الديوان » العصر العثماني » علي الغراب الصفاقسي » أيأبى عذولي أن يكف عن العتب

عدد الابيات : 35

طباعة

أيأبى عذُولي أن يكفّ عن العتب

وقد صحّ في حكم الهوى عندهُ قلبي

دع اللّوم عنّي واعذل الحبّ هل ترى

يُخلّصني التقليدُ من ربقة الحبّ

على أنّني مُستعذب لعذابه

أأبصرت من عدّ العذاب من العذب

إذا منّ لي طيفُ الخيال بزورة

نهاهُ سُهادُ الليل زجرا عن القرب

تُغالطني بالطّيف عن وعد وصله

غُرُور الأماني للتّبرّي من الكذب

فللّه أيّام تقضّت برامة

تقولُ لضيف الشوق انزل على الرّحب

فلم نر من عين بها غير نرجس

ولا واشيا إلا الأزاهر بالقضب

يُناولني الرحات من راح ثغره

ومُقلته ظبيٌ غريرٌ من العرب

لكأس الحميّا من مراشفه حيا

ألم ترها تحمرُّ في حالة الشّرب

وليس حبابٌ ما علاها وإنّما

تستّر منها الوجه خوفا من الثّلب

على دافق يلهو وروض أزاهر

بذات المثاني والمثالث والنّقب

يحثُّ مطايا الكأس شاد بلحنه

غدا مُعربا عن لحن داوُود بالنّصب

وقد راح يُزري بالقريض إذا شدا

بمدح علي باي المجلّي دُجى الخطب

هُو ابنُ حُسين المالك الأعدل الرضى

صبورٌ عن الشّحناء مُغمر عن الذّنب

مليكٌ بماضي العزم والرّأي مُقتد

خواطرُهُ عن كلّ مُستقبل تُنبي

لهُ الرُّتبةُ العلياءُ والمنزلُ الّذي

به هامةُ الجوزاء في رتبة الكعب

تعالى إلى الافاق حتى انتهى إلى

مداها علا عنها وقالت لهُ حسبي

إذا رُمتُ إيجابا لسلب ضرُورة

فيحكمُ في الإيجاب فيها مع السّلب

أمولاي دُم في الملك دهرك آمنا

بغير خلاف في الدّوام ولا شغب

فبويعت يا ملك الورى بيعة الرّضا

بغير نزاع في التولّي ولا غصب

على أهل إفريقيّة من صبرها

بكم منّت الوطفا على الأرض بالخصب

عليك مدارُ الأمر صار جميعه

كما دارت الأفلاكُ طُرّا على القطب

بملكك ضاء الأفقُ حتّى توهّمت

أهو الشّرق أنّ الشّمس لاحت من الغرب

لقد سرت في جيش من الأسد حافل

فكشّفت عن غمّ وفرّجت عن كرب

حللت بدار القيروان بجحفل

فخلنا بُدُور الأفق حلّت مع الشّهب

وفسطاطُك الميمونُ حين نصبتهُ

ظننّا رياض الزّهر في أخضر العشب

فسعدُ سُعود الملك أنت وإنما

خباؤُك فيها سعدُ أخبية النّصب

وشرّعت أحكاما بها عُمريّة

فأصبح منها الشّاءُ يرى مع الذّئب

لئن أقبلت كلُّ القبائل وانثنت

بطيب الثّنا والحمد تُثنّي على الرّب

لكم كلّ يوم من ندى يدكم يدا

رأى النّاسُ منها الخصب في زمن الجدب

لكلّ امرئ في الدّهر من صدقاتكم

يسارُ يد منهُ كفته عن الكسب

لطاعتك الأيّامُ دانت فلو بها

دعوت ثبيرا جاء يسعى على الترب

فلولا اسمك الميمونُ في كلّ مشهد

لخلناك عيسى جاء في أعدل الحقب

فلا زلت في حرز منيع ورتبة

ترى من عُلاها رُتبة الشّهب في حجب

بجاه رسُول الله أفضل شافع

وعترته الأبرار والال والصّحب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي الغراب الصفاقسي

avatar

علي الغراب الصفاقسي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Ali-Ghorab-Sfaxien@

394

قصيدة

48

متابعين

علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن. شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس. انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا ...

المزيد عن علي الغراب الصفاقسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة