الديوان » د. عمرو فرج لطيف » مذاهب الحب الجديد

وكُنتُ صغيراً على بابِ حالى ،
وطوليَ قد كانَ دون خيالى ،
حنينى لم يُجْدنِى ذات يومٍ؛
ولا أسعفتني فيوضُ العبارة.


بيومٍ غريبٍ أبي جاءني ،
وقبَّلني ثُمَّ أرسَلَنى ،
إلى الفصلِ وحدي فما همَّني،
وجاء المُعلَّمُ قال اجلسوا ،
وأوصي بألاَّ نُشيع الإثارة.


من الأبِّ فَرَّت حُروفُ البداية ،
وفى الاُمِّ كانت عُشُوشُ الحكاية ،

وهذا وتلك وماذا وكيف؛

سطورُ خيالٍ  بفهمِ الإشارة.


وجمعٌ وطرحٌ وتلك علامة ،
وجدولُ ضربٍ بدون ملامة ،
ونقسم حتى تحلَّ السلامة ،
وصِفرٌ صغيرٌ رَفَعْنا مقامة ،
وتلك النقوشُ أصول التجارة.


أعيدوا ورائى الذى قد أقول ،
مفاتيحُ قوْلٍ تُنيرُ العقول ،
فذاك الكتابُ وهذا الرسول؛
نبيُّ كريمٌ عظيمُ البِشارة.


وهذا حلالٌ وهذا حرام ،
وتبقى العقيدةٌ أُسَّ النظام ،
وربُّ العبادِ الكبيرِ السلام؛
نريدُ رضاه ونرجو وقاره.


وقالوا كلاماً كثيراً جميلا ،
إلى كم تكون المعاني دليلا ،
على ليلِ قومٍ نراهُ طويلا ،
يُعالِجُ فنَّاً وعِرقاً أصيلا؛
وهذا لعمْرى أساسُ الحضارة .


هى الأرض تبقي من العلمِ كوكب ،
تدور بشمسٍ وعقلىَ مُعجب ،
وأضربُ كفِّي كثيراً وأقلب؛
لما قد رأيتُ بحُسنِ العِمارة.


وفى جانبِ الأرضِ يجرى قمر ،
بكونٍ فسيحٍ رهيبِ الصور ،
ليبزغ دوماً بليلِ السهر؛
تبدَّى لنا قمراً من حجارة.


وقالوا قُميرٌ له ألفُ حال ،
فيومٌ محاقٌ ويومٌ هلال ،
يُجلِّى لنا الليل بدراً وحيداً ،
يوزِّعُ خيراً ويُعطى ظلال ،
يُدندنُ لحناً ويُورِى أُوَارَهـ.


وكنتُ أحاولُ أن أتخيَّل ،

كيف لشمسِكِ قمرىَ قَبَّل ،
وكيف ينيرُ وكيف تسلَّل ،
لبابِ الحيارى وأرخى سِتَارَه.


ومرَّت سنونُ صبايا سريعاً ،
وصرتُ طويلاً جميلاً وديعاً ،
لأحمل فوقَ جبيني علومي ،
وحُلماً غريباً أصيلاً بديعاً ،
يسيرُ بقُربي وأمشى جواره.


وحين رأتكِ عيونُ السماء ،
وصوتُكِ يُسكرُ جَفْنَ المساء ،
تفتَّق ذهني لفكرٍ غريب ،
فغيَّرتُ كُلَّ علومِ الفضاء ،
ودوَّنتُ عِلماً فَكُنتِ شِعَارَه.


تعالى لأقرأ فيكِ الكلام ،
واُنشدُ عنكِ حروف الغرام ،
فذلك سطرٌ جميلٌ يقول :
بأنِّكِ وحدك من تملكين ،
جوازَ المرورِ لعلمِ اليقين ،
وتبقين أنت الحبيبةَ عُمري ،

ملاذى الأمينُ بشطِّ الحنين.
وذلك سطرٌ بعيدٌ يقول :
بأنَّك بدرٌ ومنك الحضور ،
وكلُّ الأراضى عليكِ تدور ،
وكلُّ الكواكبِ كلُّ العصور .
حوالى عجائبِ دُنياكِ أنتِ ،
باتت تُغنِّي وأُخري تسير.

وباقي الكتابِ يصيحُ ويحكى :
بأنَّ لديكِ عُطورَ البشارة.
وبين جفونِكِ كلُّ الإثارة.
وصدْرُكِ كَنزٌ غريبٌ تجلَّى ،
وقد أبدع اللهُ فى الإستدارة.

ويلهثُ خَلْفَكِ  شعرٌ طويل ،
يُفقِّهُنا فى أُصولِ الحضارة.
فأنتِ من النورُ ،
أنت الحضارة.
وأنتِ القميصُ ،
وأنت البشارة.
وتلك مذاهب علمى الجديد ،
وقلبُكِ يبقى ملاذَ المُريد ،
فلا خاب قلبى إذا ما استشاره.

 

 

 

 

 

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د. عمرو فرج لطيف

د. عمرو فرج لطيف

132

قصيدة

د. عمرو فرج لطيف طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد

المزيد عن د. عمرو فرج لطيف

أضف شرح او معلومة