الديوان » العصر العثماني » علي الغراب الصفاقسي » مالي عن مورد الهوى صدر

عدد الابيات : 84

طباعة

مالي عن مورد الهوى صدرُ

يلحُّ منّي العذُولُ أو يذرُ

وكيف أسلو عن الهوى وله

سيف على العاشقين مُشتهرُ

أما عصت عُذّ إلي مطامعها

في سلوتي عن هواهُ واقتصرُوا

وأيقنوا أنّ في الملام لهم

نقيض ما حاولوهُ وانتظرُوا

وأنّ أطماعهم وإن عظمت

ليس لهم في بُرُوقها مطرُ

حظّي من الوصل مثل حظّهمُ

من سلوتي عن هواهُ مُفتقر

لم يقض في وصله وتسليتي

عن حُبّه لي ولا لهم وطر

أما درى العاذلون عذلهمُ

يُغري بي الحبُّ كلّما كثرُوا

كأنّهم بالسّلوّ إن أمرُوا

نهوا وفي الحبّ إن نهوا أمرُوا

مالي بطرق السّلوّ مخبرة

لكن بطرق الغرام لي خبرُ

كأنّ مُرّ الغرام من شغفي

شهد وشهدُ السّلوّ لي صبرُ

إخالُ من شقوتي مُكدّره

صفوا على أنّ صفوهُ كدرُ

مالي من مذهب الهوى بدل

كلا ولا عن حماهُ مُزدجرُ

قُوى اصطباري عن الهوى ضعفت

من لي بقلب عليه يصطبرُ

ان رُمتُ سترالهوى أذاع به

واش من الدّمع ليس يستترُ

لحبُ من في الفؤاد منزلهُ

سُلطانُ قهر عليّ مُقتدرُ

جُندُ هواهُ عليّ مُنتصر

وجُندُ صبري عليه مُنكرُ

إن يغفر الذّنب في هواهُ فما

لديث ذنب السّلوّ مُغتفرُ

لا أنتهي عن غرام من شهدت

بالحسن فيه البادُون والحضرُ

ظبيٌ كحيلُ الجفوان فاترُها

ما إن لليلي بسحرها سحرُ

نواعس للغرام مُوقظةٌ

في مُقلتي من نُعاسها سهرُ

إن أرسلت خلفهُ غدائرُهُ

تُرسلُ من سُحب مُقلتي غُدُرُ

في طُولها الشّعرُ طال والهفي

ممّن به الشّعرُ طال والشّعرُ

عُذّبتُ من ورد وجنتيه وما

جنيت لكنّهُ جنى النّظرُ

بدت مُحيّاهُ روضة فجرى

من ماء عيني لروضها نهرُ

يُخجل شمس الضّحى أليس يُرى

في وجهها كلّما بدت خفرُ

من نظم دُرّ بفيه أشغلني

بدرُ نظم من دُونه الدُّرر

يا رامي الجمر في الحشا ودمي

في الحبّ من سيف لحظه هدر

لاترم في مُهجتي الجمار ولي

دمٌ به تركهنٌ ينجمرُ

سهامُ جفنيه في الفؤاد لها

ضربٌ بكسر الفؤاد يختبرُ

لم ينقسم في الهوى لغيرك بل

مُباينٌ للسّلو ومُنكسرُ

يا قامة الغصن في الرّياض غدا

طائر قلبي عليه ينهمرُ

بكاسر الجفن صدت طائره

من وكره فغدا للهوى وكر

جسمي أفنيتهُ والدُّموع فلا

عين بجسمي باق ولا أثرُ

ضنّ زماني به عليّ كان

عليه منّي بقله غيرُ

يُخلفُ وعدي به ويمطلني

ويزدري بي لهُ ويحتقرُ

مالي ثوبٌ من الحظوظ به

أحاط بين الورى وأتّزرُ

إن أنت يا دهرُ رُحت تمنعني

حظّي من وصله وتنتهرُ

فلا أبالي فإنّ حظّي من

مُحمّد بن الأمير يُنتظرُ

المالكُ الكاملُ الّذي نُصبت

لهُ على مفرق السّهى سُرُرُ

نجلُ مليك الملوك من ضعفت

عمّا حوى الأوّلون والأخرُ

من أشرقت في الورى شهامتهُ

شمسا وليلُ الحُروب مُعتكرُ

سيفٌ على المعتدين مُنصلتٌ

سيلٌ إلى المعتفين مُنهمرُ

مُوفّقٌ بالإلاه مُعتضدٌ

مُظفّرٌ في الحُروب مُنتصرُ

إذا انتضى البيض وارتدى سُمرا

فالبيضُ ترتاعُ منهُ والسُمرُ

من رام يُبدي الخلاف عنهُ فقد

هانت عليه الحياةُ والعمر

ورُبّما خالفت لشقوتهم

قومٌ بنعماء فضله بطرُوا

ما أثمرت دوحةُ الخلاف لهم

وهل خلافٌ يُرى لهُ ثمرُ

لو خالفتهُ الجبال وافقهُ

في قطعها صارٌم لهُ ذكر

كأنّما دائما يُتابعهُ

في ما يُريدُ القضاءُ والقدرُ

لو زُجر الدّهرُ عن إسائته

بسطوة منهُ راح ينزجرُ

هو المليك الذي عزائمه

تشرق منها الكواكب الزهر

هُو المليكُ الّذي مفاخرُهُ

على مُلوك الأنام تفتخرُ

ذُو همّة بالسّماك قد قُرنت

ورُتبة كلّ دُونها البصرُ

عدلُ الملوك الذي به اعتدلت

أمزجهُ الدّهر وانتفى الخدرُ

آراؤُهُ في الأمور تعجزُ عن

إدراكهنّ العقول والفكرُ

إذا لها استنبطت قريحتهُ

جاءت بعين الصّواب تنفجرُ

لو أنّ سار بها استضاء دُجى

ما شكّ في أنّ رأيهُ القمر

إن يقفُ في الرأي مثل والده

والعزم والحزم حين يبتدرُ

لا غرو إذ مُثمرُ الفروع به

تُنبي عن طيب أصلها الشّجر

ملكٌ لهُ راحةٌ إذا انبسطت

فزاخرُ البحر عندها جزر

تبدوُ من كفّه وغُرّته

يوم النّوال البدُورُ والبدُرُ

إذا بدا وهو فوق سابحة

ترى عُقابا من فوقه قمرُ

لهُ معاني الاداب قد كشفت

محاسنها عن سواهُ تختمرُ

نثرُهُ يفضحُ النّجوم سنى

والدُّرُّ من نظمه لهُ بهرُ

لا غرو إن خطّ مُهرقا فغدت

فرائدُ الدُّرّ منهُ تنتثرُ

فإنّما الكف منهُ بحرُ ندى

ومن سوى البحر لاتُرى الدُّررُ

بني علىّ أمست مآثرُكم

إن تُحص تُحص الرّمالُ والمدر

ما كلُّ فخر علا ومنقبة

إلا غدا في عُلاك ينحصرُ

مآثرُ منك ما سُبقت بها

بل أنت باد لها ومُبتكرُ

تهنا بالخلعة الّتي نُشرت

عليك والخلقُ لها حولها نُشروا

طوق تطوّقت من عُلا ملك

دانت إليه الأملاكُ والبشرُ

من آل عُثمان من لهم دُول

أيّامُكم في جباهها غُررُ

فابشر وفُز أيّها المليكُ بها

خلعة عهد عليك تنتشرُ

وانعم بعيد أتاك في فرح

سُرُورُهُ في حماك مُعتمرُ

بعيد فطر فطرت فيه على

عهد مدى الدّهر ليس ينفطرُ

واسعد بدار حللت ساحتها

بها لك السّعدُ دام والعمرُ

فهاك منّي قصيدة شرُفت

تغرُ منها القصائدُ الغررُ

فريدةُ الحسن ما لها ثمن

بمثلها لا يجيءُ مُتّجرُ

إن طال مدحي لكم فلا عجبٌ

مُطوّل المدح فيك مُختصرُ

سواكمُ بالمديح مُفتخرٌ

والمدحُ يسمو بكم ويفتخرُ

زففتها بعد عقدها لك من

بُيوت فكري ترجُو وتنتظرُ

تطلبُ الاشهاد من عُلاك وهل

عقدٌ بغير الإشهاد يُعتبرُ

لا زال أوج العلى بطلعتكم

تأويه شمسُ السعود والقمر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي الغراب الصفاقسي

avatar

علي الغراب الصفاقسي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Ali-Ghorab-Sfaxien@

394

قصيدة

48

متابعين

علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن. شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس. انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا ...

المزيد عن علي الغراب الصفاقسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة