الديوان » تونس » أبو بكر التونسي » خرجت وقد لاح الصباح هرول

عدد الابيات : 38

طباعة

خَرَجتُ وَقَد لاحَ الصباح هرول

إِلى نسمات الروض وَالطل نازِل

فَيا له من روض بَديع تكللت

محاسنه بالدر وَالدر يجمل

وَزَقزقة الاطيار وَالديك صادح

يرددها فالكل في الزهر رافل

واغصان دوح كلما حط طائِر

تلقته بالتَصفيق اذ تَتَمايل

وَفي جيدها قطر كان بجيدها

عقودا كَما تَدري بها تتجمل

تَساقط مشغوفا بها فَتزاحَمَت

إِلى نيله الازهار وَالكل نائِل

طَبيعة ما أَبهى مناظرك الَّتي

بها لِبَقائي في الشَقا اتعلل

طَبيعة ما وَيلي فَما أَنا سامِع

ومن أَين هَذا الصوت للسمع واصل

بكاء افي هَذي الحَديقة هَكَذا

حَياتي عناء كلها وَمَشاكل

نأيت عَلى عيش البِلاد ومن درى

بأني عَلى ما كنت أَخشاه نازِل

فَقَد شاهدت عَيناي بنتا جَميلة

وَدمعتها من عينها تَتَنازَل

عليها عَلامات الكآبة وَالشَقا

وَفيها عَلى ضيق الفؤاد دَلائل

تلطخ منها الوجه وَالقطر تحتها

وَفيه الثَرى من تحتها يتحلل

وَكلتا يديها في اِنبساط مذلة

وَمقلتها في الافق لا تتحول

على انني ما كنت أَعرف ما الهَوى

فاصبحت عَن محبوبتي اتساءَل

حَبيبة قَلبي ما اِعتَراك اهكَذا

تَنوين صَبرا انما الصبر اجمل

هنا رمقتني وَهيَ في عبراتها

تريني بأن الويل فيها مسجل

وَقالَت وَقَد زادَت بها زَفراتها

بصوت به أَبداء غيظ تحاول

أَراكَ شفوقا ان اخذت بِناصِري

وَكنت لسعدي أَيُّها المَرء تعمل

فالقاك مقداما والقاك باسِلا

وَلَيسَ اذا ما عدتني انت باسل

تنح ابتعد عني ودعني كَئيبة

وقل ان اردت السب ما أَنتَ قائِل

أَتَدعو بان ابدي اليك ابتسامة

وَمنك شقائي ايُّها المُتَجاهِل

وَتدفع عني في النزال معاندا

وَأَنتَ الَّذي نازَلتَني وَتنازل

أَتَدعو فؤادي للحنان وانني

رايت فؤادي من سهامك ينبل

كفى أَنتَ من صخر وَقَلبك جندل

تَرى ثغرك البسام من يتجندل

فخل فخل البؤس ينهك قوتي

وخل لهيبا في الحشا يَتشاعل

ورح في سَلام ان جامك طافح

وَذقها صبوحا لا على المعول

عَجيبا أَتَبكي بعد أن كنت ضاحِكا

وَتسكب ذاكَ الدمع هَذا المؤمل

لعلك ابصرت الصواب مجسما

فحول قَلبا كاد لا يتحول

وانك تَبغي الان ان تعرف الَّتي

اهاجتك فاعلم انني اتَساهَل

انا الزَهرة التَعساءَ فاح اريجها

واوراقها من حزنها تَتَذابل

رآها رَسول المَوت تَخشى خَياله

فاصبح بالمرصاد لا يتنقل

أَنا الغصن في زهر الشَباب يقصه

بقادومه الحطاب وَهو مولول

أَنا تونس الخَضراء ويك إِلى مَتى

عَلى السير في نهج العلا تَتَغافَل

كانك لا تلقى المعرة إِذ تَرى

بلادك في خطب وَلا تتقلقل

كانك تزري بالحَياة وَتَرتَضي

حَياتك كالمملوك بل وَتؤمل

اليست لك النفس الكَبيرة هَل تَرى

أَمانيك لا تأتيك أَو تَتَخيل

بعزم بحزم باتحاد بألفة

رَجاؤُكَ سهل وَالسَعادَة أَسهَل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو بكر التونسي

avatar

أبو بكر التونسي حساب موثق

تونس

poet-Abu-Bakr-al-Tunisi@

97

قصيدة

41

متابعين

سعيد أبو بكر التونسي الساحلي المكني. والمكنين بلاد في تونس. تربى في تونس ونشأ وسمع وبصر وتعلم وفقه وأشعر فكان شعره مرآة ما تأثرت به نفسه من أحداث في مطلع ...

المزيد عن أبو بكر التونسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة