتْ سموّاً من كرامِ العناصرِ

فأنت الفتَى وابنُ الفتى وأبو الفتى

أولئك تُتْلى ذكرُهم في المنابرِ

ورئتَ العَلا والمجد والحلمَ والحِجَى

وبذل العطايا مِن جدودٍ أكابرِ

عممت جميعَ الخلق عدلا ورحمةً

فأضحى مطيعا كل برٍّ وفاجرِ

وأضحى الذي أضْحى بربك كافرا

مقرّاً بإسداءِ الندى غير كافرِ

ولا زلتُ أستقرى الخلائقَ كلهم

فلم أرَ فيهم غير مثنٍ وشاكرِ

فيا ابنَ الكرامِ الأولين تعطُّفاً

لِذِى مقةٍ صافى المودةِ زائرِ

كساكَ من المدح اللبابِ ملاءةً

بها تاهَ حتى قال هلْ من مُفاخرِ

تزيدُ على مرِّ الليالى تجدداً

فلم يُبْلِها من صرفه المُتغَايرِ

قوافٍ من الشعرِ الذى فاقَ نظمهُ

بِطرسٍ بدتْ كاللؤلِؤ المُتنَاثِر

أتَتْك تهادَى كالعرائس قُلدَتْ

قلائدَ دُرٍّ في عقُودِ الجواهرِ

إذا أنشدتْ في محفلِ الجمعِ جهرةً

تفتشُ عن مكنون سرِّ الضمائرِ

فلو سمعتها الجاهليةُ قومنا

أضلّت بأبصارٍ لهم وبصائرِ

منزهةٌ تاهتْ على أخواتها

بمعنى دقيقٍ في العبارةِ ظاهرِ

فأنتَ لها كُفءٌ وفٍ فتملَّها

وأظهرْ لها حسن القبول وبادرِ

هي الجوهرُ الشفَّافُ لا يستحقُّها

سِواكَ من الساداتِ يا ابنَ الأكابرِ

وهبْتُكَها أرجو بها الفوزَ في غدٍ

من اللَّه ربٍّ خالق الخلق غافرِ

ودمْ وابقَ محروسَ الجنابِ مظفراً

وضدُّك معكوسُ المنى غيرُ ظافرِ

وعشْ ما بدتْ شمسُ النهار وغردتْ

حمائم في غصن من الأيكِ ناضرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعولي العماني

avatar

المعولي العماني حساب موثق

عمان

poet-Maawali-Omani@

205

قصيدة

57

متابعين

محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة ...

المزيد عن المعولي العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة