على بياض الآسكا شيّدتُ لكَ منزلاً من جليد أشعلتُ موقد مشاعري لتكون ملاذكَ الأخير وفرشتُ فراء معطفي الفاخر لترقد عليه وأبقى أنا بلا فراء هناك لإبريق الشاي طعم آخر و لتشابك الأيادي معنى آخر و لاقتراب الأنفاس معنى آخر في الآسكا يطول ليل العاشقين ويطول نهار المتزلجين على سفوح النقاء بعراء البياض لا مجال للاختباء وأكون الشجرة الوحيدة التي تلتف حولها لا لقاءات مقاهي لا مواعيد مطاعم الحب هناك له نكهة خاصة مع السلمون المقدد كلذة الكافيار على شواطئ البحار الدافئة هناك أكون نجمة الشمال ملكة الجمال الوحيدة بين بياض التلال وأصدقائنا أرانب برية وكلاب أليفة تلتف حولنا تشعر بدفء حبنا تلهو معنا تجري بنا على زلاجاتها حيث اللا أفق واللا حدود وتطوف بنا حول تمثال رجل عاشق يقف متجمدا بقبعته الحمراء طال انتظاره بصحراء الجليد علّ حسناءه تذيبه بحرارة لقاء هناك بقلب الآسكا النقي فاجأتني بقلب أبيض كقلبك قطعتَهُ من الجليد واصطدتَ سمكة فضية لتصنع لي حساء ساخنا بمذاق خاص هناك بصحراء البياض تداعب أصابع الشمس الفضية ستائر الجليد فيبرق كريستال الصفاء وتغني البلورات سمفونيات الوفاء ركضنا سويا على سفوح النقاء نخبأ دفء مشاعرنا بقفازات أيادينا نشاغب أسراب البطارق وهي تؤدي طقوس الخطوبة ومن خلفنا صغار الدببة الأشقياء وأسراب الفقمة تتبادل قبلا ساخنة اختزنت حرارتها ببيات الشتاء والأيائل تثغو لأجلنا بأجمل الغناء وأنت تناديني : أين أنت يا وفاء ؟ أين أنت يا وفاء ؟؟ فنتعثر تارة بأودية الجليد مع أسراب الغزال وتسبقني تارة لتقطف لي أول زهرة بنفسجية ابتسمت لنا من تحت الماء هناك بصقيع الآسكا دفء الحب هو ما يبقينا أحياء
