الديوان » تمام طعمة » دينٌ بلا دينِ

عدد الابيات : 24

طباعة

يا لعنةَ الأرضِ ثُورِي في مَواعِينِي

ضميرُ أحلامنا دينٌ بلا دينِ

رتَّبتُ باسْمكِ آياتِ البكاءِ عسى

أنْ يُتقِنَ الملحُ أمواجَ الطواحينِ

ويَخرجَ الوحي من فانوسِ وحدتِه

في حَيرةِ الشعر بين الكاف والنون

رتَّبتُ ما تركَ الطوفانُ من دمِه

بين السكارى، وما ألقتهُ حطِّينِي

وما أضعتُ من الأسماء في قلقي

وكلَّ أغنيةٍ تبكي وتبكيني

مَشيتُ خلفِي كأنِّي لستُ أتبعُنِي

على الضَّحايا، وأشلَائي سكَاكِيني

وعُدتُ أدارجَ أفكارِي، تُمزِّقني

تغريبةُ العَصرِ بينَ الحِينِ والحينِ

مَشيتُ خلفي أمامِي دونَ أدعيةٍ

تلمُّ مَا نفثَ الناعونُ في طِينِي

مَشيتُني ما مشيتُ الليلَ، أدهشَني

أنَّ الطريقَ إليكِ الآن تمشيني!

وأنَّ كلَّ خطى في النارِ تبعثها

مواجِعِي تتَلاقَى في قرابينِي

فقرِّبينِي إلى عَينيكِ ثانيةً

قبلَ اخْتناقِ حُروفِي في عناويني

وقبلَ أنْ يَضربَ الأعصابَ منتحلٌ

زيَّ النبوَّةِ أو زيفَ الفَراعينِ

وقبلَ ميلادِ عيسَى في صَليبِ هوى

يعيدُ تاريخَ رومَا في الموَازينِ

وقربيني من النجوى ونزوتِها

وأبعديني وزيدِي في شَياطيني

وأغرِقيني وصبِّي في العيونِ دمِي

فلَمْ أعُدْ مثلمَا تَدرينَ – ذا النونِ

وذوِّبيني بفيضِ الروحِ وانتشِري

ملءَ الجفونِ بأوهامِي، ودَاوِيني

فقَدْ توضَّأتُ بالمعنَى الجديدِ، وما

عادَتْ إلى ذِكرِ أجدَادِي دوَاوينِي

كسرُتُ صوت غواياتِ الذين طغَوا

في أضلعِي، ورميتُ الحربَ ديني

وقلتُ لمّا سَقطتُ الآنَ في لُغتِي:

لا التِّينُ تينِي ولا الزَّيتونُ زيتونِي

ولا انقساماتُ هذا الكونِ تُسعفُني

بصمتِهِا، والمَرايا نصفُ تَكوينِي

أعدُّ فيَّ بلاد الله واحدةً

فيها توزعت حتى لا ألاقيني

من رملها جلدُ أحلامي، ومن دمها

ماءُ الحياة، إذا ما متُّ تحييني

وعينُ قلبي عليها، حين تخفقُ بي

نصير أرجوحةً في قلبِ مجنون

مَشيتُ خلفَ أمامَ الجرح، تسبقُني

خطيئَتِي، وأنا من حَيرتي دُونِي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن تمام طعمة

تمام طعمة

11

قصيدة

تمام حسين طعمة شاعر وكاتب قصة قصيرة سوري، درس الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق، صدر له: ظلٌّ يفرُّ من الجسد (ديوان شعر)، إلى آخر الريح (ديوان شعر)، كما حصل على العديد من الجوائز الأدبية العر

المزيد عن تمام طعمة

أضف شرح او معلومة