الديوان » ختام حمودة » اليبوس

عدد الابيات : 31

طباعة

 يُرَتّل المَوْج لِلنّوارِ بَحَّتهُ

فَيَرْقُص الْليْلَك المَنْثور للسّحَرِ

وَ يَحْتَسي نَوْرسُ الأحْلامِ خَمْرَتَهُ

وَ يَسْكرُ الوَرْدُ بالإيماءِ وَ النَّظَرِ

هَوامِشي ضِحْكَةٌ في سَطْرِ وَشْوَشَتي

وَ في عُيوني انْكسار الظّلِّ للْقَمَرِ

مُسافِرٌ خَيْطُ حُزْني في احْتِراقِ غَدي

وَ في عُيوني انْكسار الظّلِّ للْقَمَرِ

بَيْني وَ بَيْنَ فَمي رَشّات بَسْمَلَةٍ

و في شِفاه المَسا يَغْفو نَدى الزَّهرِ

فَتَمْتَمَتْ نَجْمَةُ الإغْواء في لُغَتي

وَ ساجَلَتْ غَيْمةُ الغُيّاب للمَطَرِ

عَطْشى لِبَعْضِ خَيالٍ مَرَّ في خَلَدي

يَوْمًا وَ ما عادَ يَحْكي غَيْبَةَ الأَثَرِ

روحي تُلَمْلِمُني في كَفّ غُرْبَتِها

وَ تَعِجِنُ الوَجَعَ المَشْدوه في نُهُري

أنا المَسافَة ما بَينْي وَ بَيْن أنا

فَفي أناي أرَى الألْوانَ في سَهَري

غُيّبْتَ عَنّي وَ ظَّلَ الطّينِ يَحْرُسُني

فقاتَلَتْ جَمْرَةُ النّيران بي شَىرَري

مَنْ يَفْرك الصَدأ المَعْتوه عَنْ جَسَدي

و َيَحْتَسي مِنْ شَراييني طِلا الخَدَرِ

أنا التَّفرد داخَتْ فيّ أنْسجتي

و َعَلَّقَتْني عَلى أشْلائها جُدُري

بَيادرُ الحُزْن لَمْ تُنْبتْ سِوى وَجَع

مِنَ الحَنين يُغَذّي أَنّة الكَدَر

منْ طينةِ الصَمْتِ قَلْبي صُغْتُ نَبْضَتَه

وَمِنْ نُثارةِ روحي جِئْتُ بالدُّرَرِ

قَدَّسْتُ كُلّ جَمال كُنْتُ فيه أنا

قِديسَة عُجِنَتْ بالنّار للغررِ

أنا فَمُ الشَّعرِ في ميزانِ أزْمِنَتي

وَإن نَطَقْتُ اكْتَسى التَّاريخُ بِالسّورِ

بَذَرْتُ في أرْضِ أوْجاعي حُروفَ غَدي

فَأنْبَتَتْ فَوْق سَطْر الدَّمْعِ بالصّوَرِ

ما اسْتَأتُ مِنّي وَلكِنْ ساءَني زَمَنٌ

يُقاس فيه بَليغ القَوْل بالهَذَرِ

أنا الدَّليلُ وَقَلْبي مَسَّهُ لَغَبٌ

وَلَيْسَ إلّا إلى قَلْبي بَدا سَفَري

وَحْدي عُيونٌ وَللنَّوَّارِ أجْنِحةٌ

فيها تُراقِبهُمْ في عَثْرَتي جُزُري

فالشّعرُ مَدَّ جَناح الحُبّ في مُدُني

فَطِرْتُ وَحْدي وَروح الشّعرِ لَمْ تَطِرِ

وَحَلَّقَتْ في يَدي أنْهارُ غَيْمَتِنا

فَأمْطَرَتْ هاجِسَ الأرْواحِ في عُطُري

أنا ازْدَحَمْتُ بِأسْراري وما ازْدَحَمَتْ

صَحائِفُ الصُّبحِ في حِبْري وفي خَبَري

فاسْتَيْقَظَتْ شُرُفاتُ الرّوحِ مِنْ وَجَعٍ

فَألْبَسَتْني خُيوطَ النّورِ كَفُّ ثَري

أنا (اليَبوسُ ) وَ نَخْلي ما انْحَنى أبَدا

وما أزالُ أمدُّ الكفَّ بالثَمَرِ

سَبْعون قَرْنا وَعُمْري ما أزالُ بِهِ

نَهْرًا يُثَرْثِرُ في أمْواجِهِ قَدَري

فابْيَضّ كُحْل عُيوني في مَرَاوِدهِ

وَ خَبّأ النّورُ في أرْدانِهِ بَصَري

وَعُدّتُ لكِنَّ قَميصي مَزَّقَتْه يَدي

وَكانَ يَعْقوب يَبْغي عَوْدةَ الأزُرِ

وَلي خيال عَلى حلمي يُراوٍدُني

وَألْفُ رُؤْيا أنا فسّرتُ للسَّمَرِ

أنا رَجَعْتُ مَعي مَنْ ذا يُخَبِّرُني

عَنْ عَوْدَة الرُّوح للأوْطان مِنْ خَطَرِ

أعْتقتُ حِبْري وما حُرّرْت منْ وَرَقي

ومنْ ضُلوعي أسوق الحرْف للوَطَر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ختام حمودة

ختام حمودة

194

قصيدة

ختام حمودة , مواليد الأردن لديَّ الجنسية السويدية والأردنية والأصل من فلسطين من مدينة رام الله , عشت طفولتي في ألمانيا و درست اللعة العربية في الأردن وتعينت في قسم المحاكم ومن ثم استقر بي ا

المزيد عن ختام حمودة

أضف شرح او معلومة