الديوان » نور الدين نادر » لكنها تدور "من سيرة جاليليو جاليلي"

 
 
 مثلُ ريْشةٍ في أَشْتِيَةْ
 بينيْ وبين الأرضِ خطوةٌ وريحٌ عاتيةْ
 بينيَ والسماءِ نصفُ خطوةٍ مُواتيةْ
 على مشانقِ الكنيسةِ؛
 المواقيتُ تعود بي إلى الأمسِ
لوالدي الذي
 عاش فقيرًا يأكلُ الحَسْرةَ بالقراءةِ المُخْتلسَةْ
 يجلسُ فوق الصمغِ صمغ العيش
 ثمَّ يفْتِلُ التهميشَ بالوحْدةِ في متاجرِ الصوفِ
 وَيُشعلُ السؤالَ فوق شَمْعِ عمرِهِ
 ليَبدأَ التأليفَ للذين ينصبونَ من أشجارِنا مشنقةً للعقلِ،
 لابنتيَ التي وَهبْتُها لقتلي
 لزوجةٍ قالت لهم: "ليس على الأعمى حرجْ"
 ولستُ ضدَّ دينِكُمْ كما قضى التفتيشُ:
 أن تُقابلَ الكِلْمةُ حزَّ السيفِ
 أن يُطاردَ الطيرُ سدى في الأفقِ
 لكنها تدورُ كالحبالِ حولَ العنقِ
 لكنها تدورْ
 .
 .
 ونحنُ خلف الجبلِ المقدَّسِ انبرتْ لنا محضُ رؤى
 ذات فضولٍ:
 لم تزل في القطط البيضاء والسوداء فألًا
 تلعبُ الشوارعُ النردَ به
 والغولُ وَقْعٌ صارخُ الصيتِ
 والبحرُ موطنُ العفاريتِ
 والحبُّ مَشْروطٌ بحقِّ الليلةِ الأولى
 وفي زِقاقِ كلِّ شارعٍ كُهَّانُهُ:
 "يظلُّ مأْخوذًا من الناس''
يُقامُ فيهمُ لأجْلِ قُفْطانِ الملوكِ والصلاةِ/طاعة المُثولْ
 وكلُّ قُدَّاسٍ مَشَاعٌ لذبائحِ العقولْ
 لطالما المَذْبَحُ والمِنبرُ في قصر اللملوكْ
 لطالما الملوك في عباءةِ المقدَّسِ
 أو خلف سُلْطةِ المسدَّسِ
 والنور لمَّا يَسُسِ
 فالشمس في زوالْ
 لكنها تدور بالوَبالْ
 وما انتهتْ حَربُ الثلاثينَ سؤالْ!
 .
 .
 صَنعْتُ مِنظارًا لرؤيةِ المدى
 لربَّما أَقطفُ تفَّاحَ الرؤى
 من شجرِ المعرفةِ المجهولْ
 وكلُّ ذنبي أنني ارْتكبْتُ غلطةَ الفضولْ
 وما عَفَتْ خطيئةٌ بالندمِ
 لكنها تدورُ كالأَصفادِ حولَ القدمِ
 سبعون عامًا يا دمي
 أهذي، وأسمنْتيَّةُ السجنِ تجولُ في مغار الجسدِ
 وفي يدي سلاسلٌ من مسدِ
 وفي روائحِ الحوائطِ
 السؤالُ،          والجوابُ،
 والمنالُ،            والحُبابُ،
 والمآلُ              والعذابُ،
 والمُحالُ،             والشبابُ،
والصورْ
 
 لكنَّها تدور ُكالضبابِ في غَيمِ البصرْ
 وإنني ألقي حجرْ
                               في بِرْكِةِ الإنسانِ
                              في خطوه الهيمانِ
 وفوق ميدانِ الجبينْ
 أَيْنعَ تمثالُ اليقينْ:
 مَأْسَسَةُ الدينِ لتسْييْق البلادْ
 سَتبعثُ الفرعونَ ذا الأوتادْ
 ويُحْرمُ العقلُ من المرورْ
 من يُصْدِرُ الحكْمَ بحقِّي مرَّةَ
 قبل النشورْ
 ويُرجِعُ الفرْحةَ والمسرَّةَ
 وعمريَ المهدورْ
 طوبى لكلِّ قائلٍ جهورْ
 لكنها تدورْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نور الدين نادر

نور الدين نادر

12

قصيدة

نور الدين نادر زكي شاعر وصحفي ومندوب بيت الشعر المصري، تخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، فاز بعدة جوائز مصرية، منها: الاتحاد المصري للثقافة، ومسابقة طلعت حرب، ومهرجان إبداع "دورة صلاح جا

المزيد عن نور الدين نادر

أضف شرح او معلومة