علّموا أولادكمْ حبَّ السّلامِ

علّموهمْ أنْ يُذلّوا للّئامِ

 

ردِّدوا أنّ النُّسورَ وقتها

قد مضىْ والفصلُ صارَ للحَمامِ

 

زيّنوا العيشَ لهُم حتّى ولوْ

كانَ مرًّا بمذاقِ الإنهزامِ

 

واجعلوهم يُبغضونَ الموتَ حت

تى ولو كانَ سبيلًا للدّوامِ

 

ارسموا الماضيْ لهُمْ ثوبًا رثي

ثًا وأحطابًا وقِدْرًا من سُخامِ

 

وافتقارًا وانكماشا وانغلا

قًا وجهلًا واندثارًا بالسّقامِ

 

كذّبوا شمسًا ضياها ما خبا

إنّما اخترتُم دهاليزَ الظّلامِ

 

كذّبوا شمسًا ضياها بُدّدت

إذْ أرادتْ حجبَه سودُ الغمامِ

 

واحْصُروا العلمَ إذا رادوهُ فيْ

نظريّاتِ الحوارِ والصّدامِ

 

أفهموهمْ أنّهم من قرْدةٍ

أصلُها كلبٌ وزادوا بالكلامِ

 

شرّبوهمْ قيم الغربِ وهُمْ

رضّعٌ لم يبلغوا سنَّ الفِطامِ

 

سفّروهم يستزيدوا فتيةً

ويكونوا بعدُ سمّا ذا مَهامِ

 

فإذا ما أصْبح السمُّ هُمُ

رجعوا للأهلِ بالموت الزّؤامِ

 

أقرئوهم كتبَ الإلحادِ لا

كتبَ التّفسيرِ أو طوقَ الحمامِ


ثقّفوهمْ في فنونِ الرّقصِ لا

في فنونِ الحرْبِ ضربًا بالحُسامِ

 

ثقّفوهمْ في حقوقِ الوزِّ وال

بطِّ والدجِّ وأسرابِ اليمامِ

 

والشّواذِ والعواري والسّوا

قطِ والمومسِ والزّنمى اللّئامِ

 

روّجوا أنّ الإلهَ فكرةٌ

شاءَها الإنسانُ ميلًا للتّمامِ

 

صوّروا الإسلامَ وحشًا ضاريًا

لا يكونُ دون قتلٍ وانْتقامِ

 

كرِّروا أنّ الزواجَ آفةٌ

تُحوجُ الإنسانَ حتْمًا للقِوامِ

 

بيدَ أنّ الفُحشَ فطريٌّ ولا

ضرَّ منهُ إن يُمارسْ بانْتظامِ


علّموهم ما بقوا مثلكمُ

خنّسًا في حضرة القومِ الكرامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسامه محمد زامل

avatar

أسامه محمد زامل حساب موثق

فلسطين

poet-osama-zamil@

89

قصيدة

1

الاقتباسات

472

متابعين

اسامة ,محمد صالح, زامل ، شاعر فلسطيني غزيّ من مواليد مدينة حمص في سورية، حيث ولد في العام 1974، انتقل مع أسرته للعيش في غزة في أواسط ثمانينيات القرن ...

المزيد عن أسامه محمد زامل

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة